كم أشعر بالخجل لمروجي الإشاعات الذين لم يكن لهم يوماً أي إحساسٍ بالذنب أو المسؤولية وهم يطلقون الشائعة كي يشعروا بالزهو والافتخار لعملٍ أسميه حقيراً وخسيساً ولا مانع أن أزيد بأنه (فاحش).
نهاية الأسبوع الماضي انهالت صباحاً الاتصالات والرسائل مستفسرة عن صحة أخبار تواردت تقول بأن الفنان عبدالمجيد عبدالله قد مات وقبله حدث مع محمد عبده وناصر القصبي وعبدالله السدحان وراشد الماجد وجميعها كانت محبوكة السيناريو دقيقة الوصف متفقة جميعها على الوفاة ومجتمعة في خساسة مروجها وأشياعه ومن يسير على نهجهم، ماذا لو حدث لأسرة أحد المتضررين من الإشاعة شيء كأن يتوقف قلبه فجأة لمجرد سماع الخبر وماذا سيفعل هذا (الحقير) المروج في نفسه وكيف سيسامحها وماذا سيقول لنفسه في لحظة صفاء والأهم من ذلك كله كيف سيحترم نفسه، في المقابل كيف استطاع مروجو الاشاعات الوصول إلى مبتغاهم سوى أنهم وجدوا أرضاً خصبة يمشون عليها وعقولاً فارغة صدقتهم ولسنا ببعيد من إشاعات تناثرت في الأوساط قبل فترة وطار لها الفارغون حتى غدونا أضحوكة.
ما زال البعض هنا يعاني من التبعية أو تقيده بسياسة (القطيع) إن جاز لي التعبير وكثير منا يروجون أفكاراً تبناها غيرهم, اقتنعوا بها لمجرد أن قائلها يحظى بقبول لديهم فغدوا كمن يحمل أسفاراً دون أية إدراك للمسؤولية أو خطر ما يقومون به، وفي الأخير.. لا حياة لمن تنادي.
لست هنا مسؤولا عن الحلول ولا باحثاً عنها فأنا أعرف هذا النوع من الناس الذين لن ينفع معهم سياسة (أرجوك) بل إن اليد من حديد والضرب بها هي حلّ ناجع وسليم في مثل هذه الحالة وليكن عبرة لمن لا يعتبر.
أعود لعبدالمجيد عبدالله الذي اتصلت به (معزياً) فضحك ثم قال بأنه اعتاد على هذه الإشاعات وما أقلقه وهزَّ كيانه هو تأثر أبنائه بها والمقربين منه وهو لا يعرف الهدف من ورائها وقلت له بأنها ليست مرتبة من أحد بل إنني أعتقد بأنهم أشخاص (أتفه) من أن يكون لهم هدف من وراء الإشاعة التي أطلقوها لمركب نقصٍ في داخلهم وللضحك ساعة والبكاء كثيراً عند الحساب حين يقول المتضرر (حسبي الله ونعم الوكيل).