مراسم حفل افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري (المفاهيم والتحديات) والذي نظمته وبتميز فريد وجدارة لا تضاهى جامعة الملك سعود ممثلة بكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري (فكر) وذلك خلال الفترة 22-25-5-1430هـ، هذا الافتتاح بكل تفاصيله مشهد مؤثر ومثير، يفتح مسارات عدة للحديث، ويسجل نقاطاً كثيرة تستحق الوقوف عنده والتأمل فيه، ومن بين هذه النقاط:
* الحضور كان كثيفاً ومن مختلف شرائح المجتمع (الأمراء والعلماء، الوزراء والبسطاء، المدنيون والعسكريون، الذكور والإناث -طبعاً في قاعة مستقلة تماماً بل في مكان قصي من مقر الاحتفال- الأساتذة والطلاب.. وربّما لم يتوقع هذا الأمر حتى المنظمون الذين عانوا وأحرجوا مع كبار الضيوف. ومن نافلة القول هنا أن لهذا التفاعل المتميز أسبابه ومبرراته، لعل على رأسها تشرف هذا المؤتمر برعاية خادم الحرمين الشريفين وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز له، ولشعور الكثير بأهمية الموضوع، وللمنزلة التي تحتلها الجامعة في نفوس المجتمع، وللجهود التي بذلت من قبل اللجان المنظمة لدعوة المهتمين، والذين هم من صنع النجاح وسجل هذا الإنجاز والذي سيكون بإذن الله خطوة متقدمة في تحقيق الأمن الفكري في المنطقة العربية بعامة.
* التغطية الإعلامية كانت قوية وحاضرة حتى الخارجية منها فهاهي
BBS على رأس الحاضرين للحدث، وما
يستحق الإشارة إليه هنا أن فريق هذه القناة جاء مبكراً وحاول أفراده الالتقاء بعدد من المنظمين والمهتمين بهذا الموضوع الهام، والملفت للنظر أنه كان من بين أعضاء الفريق أستاذ بريطاني متخصص بموضوع الإرهاب العالمي خاصة في الشرق الأوسط ومنذ 35 سنة يعمل مستشاراً للقناة في هذا الحقل الهام (التطرف والإرهاب)، وبصدق هذا ما نفتقده في إعلامنا العربي والمحلي، ولذا قد ينظر لقضايانا ويتحدث عنه من ليس أهلاً لذلك!.
* التصفيق كان حاراً لمعالي مدير الجامعة ومن الجميع وعلى رأسهم صاحب السمو وهذا في حد ذاته تكريم وشهادة ويومئ بالمنزلة الرفيعة لهذا الرجل في نفوس الجميع نظير ما قدمه وما زال يقدمه وبسخاء وتواضع ومحبة.
* (أمير الحكمة) لقب سكّه معالي مدير الجامعة على صاحب السمو، بعد أن ساق المبررات لذلك، ومن قبل أطلق على سموه الكريم لقب رجل الأمن الأول وأمير السنة ومهندس الإستراتيجية الوطنية للأمن الفكري وغير ذلك كثير.. وجزماً مثل هذه الألقاب لم تأت من فراغ وستبقى مدونة في كتب التاريخ وبأقلام الكتاب وكلها ذات دلالة على سمات وخصائص وجهود نايف بن عبدالعزيز - وفقه الله ورعاه الله- وربما ما لم يقال في حقه أكثر مما قد قيل.
* الأبحاث تمتاز بالتنوع والتكامل والشمولية ومن مختلف القطاعات والمستويات وهناك أسماء جديدة على ساحة البحث العلمي، وهذا دليل على حيادية اللجنة العلمية وقدرتها على توسيع دائرة الاستقطاب، ويسجل لها مشاركة باحثين خارجيين، وانضمام جدد مازالوا مشاريع بحثية واعدة إلى قائمة المشاركين في مثل هذه الفعاليات العلمية الهامة، وتعدد الجامعات والتخصصات والمناطق ومن كل الجنسين وإدارة أصحاب المعالي للجلسات والحضور الكثيف والمناقشات المتميزة والواسعة وغير ذلك كثير.
* تكريم الشهداء وهم في قبورهم ورعاية أسرهم وذويهم ومتابعة أحوالهم والاهتمام بأمرهم سمة الكبار وديدن أهل الخير في بلادنا وعلى رأسهم خادم الحرمين وولي العهد والنائب الثاني ومشاركة جامعة الملك سعود مع وزارة الداخلية في هذا الباب الخيّر علامة فارقة وخطوة رائعة تسجل للتعليم العالي عموماً ولجامعة الوطن (جامعة الملك سعود) على وجه الخصوص، وللحديث عن موضوع هذا المؤتمر (الأمن الفكري) بقية بإذن الله، وجزماً كلمات الشكر لراعي الحفل، ومشرّفه، ولمعالي المدير والذي كان متواجداً طوال أيام هذا الحديث العلمي الهام، وكذا لسعادة وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية أ. د. علي الغامدي، والمشرف على الكرسي أ. د. خالد بن منصور الدريس ولجميع الزملاء الأعزاء أعضاء الفريق، واللجان المنظمة ولأصحاب المعالي الذين أداروا الجلسات وللمشاركين والحضور، أقول إن كلمات الشكر والثناء تتقازم أمام هذا العمل الرائع والبناء والذي سيبقى بصمة في جبين الوطن وخطوة متقدمة في هذا المسرب الهام والخطير ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.