Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/05/2009 G Issue 13379
السبت 21 جمادى الأول 1430   العدد  13379
خفض الفائدة على اليورو تدعم المستثمرين والمضاربين
العملة الملكية تسترد عرشها من حكم الدولار بعد احتلال عشرة أشهر

 

مرت الأزمة المالية العالمية بالعديد من المشاهد بداية من الصدمة والتقاط الأنفاس وتبادل الأدوار، مروراً بمشهد الهروب من الكساد. أما المشهد الأبرز والجديد خلال العشرة أيام الماضية كان بمثابة عودة للأمجاد القديمة، لوحظ ذلك من خلال علاقة الجنيه والدولار الكندي مع الدولار الأمريكي، حيث تمخض عنها عودة جزء كبير من الأراضي المسلوبة لهما والتي تمثل مكاسب سعرية سابقة. والغريب في هذا الأسبوع أن الحركة السعرية لليورو لم تكن على مستوى القرارات الجريئة التي تمخضت من المركزي الأوروبي مما يرجح أن تجار الأسهم الأوروبية أفسدوا الفرحة على تجار اليورو بجنيهم لأرباحهم.

الدولار الأمريكي

يعتقد المستثمرون من طائفة أهل الحيطة والحذر أن باستطاعتهم تحصين مدخراتهم بالدولار كما كان معهوداً بداية الأزمة، والسبب يعود إلى أن العملة الخضراء المعروض منها حالياً يفوق ما كان في السابق عند بداية الأزمة وقبيل تنفيذ خطط الإنقاذ. ومعلوم أن الفدرالي الأمريكي أغرق السوق بالدولار من دون تغطية، أي أن معادلة العرض والطب لم تكن متوازنة. وعليه يمكن أن نستنتج أن هذه العملة قد لا تفيد كثيراً للتحوط والبديل جار إعداده حالياً من قبل المضاربين، أما من الناحية الفنية فقد انعكس ذلك على اتجاه العملة الهبوطي والذي تأكد بمجرد كسر مستوى 82 أمام سلة من العملات ومتوقع أن تخف حدة هذا الاتجاه عند ملامسة مستوى 77 قريباً.

أما من حيث الأساسيات فقد تم الإعلان عن نتائج اختبارات الجهد والتي تمخض عنها تبرئة تسعة بنوك أمريكية من أصل 19 بنكاً، أما البقية فقد أعلن عن رصد 75 مليار دولار نال النصيب الأكبر منها كل من (بنك أوف أمريكا) و(سيتي جروب)، لكن بمجرد خلو القائمة السوداء من (بنك جي بي مورغن تشيس) صاحب بطاقات أمريكان إكسبرس و(بنك جولد مان ساكس) الأبرز في البنوك الاستثمارية بعد سقوط (ليمان برذرز) دبت الانتعاشة في الأسواق العالمية على الرغم من تراجع مبيعات التجزئة لشهر إبريل 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة والتي كانت متراجعة 1.1%. وبخصوص أخبار سوق العمل فقد تم الإعلان عن تراجع جيد لطلبات الإعانة الأسبوعية للأسبوع الأخير من شهر إبريل إلى 601 ألف طلب مقارنة بالأسبوع الذي قبله 631 ألف طلب وتعتبر هذه الأرقام استباقية لمعدلات البطالة والتي صدرت عن شهر إبريل بارتفاع مستوياتها إلى 8.9%.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

الجميع ينتظر اختراق مستوى 1.37 لكي يعلن بداية الاتجاه الصاعد الجديد ويحتفل بأرباحه لكن القليل لديه الجرأة على التداول فوق هذا المستوى، وبمجرد اختراق هذا المستوى سيكون الهدف مستويات قريبة من 1.44 خلال الشهر القادم والتردد الحاصل ما هو إلا عشم بعض المضاربين بمستويات 1.32 والتي لو حدثت ستكون فرصة شراء قوية ستخرج بعض المتحوطين من خنادقهم.

الجنيه الإسترليني مقابل

الدولار الأمريكي

يبدو أن مرحلة تأسيس القواعد السعرية على وشك الانتهاء خصوصاً وأن زاوية الاتجاه الصاعد الحالي تقف عند 30 درجة وبتجاوزها إلى ما فوق 45 درجة تبدأ مرحلة التسارع ورالي المشترين، ومن المتوقع بعد اختراق الاتجاهات الهابطة الواحد تلو الآخر أن نشهد زخماً أقوى بعد تجاوز مستويات 1.52 خلال هذا الشهر، وبذلك تعود الأمجاد القديمة للعملة الملكية والمحبوبة من قبل المضاربين الجريئين بعد عشرة أشهر من الجبن سمح للدولار من أن يبسط نفوذه ويعيد الجنيه إلى مستوياته في 2001م.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

بعد كسر الاتجاه الصاعد عند مستوى 97.6 وإعادة التأكيد على هذا الكسر تم نهاية الأسبوع الفائت كسر مستوى 95.5 أيضاً مما يدل على أن الدولار سينال من الين ما لم ينله من عملات العائد المرتفع وبذلك تكون مستويات (88 و87) استراحة محارب وفرصة لالتقاط الأنفاس.

اليورو

شجاعة البنك المركزي الأوروبي لم توازها شجاعة لدى تجار عملتها الموحدة بعد قيام البنك بحزمة مميزة من القرارات حيث تم خفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية لتصبح عند مستويات نقطة مئوية واحدة، وهي بلا شك جيدة للمستثمرين والمضاربين والمتحوطين أيضاً، ولم يقف البنك عند ذلك الحد بل قام بتخفيض فائدة الإقراض لتصبح عند مستوى 1.75% ضعفي خفض الفائدة الأساسية وقام أيضاً بخفض فائدة الإيداع لتصبح عند مستوى 0.25% والهدف من ذلك هو تقليص الفجوة بين سعر الإقراض وسعر الإيداع بالنسبة للفوائد المصرفية وتشجيع البنوك على إقراض بعضها البعض أيضاً دفع المستثمرين إلى إخراج النقود من خزائنهم والبدء بالمشروعات الحقيقية عبر الاقتصاد الحقيقي، إضافة إلى ذلك قام برصد 60 مليار يورو لشراء الديون مع الإشارة إلى أنها ست كون تحت الطلب.

أما بشأن البيانات الاقتصادية لم تكن متميزة على قدر تألق المركزي الأوروبي في قراراته ففي ألمانيا ارتفعت الطلبات الصناعية لتصل 3.3% لشهر مارس، والقراءة السابقة كانت تقف عند 3.5% وأسعار المستهلكين ظهرت ثابتة دون تغيير لشهر إبريل، أما بيانات الإنتاج الصناعي في أوروبا لشهر مارس فقد أظهرت تراجعاً بنسبة 2% مقارنة بتراجع سابق في حدود 2.3%، والمحصلة من هذه البيانات والقرارات تشير إلى أن العملة الموحدة ستبشر بوصول مد الانتعاش إلى الشواطئ الأوروبية كما كان متوقعاً ولكن ليس قبل أن تحتفل أمريكا بانتعاشها.

الجنيه الاسترليني

ثبت المركزي البريطاني أسعار الفائدة عند 0.5% بعد ذلك جاءت أسعار المنتجين للمدخلات في شهر إبريل متراجعة بنسبة 1% أما المخرجات فقد ارتفعت بنسبة 0.6% مما يدل على أن الشهر القادم قد يشهد المنتجين فيه بعض الاختناق، أما بيانات الإنتاج الصناعي لشهر مارس فقد تراجع بنسبة 0.6% ويوحي بالتهدئة مقارنة بالشهر الذي يسبقه ولم يكن هذا الأسبوع مميزاً من حيث الأساسيات كما هو حاصل فنياً.

وليد العبدالهادي


waleed.alabdulhadi@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد