عندما أفصح وزير الصحة في حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عند اعتماده للكادر الصحي الجديد خلال رعايته حفل تخريج الدفعة الـ12 من الأطباء والطبيبات وأطباء الأسنان والصيادلة الحاصلين على شهادة الاختصاص (الدكتوراه) بمقر الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بحي السفارات قائلاً: (لقد حملني قائد عرف بالحكمة والعطاء ورجل عرف بالعدل ...
... والإنسانية ومنذ لحظات أن أزف إليكم خبرا سارا حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وبيده الكريمة باعتماد الكادر الصحي الجديد الذي بني على مبادئ العدل والمساواة والخبرة والندرة والتميز ليعطي كل ذي حق حقه).
وأنا هنا لا أريد أن أحتفي فقط بالتوجيه الملكي الكريم العاجل الذي سبق هذه المناسبة العلمية، وأخرجها من الإطار الاحتفالي البهيج بحضور خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - إلى الإطار العملي الذي لامس واقع هؤلاء الأبناء القادمين إلينا بمنجز وطني جديد، يتناغم مع المرحلة التنموية المفصلية التي يمر بها المواطن هذه الأيام، لكنني أريد فقط قراءة المقطع الأخير من هذه الشهادة التاريخية المهمة، التي ضمت (سلة مبادئ) وهي (العدل، المساواة، الخبرة، الندرة، التميز)، تلك المبادئ التي عمل بها قبل صناعة النجاح الذي صنعه المخلصون لهؤلاء الشباب بتوجيه سديد من قيادتنا الرشيدة وهذا يجعلني أقول بكل تجرّد: صدق خادم الحرمين الشريفين فبهذه الشروط مجتمعة، نستطيع أن نطمئن نحن المواطنين على مستقبل أبنائنا في هذه التخصصات الطبية وغيرها من متطلبات النجاح لصناعة مستقبلهم في وطننا الغالي، والأمل المنشود أن تتحول هذه الكلمات الصادقة إلى منهج تعامل مع كافة المستفيدين من المؤسسات الرسمية الصحية وغيرها من مؤسسات الوطن لنضمن لكل أبناء الوطن حقهم المشروع في المشاركة الحضارية على كافة الأصعدة والمستويات بعيداً عن التترس خلف المناطقية والقبلية وأشباهها من أمراض نقص التنمية التي شوهت جسدنا الوطني، بل إنني أطمح شخصياً إلى أن تتحول هذه الكلمات إلى ثقافة إدارية يحترمها ويقدرها ويلتزم بها كل من يمنحه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - شرف السهر على خدمة المواطن في كل مؤسساتنا الحكومية والخاصة لنضمن لأجيالنا القادمة طريقاً واضحاً نحو صناعة المستقبل الذي سيبنى فقط على قيم العدل، مما يمنح (الفرصة التاريخية) لكل مبدع من أبنائنا ليضع بصمته المميزة في سجل نجاحاتنا الوطنية، بجده واجتهاده وتفانيه فقط.
لما كان المواطن محور الاهتمام والبناء فقد جاءت خطط التنمية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للاستثمار في أبناء وبنات هذه البلاد الطاهرة لتبني قاعدة متينة من الطاقات الوطنية المؤهلة على أعلى مستويات التأهيل المهني، مما يبشر بمستقبل متميز يليق بمكانتنا وثروتنا الوطنية ويشكل مستقبل المواطن من خلال قيمة (العدل).
أخيراً
يحق لي ولغيري أن يسأل السؤال الحلم: من يرسم مستقبل المواطن؟، وسيأتيه (الجواب الواقع): يصنعه الالتزام بعدد من المبادئ (العدل + المساواة + الخبرة + الندرة + التميز)، فالعدل في أسلوب الاختيار، والمساواة في فرص التعلم والخبرة المقدرة تميز وتفرز، والندرة شرط التفوق، والتميز تأشيرة العبور إلى التميز الحقيقي في وطن النجاح والتألق في عهد رائد الإصلاح الشامل.