ليموزين: تعني سيارة ركاب مترفة أو فاخرة, غير أن الذي تضطره الظروف لركوب مثل هذه السيارة بمدينة الرياض كمثال معاش فإنه سيجد عكس هذا المفهوم للمعنى، فالمظهر الخارجي للمركبة قد لا يغنيك عن الاطمئنان للأوضاع داخلها، فالمشهد العام في زوايا الداخل لا ينبئ عن ترف ولا جودة، والروائح المزعجة من مقاعد السيارة وسائقها تعكس المعنى وتقلبه، فكثير من سائقي هذه المركبات الآسيويين لا يعتنون بنظافتهم وهندامهم، ولا يهتمون بمظهر ورائحة داخل السيارة، فعندما تفتح الباب استعداداً للركوب تصدمك رائحة تدفعك للخلف عدة خطوات تبحث أثناءها عن الهواء النقي، وتنتابك حالة من الشهيق والزفير وشيء من العطاس لا تعرف تفسيراً لاجتماعها قي لحظة واحدة.. لكنك في عجلة من أمرك والوقت يمضي فتضطر للركوب، فتكتشف أن في السيارة رائحة تشبه رائحة السمك الفاسد، إلا أنها ضمن تشكيلة مخلطة من روائح جسد السائق وملابسه ورائحة جواربه، لا سيما إذا علمنا أن غالبية الآسيويين يستخدمون دهانات عجيبة الرائحة، يتداوون بها كل مساء إلا أنهم مع ذلك لا يريدون أن يفقدوا قيمتها ومفعولها بالاستحمام غير مبالين بما تسببه من زكام وصداع وغثيان وفقدان جزئي للوعي والإدراك عند الركاب، وربما وجدوا فيها فائدة إضافية تجعل الراكب يدفع دون مساومة ولا يعرف العشرة من الخمسين، وكل ما يهمه أن ينفذ بجلده وما بقي له من حواسه الخمس.. من تعاملي مع هذه المركبات خلال فترات متفرقة عرفت أن أنظمة المرور والبلدية وصحة البيئة لا تشملها.