أكد خبير توظيف أن الأزمة المالية الحالية تعد اختباراً حقيقياً لرؤساء ومديري الشركات لإفراز القادة الحقيقيين.
وقال كيفين كيلي، الرئيس الشريك لاجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في الأردن في الفترة من 15-17 مايو الجاري، على الرغم من أن القدرة على اجتياز المخاطر وفترات التقلبات وعدم الاستقرار هي التي تميز بين المديرين الجيدين والقادة الحقيقيين، إلا أن القرارات المتخذة بناءً على بينات وأدلة ليست دائماً هي الطرق والأساليب العملية الأكثر نجاحاً. وأضاف كيلي، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة (هايدريك آند ستراجلز)، التي تعد واحدة من أكثر الشركات العالمية رسوخاً في مجال استشارات التوظيف، أن الظروف غير الملائمة واعتماد أسلوب العودة للأساسيات من شأنه أن يعطي المؤسسات قوة متجددة ويدفعها إلى النجاح.
وأحياناً يتعين على الرؤساء التنفيذيين الاعتماد على غريزتهم وحسهم الداخلي، وذلك في حال ما إذا كانت البيانات مصدراً لا يعتمد عليه أو غير ممكن الحصول عليها.
وتابع: (هنالك العديد من الخصائص المثالية المجردة التي عادت للظهور مؤخراً، حيث تعد الظروف الحالية غير مسبوقة بالنسبة للعديد من كبار المديرين التنفيذيين، وقد حان الوقت الآن لكي نكتشف ما إذا كانوا يتمتعون بالخصائص الطبيعية ليكونوا قادة حقيقيين). وأوضح: يشكل التفاؤل عنصراً آخر لا يمكن قياسه أو تحديده، لكنه دون شك يتمتع بتأثير هائل في بقاء أي شركة. أما التشاؤم فيمثل من الناحية الأخرى موت ريادة الأعمال والمشاريع الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يقرر مصير أي شركة نهائياً. ومن أكثر المهام أهمية وصعوبة في هذا المناخ هو أن تجعل تفاؤلك أمراً معدياً، بمعنى أن تحارب السلبية وتبحث عن الفرصة المناسبة، حيث إن هذا الأمر يتطلب مجدداً شجاعةً وتصميماً كبيرين.
وكان كيلي قد استطلع آراء 25 رئيساً تنفيذياً عالمياً حول كيفية التأقلم مع الظروف الاقتصادية الحالية المضطربة. وقال العديد منهم إن هذا أصعب اختبار للقيادة على الإطلاق، إلا أن هناك نجوماً جديدة تشق طريقها نحو المقدمة.
وقال كيلي في هذا الصدد: (لقد خاب ظن بعض كبار المديرين السابقين لأنهم لم يستطيعوا التعامل بفاعلية مع الغموض الذي يكتنف الأزمة، لكنّ هناك تياراً جديداً من الكفاءات التي أثبتت قدرتها على التكيف ومواجهة هذه التحديات. وهؤلاء الأشخاص الذين لديهم القدرة على التفاعل سريعاً من شأنهم أن يصبحوا مصدر قوة كبيراً في المستقبل). وأشار إلى أن القادة والمديرين بحاجة إلى توصيل أهدافهم وأولوياتهم إلى فرق عملهم بشكل مستمر، موضحاً أن الموظفين بحاجة إلى معرفة أن هناك هدفاً موحداً وأنهم لا يشكلون جزءاً حيوياً من العملية بل إنهم في أيد أمينة.
وأعرب كيلي عن قناعته بأن الشرق الأوسط لديه بعض الدروس المستفادة للغرب في ممارساته للأعمال، حيث قال: (إن البحث عن حل من منظور جديد يمكن أن يساعد على الخروج من الأزمة. فهناك العديد من الاقتصادات الغربية المقيدة بأنظمة وتقاليد راسخة قد لا تكون ملائمة بالضرورة للمناخ الحالي. كما أن المنطقة لا تملك هذه القيود).
واختتم كيلي حديثه قائلاً:(المناخ الحالي يمثل تحدياً لكل الشركات في جميع القطاعات، لكنّ هناك دروساً ينبغي تعلمها إذا بحثت عنها. لأن ذلك هو الذي سيحدد في نهاية الأمر الشركات القوية ويضعها على الطريق الصحيح عندما تتغير الظروف وتعود الأمور إلى طبيعتها).