Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/05/2009 G Issue 13389
الثلاثاء 02 جمادىالآخرة 1430   العدد  13389

في احتفال الوفاء
طالبات كلية التربية (الأقسام الأدبية) يقمن احتفالاً لتكريم الدكتورة منيرة بنت سليمان العلولا

 

الجزيرة - فوزية الشدادي الحربي:

بعد الثقة الملكية التي حصلت عليها الدكتورة منيرة العلولا وتعيينها على المرتبة الخامسة عشرة، وتوليها منصب نائباً لمحافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني أقامت مساء الجمعة طالباتها حفلاً تكريمياً بهذه المناسبة؛ وذلك تعبيراً عن سعادتهن بما وصلت إليه المرأة السعودية في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره ، كما أن هذا الحفل يأتي ابتهاجاً بما حصلت عليه الدكتورة منيرة من حفاوة وتقدير وثقة القيادة الحكيمة. وقد عبرت طالباتها عن هذه الاحتفالية بقولهن (إنها أقل ما يمكن تقديمه لسيدة شامخة معطاءة مثل الدكتورة العلولا؛ فنحن نريد الاحتفال تقديرا لها؛ حيث كانت بمثابة الأم التي لم تلد والأخت المشفقة والصديقة المخلصة والمستشار الأمين لنا في كلية التربية للبنات الأقسام الأدبية).

وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم قصيدة للدكتورة فاطمة القرني بعنوان (وحيا كل ذكرى جمعتنا):

مساء العطر.. ساقية تدار

مساء الشعر.. سارية تثار

مسا جمع الأحبة.. كل قلب

هنا أهل لضيفتنا ودار

مسا صفو ال(منيرة) كل طيب

بها يزكو.. وكل دجى نهار

مساها قدر ما ساقت خطانا

لخير.. واستقيل بها عثار

وأضعاف اتقاد الفكر فيها

سويا.. لا يضل.. ولا يحار

وقدر أمومة جبلت عليها

وعطفا لم ينل منه الوقار

أجل.. حيال إيثارا وبذلا

أبر القوم أم جحدوا وجاروا!

وحيا كل ذكرى جمعتنا

ودمع كم يغالبه انحدار

وحذري: أيها أعلي وأيا

أخلي.. حيث لا يجدي حذار

بعدها قصيدة للدكتورة دوش الدوسري وقصيدة للأستاذ أحمد الصالح ألقتها نيابة عنه ابنته الدكتورة نوال الصالح، ثم تحدثت الأستاذة نورة العلولا مساعدة مكتب شرق الرياض (النهضة) قائلة: (الكل يعرف منيرة العلم، القائدة المحنكة التي تمتلك كل جدارات القيادة ومهاراتها، ومنيرة الأستاذة والمربية التي تتلمذت على يديها أجيال متتابعة، وما لقاء اليوم إلا حصاد ما زرعت منيرة الإنسانة المليئة بالحب لله والوطن والناس، ولكن من منكم يعرف منيرة الطفلة، منيرة الطالبة، منيرة الفنانة، منيرة العمدة، منيرة جابرة عثرات الكرام؟).

ثم قالت: (بحكم أني شاهد عيان على سيرتها ومسيرتها لا يفصلنا سنا سوى ما يفصل طفلين متتابعين بمقاييس ذلك الزمان فإن الذاكرة تختزن طفولة الدكتورة منيرة غير العادية؛ حيث لم تكن تمارس طفولتها لهوا ولعبا إلا لماما؛ فقد كانت طفلة مسؤولة، لعبت أدوارا محورية في المنزل، وشاركت بفاعلية والدتها الحنون أطال الله عمرها التي وجدت منها مساندة مبكرة تفوق عمرها الغض.. ليس فقط لأنها البكر أو لأن ذلك الزمان له متطلباته وأوضاعه، ولكن لأنها مختلفة إحساسا عاليا بالمسؤولية وبرا مبكرا وإيثارا يتخطى المعقول). ثم تحدثت عن مكانة منيرة في الأسرة وحبها للبذل والعطاء ورعاية المساكين والضعفاء، وختمت حديثها بتقديم الشكر الجزيل نيابة عن أسرتها لأهل الوفاء الذي تمثل اليوم في أبهى صوره بدءاً بالقائمات على هذا اللقاء وانتهاء بمن لبت الدعوة مروراً بكل المحبين للدكتورة منيرة.

ثم شاركت أخت الدكتورة منيرة (ليلى العلولا) بحديث من القلب قالت فيه: (ولدت الدكتورة منيرة أنثى في زمن لم يكن يعترف سوى بالذكور.. رغبت في العلم في زمن رغب فيه الآخرون في العمل، ثابرت في زمن استسلم فيه الكثيرون.. وصلت في زمن توقف فيه الآخرون،، في طفولتي كان لدي الكثير لأفتخر به.. فإن سلمنا أن كل فتاة بأبيها معجبة، فنسلم أيضا بأنه ليس لكل فتاة أخت هي بها معجبة. كان الصواب عندي ما تراه صوابا، والخطأ ما تراه خطأ، كان الجميل ما تراه جميلا والقبيح ما تراه قبيحا، كانت هي القاعدة وهي القياس والاجتهاد.. كانت وكانت وكانت، وكل ما كانت عليه لا تزال فيه.. منها تعلمت الكثير، أما القليل فقد علمتني كيف أتعلمه! منها تعلمت أصول التفكير الناقد؛ فما يقوله العامة قابل للنقد، وما يقوله العلماء قابل للتحليل، وما يقوله الله تعالى قابل للتأمل).

وبعنوان كلمة حق ووفاء فيمن تستحق الوفاء قالت الأستاذة نورة الفايز نائب الوزير لتعليم البنات بوزارة التربية والتعليم: (إنها مناسبة عظيمة تلك التي يتم فيها تكريم الأوفياء من الأصدقاء، وهي مناسبة تعبر عن الوفاء لمن ضحت بجهدها ووقتها في سبيل خدمة هذا الوطن المعطاء. إن الإنسان عطاء، وعطاء الدكتورة منيرة العلولا يفوق العطاء، والكلمات تعجز عن التعبير لها عن عمق التقدير والإخاء. لقد عرفت الدكتورة منيرة بوصفها قائدا في العديد من المؤسسات في بلادي، عرفتها كمواطنة مخلصة متفانية قادرة على الوفاء بمتطلبات عملها بكفاءة ومهارة، عرفتها شخصية فذة تملك حسن التصرف وتدبير الأمور، عرفتها إنسانة رقيقة حنونة جاعلة من نفسها قدوة في التعامل الراقي وبث روح الثقة في الآخرين وتشجيعهم والعمل بروح الفريق، عرفتها صديقة مخلصة صادقة ووفية. تحية تقدير من الأعماق محملة بمعاني الود والإخاء لمن بذلت وأعطت بلا حدود، تحية تقدير وجلال لمن أسهمت في صنع الأجيال، تحية من القلب لمن أكملت وبجدارة مشاوير متعددة وتركت بصماتها على العديد من المؤسسات الحكومية، تحية تقدير لمن حملت الكثير من المسؤوليات والمهام الجسام، واختيرت لمهاراتها وقدراتها على البناء والعطاء، تحية تقدير لمن ستظل بصماتها شاهدة لها على حسن الأداء. في الختام لا يسعني إلا أن أتقدم لأختي وصديقتي الدكتورة منيرة بنت سليمان العلولا بخالص الشكر ووافر التقدير على جهودها وتفانيها وعطائها، متمنية لها دوام التوفيق واستمرار النجاح، وأن يسدد الله خطاها لتكتمل المسيرة وتؤدي الأمانة بمزيد من الإبداع والعطاء، وأن نراها دائما في موقع المسؤولية والثقة التي تستحقها دائما).

ثم تحدثت الإعلامية نوال بخش بكلمة مرتجلة عن علاقتها بالدكتورة؛ حيث جمعهن فصل واحد ومرحلة دراسية واحدة، كما تقدمت الدكتورة رقية المحارب وتحدثت عن خصال التقوى وحب الخير في شخصية الدكتورة منيرة.

بعدها اعتلت المنصة الدكتورة منيرة العلولا حيث قالت: إنني اليوم أقف عاجزة عن الوفاء بحقكن، فقد ودعتكن في كلية التربية جسدا لكن قلبي دائما معكم. ثم قالت: نحن نحمل رسالة وأمانة، عملنا ليس مهنة بل رسالة، فأذكركن وأذكر نفسي أن نؤدي الرسالة بما يرضي الله، ونحرص على احتساب الأجر من الله. وفي كلمتها الارتجالية حاولت إثارة حماس الحاضرات لأهمية العمل والحماس والبعد عن اليأس، ثم أكدت أنها اليوم أسعد الناس حيث إن الوفاء لا يشترى بالمال، بل هو هبة من الله.

بعدها قدم طالباتها لها مفاجأة الحفل وهي السيدة أميمة هارون مديرة المعهد العلمي الثانوي؛ حيث كانت الدكتورة منيرة أول دفعة تتخرج من المعهد، وقد أثنت السيدة أميمة على الدكتورة منيرة عندما كانت طالبة حيث التفوق والحماس والالتزام، كما قدمت الدكتورة منيرة امتنانها لمن سعى بحضور الأستاذة أميمة.

وفي ختام الحفل دشنت الدكتورة منيرة موقعها الخاص المهدى لها من طالبتها الدكتورة نوال الثنيان، كما قدمت لها طالباتها دروعا ولوحات تذكارية مزينة بالقصائد المعبرة.

الجدير ذكره أن الاحتفال كان بمثابة أكبر تجمع علمي تربوي ثقافي للمرأة السعودية؛ حيث حضر الحفل سيدات من مختلف القطاعات.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد