الجزيرة - جمال الحربي:
أكدت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن زلازل حرة لونير تجاوز خمس درجات ونصفاً على مقياس ريختر وأن أعماق الزلازل وصفات الموجات المرصودة تدلان على أن عمق الهزات يزيد حالياً عن 2 كم ويصل إلى 8 كم تحت سطح الأرض وقالت إن القرى المحيطة بحرة الشاقة (لونير) تعتبر بعيدة عن الصهير البركاني الموجود في المنطقة في حال خروجه وليست مبنية على سفوح طينية قد تتأثر مع الهزات. ودعت المدينة عبر دراسة جيوتقنية لتصميم المباني المقاوم للزلزال في المملكة وهدفت الدراسة إلى إجراء التمنطق الزلزالي الدقيق لمواقع محددة في مدن مختارة بالمملكة، وغيرها من الدراسات الخاصة بهذا المجال.
وتقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حالياً بالتعاون مع الجهات المختصة بمتابعة النشاطات الزلزالية في حرة الشاقة (لونير) عن كثب، حيث أرسلت المدينة عدداً من المراصد المتحركة بالإضافة إلى عدد من الباحثين الميدانيين للعمل على تلك المراصد ومتابعة الإحداث بالمنطقة على مدار الساعة، وقد فاقت قوة الزلزال الليلة الماضية الخمس درجات ونصف درجة على مقياس ريختر المفتوح. وأوضحت أن ما يحدث الآن في الحرة ناتج على أسباب طبيعية فهي تحدث بسبب حركة الصهير تحت الأرض والنشاطات البركانية حيث إن الحرارة والضغط قد يؤثران على الصهير ويحركانه إلى مناطق ذات ضغط أقل بسطح الأرض من خلال الضعف الموجود بالقشرة الأرضية التي تعلوه، حيث يؤدي ذلك في أغلب الأحيان إلى هزات أرضية تتراوح بين المؤثرة والمحسوسة وغير المحسوسة، وعادة على شكل سرب زلزالية (مئات الهزات) يمكن تسجيلها بواسطة محطات الرصد الزلزالي، قد تستمر وتزيد قوتها إلى أن يظهر الصهير على سطح الأرض، بعد ذلك تخف حدتها أو يتوقف الصهير بسبب صلابة الطبقات العليا مثلاً ومن ثم يخمد النشاط إلى حين آخر.
مضيفةً أن تغير صفات هذه الهزات تكون بمثابة إشعار بحركة الصهير واقترابه من سطح الأرض فمن خلال الرصد الزلزالي يستطيع الباحثون مراقبة تحرك الصهير عن طريق رسم بؤر الزلازل (عمقها وموقعها) وتمكنهم من التنبؤ بقرب خروج الصهير أو بعده، إضافة إلى معرفة حجم الصهير وبعض صفات تكوينه بشكل عام.
كما تقوم حالياً بالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وجامعة الملك سعود لزيادة عدد محطات الرصد الزلزالي إلى أكثر من 25 محطة منها 20 متحركة وقابلة للنقل لمراقبة النشاط في الحرة وتحديد أعماق الهزات بشكل أدق.