الجزيرة - الرياض
كشف مدير عام الجمعيات التعاونية السعودية أن قلة الوعي التعاوني في المجتمع وخلو المناهج الدراسية من الإشارة لهذه الجمعيات ودورها في تنمية المجتمع هو سبب عدم الشعور بأهميتها ووجودها كأداة مهمة للتنمية الاجتماعية، وقال سعد الشايقي ل(الجزيرة): إن رعاية خادم الحرمين الشريفين لملتقى الجمعيات التعاونية الأسبوع القادم بالرياض تعكس اهتمامه - حفظه الله - بالعمل التعاوني وتوقع أن تحدث هذه الرعاية تحولا ونقلة نوعية في مستقبل العمل التعاوني بالمملكة والتحديات التي تواجهه، مبيناً أنها تعكس الرغبة الصادقة للقيادة في النهوض بهذا القطاع.
وأوضح الشايقي أن وزارة الشؤون الاجتماعية بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والإعلام والبنك الزراعي سعوا مؤخراً لرفع مستوى الثقافة التعاونية وبيان أهمية ودور الجمعيات التعاونية الأمر الذي تمخض عنه عقد أكثر من 25 لقاء في مختلف مناطق المملكة، ولم يستبعد الشايقي أن يطرح الملتقى المرتقب مشروعاً وطنياً لنشر ثقافة العمل التطوعي والتعاوني في المملكة من خلال توصياته..
وحول تصفية 10% من الجمعيات التعاونية في المملكة، قال: السبب برأيي يعود لانتفاء دورها في بعض المناطق بسبب وجود منافسة قوية بالإضافة لتوفر الخدمات في منطقة عمل الجمعية، وهناك أيضاً سبب آخر وهو عملية دمج الجمعية في جمعية أخرى لزيادة فاعليتها وعدم ازدواجية العمل فلذا يتم تصفيتها وأحياناً بسبب تحويلها لجمعية خيرية.
وحول توفير الجمعيات التعاونية سلعاً بأسعار منخفضة للمواطنين، قال الشايقي: تسعى الجمعيات إلى توفير كافة السلع والخدمات بأسعار منافسة قدر الإمكان وقد تم تشكيل لجنة، وذلك بناء على توجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد لدراسة إمكانية قيام جمعيات تعاونية استهلاكية في الأحياء تبيع بسعر التكلفة.
وفيما يتعلق بدور المرأة في الجمعيات التعاونية، قال: لم تكن المرأة بعيدة عن المجال التعاوني فهناك العديد من الجمعيات التعاونية يوجد ضمن المساهمين فيها نساء، وقد بدأ التفاعل يتجلى على القطاع من خلال إنشاء جمعيات تعاونية نسائية متخصصة وليس أدل على ذلك من تأسيس جمعية تعاونية نسائية بمنطقة القصيم.
واختتم الشايقي تصريحه ل(الجزيرة) قائلاً: تسعى الجمعيات التعاونية من خلال نظامها الجديد إلى القيام بدورها على الوجه الأكمل ولعل لتكوين مجلس الجمعيات التعاونية - الذي نص عليه النظام والذي تم انتخابه بتاريخ 9-4-1430ه وعقد ملتقى الجمعيات التعاونية- دوراً كبيراً في تعريف المجتمع بالحركة التعاونية في المملكة، وأنواع الجمعيات والخدمات التي تقدمها والنظرة المستقبلية للقطاع التعاوني.
وكانت اللجنة العلمية لملتقى الجمعيات التعاونية برئاسة الدكتور محمد السكران قد أقرت الأوراق العلمية المقدمة من عدد من الباحثين في المجال التعاوني من داخل المملكة وخارجها، حيث أكملت اللجنة الصيغة النهائية للوراق المزمع مناقشتها.
وبيّن السكران أن اللجنة ناقشت الكثير من الأوراق العلمية المقدمة والتي تتضمن المفاهيم النظرية والتجارب العلمية للجمعيات التعاونية وقدمها باحثون من السعودية والكويت ومصر وكوريا وسنغافورة والهند حيث تم وضع التصور النهائي للبرنامج الزمني الخاص بالملتقى والأسلوب المقترح للمناقشة عقب كل محاضرة، مشيراً إلى أن تلك الأوراق ستتم مناقشاتها بطريقة منهجية وصولاً لتحقيق أهداف الملتقى، حيث تتمتع الأوراق المقدمة بخبرات علمية وعالمية رفيعة المستوى وستثري العمل التعاوني بالمملكة.
وأشار رئيس اللجنة العلمية إلى أن هناك ورقة عمل مقدمة من الباحث شيل كوان لي من كوريا الجنوبية ستعرض تجربة التعاونيات في آسيا والباسفيك كما سيناقش وكيل المدير الإقليمي لاتحاد التعاونيات الدولي لدول آسيا والباسفيك السيد راجيف ميهتا من جمهورية الهند دور التعاونيات في الأزمة الاقتصادية العالمية، مضيفاً بان هناك تجربة أخرى لدولة سنغافورة سيطرحها الباحث زي يونج كانج عن الحركة التعاونية لدى دولة سنغافورة ومصادر دخلها وكيف تساهم في تقليل تكاليف المعيشة لديهم.
كما أن هناك عدداً من الباحثين السعوديين الذين سيطرحوا على الملتقى التجارب السعودية في مجال الجمعيات التعاونية حيث يطرح بدر بن جابر السحاقي مدير إدارة الجمعيات التعاونية بمكة المكرمة كيفية توظيف برامج الأسر المنتجة بآليات تعاونية، كما يطرح يوسف بن عبدالله الدليل رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة تجربة الجمعية وكيف كانت أول جمعية تعاونية بالمملكة تقوم بإدارة وتشغيل سوق خضار وتوفير السلع الزراعية من خلالها للمواطنين، إضافة إلى ذلك فسوف يناقش الدكتور عبدالله بن سعد الرشود آليات تفعيل الشراكة المجتمعية بين الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بهدف تحقيق المسؤولية الاجتماعية بالمجتمع السعودي، كما يطرح الدكتور فهد بن حمد المغلوث تجربة الجمعية التعاونية لمشروعات الإسكان التنموي لمؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي وهي إحدى التجارب المستفادة في دور الجمعيات التعاونية بالمملكة، كما سيطرح الدكتور عثمان بن سعد النشوان والأستاذ محمد بن عبد اللطيف النفيسة رؤيتهم حول الأداء الاقتصادي للجمعية الزراعية بالبطين.
يذكر أن الملتقى يسعى لإحداث نقلة نوعية للعمل التعاوني في المملكة وذلك لفهم الواقع الحالي للجمعيات التعاونية والبحث عن الوسائل المناسبة لزيادة المشاركة الفاعلة لها وسد الاحتياجات التنموية المتزايدة. ويسعى الملتقى إلى مناقشة سبل تطور العمل التعاوني وواقعه ومستقبله في المملكة والتحديات التي تواجهه وكيفية تطوير الشراكة بين مؤسسات المجتمع والجمعيات التعاونية. ويُنظر لهذا الملتقى بأنه السبيل الأول لخطوة جادة لتنظيم العمل التعاوني بالمملكة وتثقيف المجتمع بأهمية الدور الذي تلعبه تلك الجمعيات لخدمتهم.