«الجزيرة» - عبدالله البراك
أظهرت البيانات الربعية لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) انخفاضاً في حجم الاعتمادات المستندية المفتوحة من المصارف، والتي تستخدمها الشركات للاستيراد 32.75% خلال مارس الماضي، مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
وأرجع اقتصاديون الانخفاض إلى محركين رئيسين الأول انخفاض الأسعار عالمياً مما انعكس على قيم الواردات بالانخفاض، حيث بلغ في بعض السلع 60% مثل أسعار الحديد والحليب المجفف أو حتى مواد البلاستيك، بالإضافة إلى انخفاض الطلب لدى المستهلكين والأزمة العالمية التي ألقت بظلالها في الفترة ما بين نوفمبر 2008م إلى فبراير 2009م، حيث إن بعض المصارف أعادت النظر في تقديم التسهيلات الائتمانية للعملاء خلال تلك الفترة لخوفها من تبعات وتأثيرات الأزمة العالمية.
وسجل قطاع البناء الأكثر انخفاضاً بنحو 56% خلال الاثني عشر شهراً الماضية وأرجعها البعض إلى أنّ تلك الفترة تضمّنت انخفاض أسعار الحديد عالمياً والتي قدرت نسبة انخفاضه بـ40% تقريباً، وكذلك انخفاض أسعار بعض المواد الأولية.
وكما انخفض حجم الاعتمادات المستندية المفتوحة في قطاع التغذية بنحو 44% لشهر مارس من العام الحالي، مقارنة بنظيره العام الماضي، كما انخفض حجم هذه الاعتمادات لقطاع المنسوجات والملبوسات بما يقارب 23% عن نفس الفترة.
وتراجعت قيم الاعتمادات المفتوحة لقطاع السيارات في مارس 2009م عن نظيره من العام السابق بما يقارب 32%، كما انخفضت قيم الاعتمادات للآلات خلال نفس الفترة بما يقارب 2.5%، أما قطاع الأجهزة فقد كان الأقل انخفاضاً لأسباب خاصة وأنها تعتمد على تطور التقنية وغيره وكان انخفاضها بما يقارب 0.56%.
وبمقارنة قيم الاعتمادات المستندية المفتوحة لشهر مارس من العام 2009م مع شهر فبراير، يظهر أن قطاع التغذية انخفض بما يقارب ال12%، أما المنسوجات والملبوسات فقد ارتفعت بما يقارب 11% وكذلك مواد البناء التي جاءت بارتفاع تجاوز ال5%، أما قطاع السيارات فقد ارتفع بما يقارب 19% والآلات 50% وكانت الأجهزة صاحبة النصيب الأوفر، حيث ارتفعت بما يقارب ال115%.
إلى ذلك قال أمين عام لجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف التجارية المهندس عمر باحليوة أن هذا الانخفاض يدور في فلك عديد من المحاور أهمها انخفاض الأسعار العالمي، وكذلك ارتفاع درجة الوعي لدى المستهلك، خاصة بعد أزمة التضخم التي واجهها المستهلكون في بدايات العام 2008م، كما أن هناك جانباً من الترشيد لدى المستهلك في اختيار البدائل، مما انعكس على انخفاض الطلب، كما أنّ هناك جانباً آخر، وهو أن بعض القطاعات مثل قطاع السيارات التي انخفض حجم الواردات فيها خلال شهر مارس من العام 2009م، بما يقارب الـ32% عن نظيره من العام السابق، يعود إلى انخفاض في الطلب بسبب الترقب، فالعالم جميعاً ينظر إلى كبريات شركات السيارات، فالجميع شاهد ما حصل في كرايسلر وكذلك ما أوعزت به شركة جنرال موترز عن احتمال طلب الحماية بنظام الإفلاس الأمريكي يناير الماضي.
وقلل المهندس عمر من تأثير أزمة إنفلونزا الخنازير، وقال هي حملة إعلانية لها أهدافها، ولكن المملكة ولله الحمد لا يوجد على أرضها خنازير كما أن انطلاقة الفيروس كانت من المكسيك وحجم التبادل بيننا لا يكاد يذكر، وأضاف أن اكتشاف بعض الحالات في الغرب أو في الشرق لا يوقف عجلة الحياة، ولا يدعونا إلى إيقاف عمليات الاستيراد أو التصدير.