الجزيرة - الرياض:
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم غدٍ الأحد انطلاقة المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي تنظمه جامعة الملك سعود، عبر كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري.
وعبّر عدد من المسؤولين عن اعتزازهم البالغ برعاية المليك لهذا الحدث الكبير. حيث ثمن معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رعاية خادم الحرمين. وأكد أن هذه الرعاية الكريمة تجسد حرص القيادة الرشيدة مع استشراف طموحات الأمة والانشغال بمصالحها العليا وحماية أمنها واستقرارها.
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ في تصريحات بهذه المناسبة: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - قائد أتاه الله من الحكمة وحسن التدبير، والهمة العالية الرفيعة، ما جعله يشعر بآلام الأمة وينشغل بمصالحها العليا، ويستشرف طموحاتها، في ظل أوضاع هي في مجملها سلبية، والحاجة فيها ماسة إلى الخروج من واقع الضعف والتفرق إلى توحيد الكلمة وبناء الصف وتوثيق اللحمة بين عناصر الأمة لكي تعود لسالف مجدها كأمة وسط تعتصم بحبل الله - جل وعلا - فينتظم أمرها وينسجم سيرها مع السنة الإلهية وتتحرى منطلقاتها ومبادئها الأولى التي رسمها الإسلام ورسخها منهاج النبوة.
وأضاف أن الأمن نعمة من أجل نعم الله على عباده وأن عناية خادم الحرمين الشريفين بموضوع الأمن بمفهومه الشامل تنبع من حرص على شكر هذه النعمة والعمل على صيانتها فبدون الأمن لا يكون إحساسا بالحياة ولا تمتع بمباحات ولا قرار الفكر ولا حياة للمبادئ.
والمتتبع لخطاب خادم الحرمين القولي والفعلي يجد قضية الأمن الفكري على رأس موضوعات الإصلاح في رؤية خادم الحرمين الشريفين فهو يشعر بها شرعا وحسا انطلاقا من أن المحافظة على الأمن أولا محافظة على أمر ديني ثم محافظة على مصلحة عليا أوجبها الشرع.
وحول كيفية تفعيل ممثل هذا المؤتمر في تحسين أفراد المجتمع من الأفكار المنحرفة المهددة لأمنه وازدهاره؟ قال الشيخ صالح آل الشيخ: لكي تثمر الجهود العلمية والفكرية لمثل هذا المؤتمر يتوجب أن يمتد النقاش إلى توصيف مفهوم الأزمة الفكرية المعاصرة التي تعيشها الأمة الإسلامية وبحيث يتكامل النظر لهذه الأزمة في أبعادها الحقيقية وتكامل النظر إلى هذه الأمة يعني ضرورة بحث جذورها الفكرية ومظاهرها وتأثيراتها على الدين والمجتمع كما يعني أهمية دراسة الإشكالات الفكرية التي تغذي الانحراف الفكري.
من جهته أكد اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي مدير عام السجون أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري والذي تنظمه جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري تعد رعاية نوعية لحدث يؤكد أهمية الأمن الفكري باعتباره الأساس الرئيسي لتحقيق كافة صور الأمن الأخرى، مشيراً إلى أن الفكر هو القاعدة الصلبة التي تنطلق منها كل أوجه النشاط الإنساني على اختلافها وتنوعها.
وأضاف اللواء الدكتور الحارثي في تصريح قبيل بدء أعمال المؤتمر أن الرعاية السامية لمؤتمر الأمن الفكري، ملمح من الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع ودرء أخطار التيارات الفكرية المنحرفة والتي تهدد البناء الفكري السليم وتدفع باتجاه الانحراف الفكري والسلوكي.
وأشار مدير عام السجون إلى أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من سيعيد إيضاح حقيقة الأمن الفكري وتنمية وعي كافة أبناء المجتمع به ومسؤوليتهم في تحقيقه وترسيخه انطلاقاً من قناعة بأن هذا الهدف يتطلب شراكة فاعلة بين كافة مؤسسات المجتمع، بحيث يقوم كل بدوره في تحصين الفكر وحمايته من كل ما يمثل إخلالاً بالأمن والاستقرار أو تهديداً لمقومات وخصائص المجتمع، مؤكداً أن إنشاء كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري يمثل نقلة نوعية لتعزيز الأمن الفكري وتفعيل مسؤولية أفراد المجتمع كافة، في رصد كل الظواهر التي تمس أمن الوطن ومكتسباته والتحرك إيجاباً بما يدعم جهود الدولة في مواجهة هذه الظواهر بما يناسبها من إجراءات ومن ثم تولي الباحثين والمختصين دراسة هذه الطاهرة أو تلك وإعداد الحلول المناسبة للتعامل معها.
على السياق نفسه أعرب الدكتور علي بن سعيد الغامدي وكيل جامعة الملك سعود للتبادل المعرفي ونقل التقنية عن امتنانه وتقديره لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - لفعاليات المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، الذي تنظمه الجامعة، مشيراً إلى أن هذه الرعاية الكريمة خير دلالة على ما تبديه القيادة الرشيدة من اهتمام بأمن الوطن والمواطن باعتبار ذلك هو الركيزة الرئيسية لكل برامج التنمية..
وأضاف د.الغامدي أن تكرم خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على رعاية هذا المؤتمر الأول للأمن الفكري يتسق تماماً مع توجهات الدولة -رعاها الله - في تفعيل الشراكة مع جميع المؤسسات العلمية, وفي مقدمتها الجامعات, لحماية الشباب والناشئة من التأثر بادعاءات أصحاب الأفكار المنحرفة والشعارات الباطلة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة ووسطيته واعتداله..
وأشار د. الغامدي إلى أن المؤتمر هو ثمرة من ثمار دعم وتشجيع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية, لتفعيل إسهامات الجامعة من خلال كرسي سموه لدراسات الأمن الفكري في رصد كافة الظواهر والممارسات التي يمكن أن تؤثر في أفكار واتجاهات أبناء الوطن وتنحرف بهم عن جادة الصواب وتقديم تفسيرات علمية لهذه الظواهر وكيفية التعامل معها.
وحرص د. الغامدي خلال تصريحه على رفع أسمى آيات الشكر والتقدير لسمو النائب الثاني وزير الداخلية لكل ما يبذله من جهد في حماية منظومة الأمن الفكري, ليكون أساساً لتحقيق الأمن على كافة الأصعدة وفي مختلف الاتجاهات..
وأشاد د. الغامدي بمبادرة معالي الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود بتخصيص جوائز مالية لأفضل البحوث المقدمة للمؤتمر، مؤكداً أن هذه الخطوة تسهم بمشيئة الله تعالى في تشجيع الباحثين على تقديم إنتاج علمي وفكري متميز للتعامل مع كافة قضايا الأمن الفكري، وتدعم جهود الجامعة - ممثلة في كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري- في إعداد الإستراتيجية الوطنية للأمن الفكري.. التي تمثل منهج عمل لمواجهة كافة المستجدات والمتغيرات التي يمكن أن تطرأ على المديين القريب والبعيد..