Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/05/2009 G Issue 13379
السبت 21 جمادى الأول 1430   العدد  13379
اللبنة الأساسية التي يتم عليها بناء كل شيء في الفريق
إعداد- خالد بن عبدالرحمن الطياش

 

طرح هذا الأسبوع على طاولة الإعلام الإيطالي عدة مواضيع تدور محاورها حول الأسباب التي أدت لتراجع مستويات الأندية الإيطالية خاصة في منافساتها الأوروبية، وتم التساؤل عن سر تفوق الأندية الإنجليزية على الأندية الإيطالية والإسبانية في السنوات الأخيرة في عدة جوانب منها الفنية والمادية والإدارية.

السيد لوتشيانو موجي (أحد أبرز الشخصيات الرياضية في تاريخ الكرة الإيطالية وإداري اليوفنتوس السابق والسبب الرئيسي في فضائح الكرة الإيطالية -كالتشيوبولي- والملقب ب(بثعلب سوق الانتقالات الكروية في إيطاليا) تحدث للإعلام حول ذلك التراجع الرهيب في مستويات الأندية وعزا الأسباب لقوة الإعلام الإيطالي وتدخله في كل صغيرة وكبيرة وعدم توقفه عن الحديث في أي موضوع يطرأ على الساحة الكروية حتى يفجر كل الحلول والمشاكل التي من شأنها أن تبني وتهدم في نفس الوقت.. تلك الضغوط الإعلامية التي تشتت المدرب والإداري واللاعب وكذلك الرئيس عن القيام بعملهم على أكمل وجه مما ينتج عنه انهيار المستوى الفني للنادي.

وواصل لوتشيانو موجي حديثه الصريح بأن عدم ثبات الأندية على منهجية محددة وخطط ثابتة وعدم تقديم الدعم للمدربين في عملهم وتوفير كل ما يخدم أساليبهم التي يريدون تطبيقها، وكذلك المحافظة على اسم وسمعة المدرب والدفاع عنه في الإعلام حتى لا تهتز صورته في أعين لاعبيه.. كل تلك الأمور تسببت في ضعف المستويات الفنية للأندية الإيطالية.

وقال موجي: لو كُنت موجوداً في اليوفنتوس لما سمحت أبداً بأن يتهجم الإعلام الإيطالي ومدرب الانتر مورينهو على مدرب اليوفي السيد كلاوديو رانيري.. ذلك الهجوم أسقط رانييري وفريقه من المركز الثاني للثالث بعد أن كان يقترب أكثر فأكثر لخطف المركز الأول من الإنتر، وتأسف موجي على إدارة اليوفنتوس الحالية ووجه لها اللوم في عدم الدفاع عن المدرب رانييري طالما أنه مستمراً في عمله كمدرب للفريق.

عند التوقف قليلاً فيما قاله موجي فإنني أستنتج من حديثه أن المدرب هو اللبنة الأساسية التي يتم عليها بناء كل شيء متى ما رغب مسؤولي النادي ومحبيه السير على درب التألق والإبداع وتحقيق البطولات.. وهو ما أشار إليه موجي في ختام حديثه عندما قال: انظروا للأندية الإنجليزية فالمدربون هناك لا أحد يتهجم عليهم بشكل يؤثر على عملهم والدليل هو استمرارهم في مناصبهم التدريبية لفترات طويلة، وقصد موجي هنا السير أليكس فيرجسون مدرب المان يونايتد (23 عاماً) والسيد آرسين فينجر مدرب آرسنال (12 عاماً) ورافائيل بينيتز مدرب ليفربول (5 أعوام) والذي جدد عقده مؤخراً لأربعة أعوام قادمة.

ولنا في نادي تشيلسي الإنجليزي عبرة يمكن أن تعكس لنا الدرس المستفاد من حديث الخبير الكروي لوتشيانو موجي حينما طرد مالك النادي اللندني السيد إبراموفيتش (الملياردير الروسي) مدرب الفريق البرتغالي خوسيه مورينهو وهو يسير بالفريق بشكل مذهل في بطولة الدوري، ليدرب الفريق بعده أربعة مدربين (الصهيوني أفرام- البرازيلي سكولاري - الإنجليزي ويلكينز- الهولندي هيدينك) ومع ختام الموسم سيكون هناك مدرب خامس في الطريق لأن هيدينك سيعود لمتابعة عمله في تدريب المنتخب الروسي.. تلك التخبطات سببها عدم الثبات على مدرب مما أبعد الفريق عن طريق البطولات ودفعه لأن يدخل في نفس الدائرة مع الأندية الإيطالية.

يستثنى من الأندية الإيطالي نادي ميلان (البعبع الأوروبي) لكن ميلان يعاني من سياسة رئيسه برليسكوني الذي يتدخل كثيراً في عمل المدرب وهو السبب الرئيسي في تدهور مستوى فريقه، فما الفائدة من تثبيت المدرب لثمانية أعوام وتحريكه وفقاً لما يخدم مصالحك المادية، فالمدرب أنشيلوتي يطالب بالهداف الإيفواري دروجبا وبرليسكوني يحضر له رونالدينهو لأنه يعشق أداءه!.

عند الحديث عن موضوع المدربين وأهميتهم لا بد لنا وأن نتذكر مثالاً حياً حدث في كرتنا السعودية هذا الموسم، وهو ما أصاب نادي الهلال بسبب إقالة مدربه الروماني (كوزمين أولاريو) من سقوط فني وخسائر مالية وضياع بطولات، ويبدو أن صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال عرف من أين تؤكل الكتف، وعرف داء الفريق وأحضر له الدواء بالتعاقد مع المدرب البلجيكي جريتيس الذي غير مسار فريق مرسيليا الفرنسي من التدهور والتراجع إلى التقدم واعتلاء صدارة الدوري الفرنسي والتأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المُقبل.

من الخبراء الذين أثروا طاولة النقاش حول موضوع تدهور المستويات الفنية للأندية الإيطالية الخبير الهولندي الكبير يوهان كرويف (أحد أساطير هولندا ونادي برشلونة الإسباني) حينما أرجى الأسباب للحضور المتواضع من قبل الجماهير للملاعب في إيطاليا وعدم امتلاك الأندية لملاعبها كما هو الحال في إنجلترا وإسبانيا، وكذلك الأساليب الدفاعية التي تنتهجها الكرة الإيطالية مما يقتل متعة كرة القدم... ولعل في ذلك رسالة واضحة لجميع الدول وأنديتها التي ترغب في التقدم للأمام في مجال كرة القدم بأن تكون ملاعبها مُهيأة ومجهزة على أعلى المستويات لتجتذب الجماهير لملء مدرجاتها.. فالمستوى الكروي وحده هو من يدفع الناس لدفع الأموال والحضور لمشاهدة فرقها التي تشجعها.. ميلان والإنتر فقط هما من تمتلئ المدرجات في مبارياتهما في بطولة الدوري، أما بقية الفرق فتشهد حضوراً ضعيفاً للغاية على عكس البطولات في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وكذلك هولندا.



Khaled_altayyash@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد