الشاي عبارة عن نبتة ذات أوراق خضراء، ويأتي غالبا من بلاد الهند، وهو من أشهر المشروبات التي عرفها العالم وأكثرها متعة فله مذاقات مختلفة. ومن هذه الأوراق الخضراء ينتج مشروب لذيذ منعش لا يتطلّب تحضيره أكثر من ثلاث الى خمس دقائق كما يمكن أن يبرد ليتحول الى مشروب صحي غاية في الإنعاش خصوصا اذا صنع من شاي الفواكه بعد خلطه بالفاكهة المجففة لينتج عنه مشروب غني بالفوائد والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
على عكس القهوة فإن نسبة الكافيين في الشاي أقل بكثير، وله فوائد جمة رغم أن الماء يشكل غالبيته بالإضافة الى الفوائد التي تنتقل الى الجسم من فيتامينات وغيرها حينما يجهز طازجا اي قطفة أولى.
بما ان البشرة هي أهم دلائل زحف الزمن، وأن مضادات الأكسدة المرتفعة المتواجدة في الشاي، تقاوم وتحمي الجسم من الأعراض التي تهدد البشرة وتعزز جهاز المناعة وتقلل مخاطر التعرض للجلطات ونوبات القلب، حيث يعمل الشاي كمنظف للشرايين والأمعاء.
ويحتوي الشاي على الفلوريد وحمض التَنيك ويجعل الابتسامة أكثر بياضا كما ان بعض المكونات الموجودة في الشاي التقليدي الأسود تهاجم البكتيريا الضارة في الفم والتي تسبب أمراض اللثة والتسوس وغيرها.
وتشير الدراسات إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يحمي من السرطان بفضل مضادات التأكسد الموجودة فيه، ورغم ان نتائج الدارسات في هذا المجال غير جازمة، إلا ان تناوله فيه فائدة كبيرة جدا. بالإضافة إلى أنه يساعد على ترطيب الجسم وعدم تعرضه للجفاف. وينقص الوزن حيث يسرع عملية حرق الطعام أو ما يسمى بالأيض.
للشاي تأثير منشط يحث الدماغ والجهاز العصبي دون أن يؤثر في القلب وعلى الدورة الدموية كما القهوة. لذا يشعر المرء بعد تناوله بالراحة وبقدرة أكبر على التركيز. كما أن للشاي فوائد تجميلية كذلك فوضع الشاي تحت العينين يقلل من الإرهاق حولها كما انه مرطب جيد للشفاه وهو ملطف للقدمين حيث يخفف من تكاثر البكتيريا المسببة للتعرق ومن ثم رائحة القدمين غير المرغوبة.
كل أنواع الشاي، باستثناء شاي الأعشاب، تنحدر من نفس النبتة المعروفة ب(كاميليا سينانسيس)، لكن تبقى لكل نوع خصائص تميزه عن الآخر حسب لون أوراقه والطريقة التي يتم إنتاجه وتصنيعه بها.
ويعتبر الشاي الأبيض هو الأفضل على الإطلاق, وهو من أندر أنواع الشاي!! ويتم قطف البراعم الصغيرة لشجرة الشاي والبتلات التي لم تتفتح بعد بعناية، ثم يتم تجفيفها بعد ذلك، وتتميز هذه الأوراق بوجود كمية من الشعيرات الزغبية البيضاء على السطح السفلي لكل وريقة ولهذا السبب أطلقوا عليه اسم الشاي الأبيض حيث إنه فاتح اللون إذا ما قورن بأوراق الشاي التي تقطف بعد مرور بعض الوقت، وعادة ما يباع هذا النوع في محلات الشاي المتخصصة حيث إن التعامل مع هذا النوع من الشاي يتطلب الخبرة والدقة.
ولقي الشاي الأبيض مؤخرا إقبالا كبيرا، نظرا لتمتعه بنسبة عالية من مضادات التأكسد مقابل نسبة قليلة جدا من الكافيين. والمزايا الصحية الكثيرة، إضافة إلى خاصيته المهدئة. كما أن بعض الدراسات أكدت أن الشاي الأبيض يقوم بتخفيف حالات الأكزيما والطفح الجلدي حيث إن مركبات (بوليفينول) المضادة للأكسدة هي المسؤولة عن الخصائص الوقائية للشاي والتي تقي الجهاز المناعي للجسم بشكل عام.
وهناك أنواع أخرى من الشاي مثل: شاي (دارجيلنغ) وهو الشاي الناعم الذهبي اللون يأتينا من أعالي جبال الهملايا. والقطفة الأولى للشاي تكون في فصل الربيع والقطفة الثانية في الصيف ويكون لون الشاي أغمق وأقوى نكهة.
أما الشاي السيلاني من جزيرة سيلان او سريلانكا اليوم وهو ذو نكّهة قوية المذاق
ومن الصين يأتي الشاي الأخضر المعروف، ومن أنواعه (شانمي) و(لابسانغ سوشونغ) وهو شاي أسود مدخن من أفضل الأنواع. ويصنع من الأوراق التي تم تبخيرها ثم تجفيفها، ويتميز بكونه عشبيا وطازجا اكثر من الشاي الأسود.
ثم شاي الأعشاب او تيزان: وهو مجموعة من الأعشاب والتوابل والحوامض ولا تدخل فيه أوراق الشاي في معظم الأحيان.
شجرتا الشاي الأخضر والأسود هي نفسها ومن أهم فوائد الشاي الأسود هو تسريع عملية الأيض 4% بعد شرب 3 كؤوس. كما أنه مخفض طبيعي.
الطريقة الصحيحة لتحضير الشاي على عكس ما هو معروف أن تنقع الأوراق في الماء المغلي سابقا ولمدة تتراوح بين 3-5 دقائق دون غليانه أبدا، حيث إن غلي الشاي يزيد من مادة التانين التي تفرزها أوراق الشاي عند الغليان وتسبب الإمساك أحيانا كما يفقده خواصه الدوائية ويذهب فائدته!
مونيكا قاسم سانث