دبَّج سامي الجمعان بيانات مسرحية لها أهميتها الكبرى في سياق المسرح السعودي نتيجة لخبرته الطويلة في المسرح معبّراً فيها عن رؤى المسرحيين السعوديين وتطلعاتهم, ومن يطلع على مؤلفه الأخير: (موت المؤلف نص وبيانات مسرحية) يعرف يقيناً أهمية ما تضمنه الكتاب باعتباره وثيقة مسرحية يستحق الوقوف عنده طويلاً.
البيان الأول جاء بعنوان: المسرح السعودي.. قمقم الخصوصية وأمل الانعتاق تطرق فيه إلى التشدد الديني الذي واجهه المسرح من أيام أحمد السباعي في بداية الثمانينيات الميلادية وحتى مسرحية الإكليل هذا العام.. مشيراً في الوقت ذاته إلى معوقات المسرح السعودي وما يقابلها من الخطوات الإيجابية التي تبنتها المؤسسات الحكومية في بناء مسرح سعودي يليق بمكانة المملكة عالمياً, ثم تحدث إلى الناقد المسرحي السعودي والخليجي وعرج على ملامح الخصوصية التي يطلقها البعض على المسرح السعودي.
أما البيان الثاني: فتطرق فيه الجمعان إلى تجربته الجديدة في مجال التأليف باعتبارها نوعاً من أنواع التجريب في المسرح والرامية إلى أن يخصص المؤلف وعاء نصه المسرحي لتناول تجربة مسرحية لكاتب مسرحي ما, أو مخرج مسرحي ما، أو تجربة مسرحية ما, كأن يخصص مسرحيته عن تجربة المسرح الاحتفالي عند عبد الكريم برشيد, أو تجربة الإخراج عند عبد الله السعداوي أو التجارب المسرحية عند يوسف العاني أو آخرين.
وكان الجمعان قد استلهم تجربة سعد الله ونوس كتطبيق عملي لمشروعه المسرحي في التأليف حيث تحول ونوس ونصوصه وشخوصه إلى مصدر للنص المسرحي وهي الفكرة والمادة الخام التي نحت منها الجمعان نصاً مسرحياً جديداً, حيث جمع بين ما هو تاريخي وما هو تخييلي بعيداً عن السيرة الذاتية والمباشرة.
ونال مشروع الجمعان حظاً وافراً من الرضا, فيما نالت مسرحية (موت المؤلف) التي أخرجها زكريا المومني والتي تحمل التجربة ذاتها نالت: أفضل نص وأفضل عرض في مهرجان المسرح السعودي الرابع العام الماضي وحصلت على جوائز متعددة في المهرجان ذاته وتم ترشيحها للمشاركات الخارجية.
ويؤكد الجمعان مشروعه المسرحي باعتباره صورة من صور التجريب على مستوى التأليف.. محدداً في الوقت ذاته أبعاد التجربة وملامحها ومشترطاً في ذلك: الوعي بمضامين التجربة, والحيادية في الطرح, وحضور الدراما بتقنياتها بعيداً عن السردية والتوثيق والمباشرة.. في حين تضمن الكتاب نص: (موت المؤلف) حاوياً كل ملامح التجربة ومعلناً عن مشروع مسرحي عملي يستحق أن نقرأه فكراً وحدثاً وتجربة, مؤكدين دوماً على أن المسرح السعودي بحاجة لأن (نعمل له) أكثر مما (نختلف حوله).
Ra99ja@yahoo.com