الجريمة الإرهابية التي ارتكبت ضد الدبلوماسيين السعوديين في العاصمة الفنزويلية كركاس، ما كان لها أن تعرف من قبل الرأي العام ما لم يسلط الزميل فارس بن حزام الضوء عليها، وينشر تفاصيلها للرأي العام السعودي الذي عرف أن الدبلوماسي السعودي علي القحطاني وزميله حيلان بن لبدة القحطاني قد تعرضا لاعتداء إرهابي واختطاف من منزليهما في فترتين متباعدتين لم يفصل بينهما سوى أسبوعين ولم يتم الإفراج عنهما إلا بعد أن دفعت السفارة فدية للخاطفين..!!
الدبلوماسي السعودي حيلان بن لبدة القحطاني الذي يوجد الآن في المملكة للعلاج تعرض لتعذيب وحشي منه حرق الوجه بأسياخ نارية كما حرقت يداه. هذا الدبلوماسي الذي قطع آلاف الأميال لخدمة دينه ووطنه ومليكه والعمل على دفع العلاقات الطيبة مع فنزويلا، يتعرض لهذا التعذيب البشع، وقبله زميله علي القحطاني ثم تخرج علينا الحكومة الفنزويلية وتدعي بأن الجريمة جنائية وأن المتهمين الذين قاموا بهذا العمل هم من العصابات الإجرامية المنتشرة في فنزويلا وتمارس نشاطها في البرازيل والمكسيك ولها ارتباط بنشاط المخدرات...!!
ومع أننا في (الجزيرة) نشرنا اعتذار وتوضيح سفارة فنزويلا في الرياض، إلا أن المعلومات التي حصلنا عليها من مصادر موثوقة جداً، تخالف ما ادعته الحكومة الفنزويلية، فالقضية لها علاقة بالخلافات بين فريقين من المسلمين الفنزويليين كل منهما يسعى للسيطرة وإدارة المركز الإسلامي في كركاس. ولأن المملكة العربية السعودية هي التي تصرف على هذا المركز وتمول نشاطاته وتدعم الدعاة والعلماء فإن إحدى الجماعات التي لها علاقة أو صلة بوزير الداخلية الفنزويلي وهو من أصل عربي واسمه طارق العيسمي ولقبه في فنزويلا وزير السلطة الشعبية للشؤون الداخلية والعدل يعرف هؤلاء.
ونحن هنا لا نتهم الوزير ولا نؤكد بأنه على معرفة بخططهم الإجرامية، إلا أننا نشير بأنه يعرف الجهة التي حرضت وأرسلت المجرمين الذين اخطتفوا الدبلوماسيين السعوديين وتعذيبهما حتى يسلما المركز الإسلامي للجماعة التي ينتمون إليها ويتعاونا معهم ضد الجماعة الأخرى. وبما أن المملكة العربية السعودية ودبلوماسييها يخدمون جميع المسلمين دون تفرقة ولأن الدبلوماسيين رفضا الانصياع لرغبات تلك الجماعة جرى خطفهما وتعذيبهما، وهذا ما تعرفه السلطات الفنزويلية. أما رمي التهمة على العصابات الإجرامية، فهذا الادعاء بالإضافة إلى عدم صحته فإنه يحمل إساءة للدبلوماسيين الذين يوجودون في فنزويلا لخدمة بلادهم وخدمة دينهم الإسلامي والذين حتماً لا علاقة لهم بعصابات الإجرام سواء في فنزويلا أو غيرها من دول أمريكا الجنوبية.
jaser@al-jazirah.com.sa