الدمام - هيا العبيد

كشفت سيدة أعمال أن ضياع 1.2 تريليون ريال من أسواق المال المحلية في عام 2008 وتعرض المستثمرين فيها إلى خسائر فادحة جعلتهم أكثر حذراً وأقل ثقةً في بيئة الأعمال مما جعل المستثمرين يتوجهون إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تصب في قطاعات محدودة وتشتمل على الديكور وتنظيم المناسبات والحفلات والمشاغل النسائية في مراكز التجميل والأزياء والموضة وتجارة التجزئة ومراكز خدمات التدريب.

وأشارت الاقتصادية رئيفة التركماني مدير عام شركة سمايا المملكة للخدمات التجارية والصناعية (إحدى شركات مجموعة غسان النمر القابضة) (في كلمة لها بمنتدى المرأة الاقتصادي الثاني الذي أقامته غرفة الشرقية بأن هذا التوجه الاستثماري يحتاج إلى إعادة توجيه لخدمة أولويات التنمية في الاقتصاد الوطني وان الفرص الاستثمارية في البنية التحتية والقطاع الصناعي والخدمي وغيرها من القطاعات ستحقق للمرأة عائداً استثمارياً على المدى الطويل.

وأوضحت أن أبرز مسببات التقليدية والنمطية في استثمارات المرأة السعودية ارتكز على عدد من العوامل منها عدم وجود آلية لتفعيل قرارات مجلس الوزراء والمتعلقة بتسهيل الإجراءات والمعاملات والتراخيص الحكومية لسيدات الأعمال، بالإضافة إلى استمرارية الممارسات البيروقراطية في بعض الأجهزة الإدارية الحكومية وشبه الحكومية والتي غالباً ما تكون نتاج فكر أشخاص وليس أنظمة وقوانين إدارية وكذلك غياب آلية تواصل بين سيدات الأعمال والدوائر الحكومية لتسهيل أعمالهن الصناعية والتجارية على الرغم من افتتاح أقسام نسائية في بعض الإدارات إلا أنه ما زال ينقصها الكثير من الخبرات في التعامل مع هذا النوع من المعاملات.

كما بيّنت أن من بين تلك العوامل أيضاً حرمان سيدات الأعمال بشكل مباشر أو غير مباشر من المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية المتخصصة في مجالات اقتصادية غير تقليدية.

وقالت إن حاجة الاقتصاد الوطني إلى الاستثمار غير التقليدي هو واقع حتمي لتحفيز النمو والمحافظة على استدامته واختلال أسواق المال والأسهم المحلية وفقدانها لبريقها ولّد فكراً في تأسيس قاعدة متينة للانطلاق من خلال استثمارات فعلية في الاحتياجات الحقيقية للاقتصاد الوطني نجد أنها فرصة تاريخية لسيدات الأعمال للمشاركة الفاعلة في الاقتصاد في ظل خطة الحكومة لإنفاق 475 مليار ريال للعام 2009 على المشاريع الداعمة للبنى التحتية والصناعية 7.45% مخصصة للبنى التحتية (35.5 ملياراً)، 4% لمشاريع النقل المواصلات (19.2 ملياراً)، 4.2 لخدمة البلديات (19.8 ملياراً)، 29.3% لتطوير الموارد البشرية والإنسانية (139ملياراً)، 11% للخدمات الصحية والتطوير الاجتماعي (52.3 ملياراً).

وفي ختام كلمتها ناشدت سيدات الأعمال إلى أن تخرج من نطاق التقليدية في الاستثمار بتوظيف الإبداع في تصور وتنفيذ الأفكار الاستثمارية غير التقليدية من خلال إيمانها بأن ذلك سيكون عاملاً رئيساً في دعم النمو الاقتصادي الوطني.