قد تشعر بهذا الربط الخفي بينك وبين الأرض في أعماقك، لكن هل هذا يكفي للتعبير عن وطنيتك؟
لا أحد يجعلنا نتفق على الوطن، ونؤمن بأحقيتنا في التنوع والتفوق، ونتطلع لمستقبله وقصة نجاحه التالية مثل ما يفعل هذا الرجل الطيب الصادق والعظيم في الوقت ذاته.
ببساطته وعفويته وحبه وحنكته وإدراكه لكل ما حوله، ابتداء من القرية المجاورة إلى آفاق العالم والكون. هو من ينسج قصة حب خاصة ويدعونا للمشاركة فيها والأخذ من نورها، للإنسان ونحو الإنسان والوطن.
هو وحده من يجسد لنا صورة وأملاً للغد المشرق على هذه الأرض، وهو من يأخذنا إلى خيوط الشمس رغم كل تقصيرنا.
الحقيقة أن مناهجنا ومدارسنا فشلت في ان تجعل الإحساس الوطني حاضرا في خيال وقلوب الأجيال الحالية والتالية. بل ان مدرسينا واساتذتنا ورجال علم مجتهدين يرون في حب الوطن والولاء له (شبهاً) عقدية.
والمؤسف أن إعلامنا بأسلوبه التقليدي، وبعده عن الابتكار فشل في تقديم جرعات وطنية بمفعول مؤثر، حتى في المناسبات الوطنية. وفشل في ان يجعلنا نرى الوطن إشعاع نور خالد يقودنا إلى الأبدية. ونحتفي به قبل ان يحتفي بنا.
فيما الإدارات المختلفة حكومية وأهلية، لا تقدم أي نشاط أو مبادرة بالقول أو العمل يمكن ان تسجل إضافة في رفع الشعور الوطني، ولو من خلال أداء المسؤولية الإدارية الموكلة لها وواجباتها اتجاه الجمهور المواطنين.
نحن مقصرون، ونخذل الوطن كثيرا، ونخذل عبدالله بن عبدالعزيز حين نعجز عن أن نقابل الحب بحب هادر بلا توقف، ونعلن عشقا مستمرا يتجاوز المناسبات أو المصلحة الخاصة او العامة. حين تعجز مؤسساتنا عن تقديم مبادرات تستجيب لهذا الحب المثير حتى في تراقص حبات الرمل.
وحده عبدالله بن عبدالعزيز حين يتكلم للناس، ويخرج في الأسواق، ويرعى احتفالا ويقترب للجميع بمناسبة او بدونها يصنع فارقا هائلا وضخما في علاقتنا بالوطن، في إعادة الإحساس وتنميته بقيمة الأرض والوجود وعلاقتنا بهذا الكيان. والتفكير بالمشاركة في مسؤولية الحفاظ عليه.
هو وحده من يملك هذه الطاقة الهائلة ليجذبنا نحوه، نحو الأرض مجددا، ونحو الأمل الصادق للحياة والاستمرار.. هو وحده عبدالله بن عبدالعزيز من يفعل ذلك.
لذا لا بد أن نشعر بالتقصير اتجاه هذ الشعور القاصر، اتجاه هذا التردد في الإعلان عن الحب، عن الإفصاح عن علاقة العشق الأبدية بوطن يجمع الكل، ويجمع كل اختلافاتنا، بل ويحتفي بها ويكرس لها ولهذا التنوع في أقصى ايجابياته.
تقصيرنا الذي تفضحه الأسئلة.. ماذا يمكن ان نخاطب جيلا أصبحت لحظة مغادرته لصالات المطار الدولية في رحلة خارجية هي أفضل لحظات حياته وأكثرها سعادة؟.
كيف أصبحت الخبرات السعودية والمؤسسات الإبداعية تتواجد في الخارج الإقليمي وتشكل علامة فارقة، ولكن خارج تربتها؟.
ماذا يمكن أن نقول ونحن نشاهد الوطنية مجرد شعار اخضر في مباريات كرة القدم، قد يصبح تحت الأقدام في لحظة الهزيمة..؟
إلى لقاء.