Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/05/2009 G Issue 13379
السبت 21 جمادى الأول 1430   العدد  13379
المؤشر يتجاوز مستوى 6000 وسابك تستحوذ على 14% من السيولة
خمسة تريليونات ريال يتداولها السوق في ثلاث سنوات

 

د. حسن الشقطي

بدعم متواصل من سهم سابك، وبدعم من قطاع الاتصالات، تمكَّن المؤشر العام للسوق من الإغلاق فوق مستوى 6000 نقطة، ذلك المستوى الذي غادره المؤشر منذ بداية نوفمبر الماضي. وقد تمكَّن المؤشر من تجاوز مستوى 6000 نقطة بسيولة أكبر من المستويات المعتادة خلال هذه الفترة بلغت 10.5 مليار السبت الماضي ثم زادت إلى 11.1 مليار ريال يوم الأحد.. وحتى الآن لم يتخلل المسار الصاعد الحالي أي جني قاسي للأرباح؛ الأمر الذي بدأ يثير القلق بين جمهور المتداولين نتيجة تخوفهم أن يكون الجني القادم هو نهاية هذا المسار الصاعد.. إلا أن التحسُّن الملموس في مؤشرات الاقتصاد العالمي، وعلى رأسها السعر العالمي للنفط سكَّن نسبيا من مخاوف هؤلاء المتداولين، بل عزَّز من إمكانية استمرار المسار الصاعد.

بوادر التحسُّن في الاقتصاد العالمي

خلال الأسبوع الحالي ظهرت العديد من بوادر التحسن في الاقتصاد العالمي، على سبيل المثال تجاوز النفط مستوى 60 دولاراً، وارتفاع أسعار الذهب، وتحسُّن أسعار العملات الرئيسية باستثناء الدولار، فضلا عن تماسك واستقرار مؤشرات البورصات الأمريكية، خاصة الداو جونز.. إلا أن العنصر الأكثر تأثيراً من بين هذه العناصر هو ارتفاع أسعار النفط الذي يعبر في حد ذاته عن تحسن معطيات الطلب العالمي، خاصة على الإنتاج الصناعي. وكافة هذه العناصر تدعم وجهة النظر بأن الركود بلغ مداه الأعلى، وأن العالم في طريقه للانتعاش.. إلا أن كل ذلك لا يعني عدم وجود أخبار غير سارة جديدة؛ حيث من المتوقع على سبيل المثال إعلان شركة جنرال موتورز إفلاسها في أي وقت خلال الشهور المقبلة حسب تصريحات مسؤوليها.

قلق سيولة الـ11 مليار ريال

زادت السيولة المتداولة يومي السبت والأحد لتصل إلى 10 و11 مليار ريال على التوالي.. وهي مستويات غادرها المؤشر منذ شهور فائتة. وقد تنبأ الكثير من المحللين بأن هذا الصعود المفاجئ إنما هو بداية لجني أرباح عنيف وربما انكسار المسار الصاعد؛ لأن هذه الزيادات قد تعبر عن بدء تصريف قوي.. وسيحدد الأسبوع المقبل مدى صلابة هذا المسار الصاعد، إلا أن مزيداً من صعود المؤشر بنقاط كبيرة لا يعتبر مقبولاً لأنه يعزز من فرضية سقوطه بسهولة.. بل إن التهدئة والمسار الضيق هما أفضل سبل استقرار السوق في هذه المرحلة، وهو المسار الذي نجح فيه المؤشر يوم الأربعاء.

سابك مسؤولة عن 14.3% من السيولة الأسبوعية

وصل حجم السيولة المتداولة لسابك هذا الأسبوع إلى حوالي 7 مليارات ريال من إجمالي سيولة السوق التي وصلت إلى 49 مليار ريال، أي ساهم سهم سابك وحده بحوالي 14.3% في إجمالي السوق.. إلا أن هذه الـ 14% تعتبر السبب الرئيسي وراء القفز فوق 6000 نقطة، كما أنها تعتبر السند الرئيس وراء استمرار المسار الصاعد حتى الآن.. إلا أن ذلك في حد ذاته يمثل مصدرا كبيرا للقلق من المسار الصاعد؛ كون صعود سابك لا يوجد ما يبرره في نتائجها.

قطاع الأسمنت.. والعوائد الجديدة

تحدثنا الأسبوع الماضي حول توقعات أرباح جديدة لشركات الأسمنت، خاصة التي لديها فائض في إنتاجها بسبب القرار الجديد بالسماح بالتصدير لهذه الشركات حسب شروط معينة.. وقد بدأت تظهر ملامح طفرة صعود في القطاع.. ورغم أن قطاع الأسمنت ربح حوالي 39.2% خلال 63 يوماً الأخيرة (من 2777 نقطة في 11 مارس إلى 3939 نقطة في 13 مايو)، إلا أن القطاع مؤهل لمزيد من الصعود والربحية في ضوء أن القرار الجديد لا يزال في بداياته وسوف يترتب عليه تحسن كبير في عوائد شركات الأسمنت.. أكثر من هذا، فإن السلوك السعري لأسهم الأسمنت يعتبر مستقرا ولا تتخطفه المضاربات كثيرا؛ لذلك غالبا ما يكون موطناً لكثير من رؤوس الأموال حال التخوف من تراجع مؤشرات قطاعات المضاربة.

سهما النقل الغائبان (البحري والجماعي)

من الأسهم التي لم تربح كثيرا من المسار الصاعد الحالي هما سهما النقل البحري والجماعي.. اللذان حتى الآن لم يحققا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة سوى 4% ربحاً للنقل الجماعي، في حين خرج النقل البحري خاسرا لنسبة 2.2% تقريباً.

ويعتبر هذان السهمان من الأسهم القليلة المعروفة بالنشاط التي لم ينلها الاهتمام أو لم يكن عليها حركة تداول نشطة خلال فترة المسار الصاعد. هذا في مقابل الربحية الملحوظة التي حققها سهما بدجت ومبرد، والتي تزيد على 20% خلال نفس الفترة تقريباً. وإذا كانت تراجعات السعر العالمي للنفط مبرراً لتراجع سهم النقل البحري في الماضي، فإن تحسنها الآن يعتبر مدعاة لتحسن السلوك السعري للسهم. أما سهم النقل الجماعي، فلا تزال معطيات السوق المحلي تشير إلى أن صدارته واحتكاره لسوق النقل البري المحلي تزداد يوم عن يوم.

لماذا التداول النشط الهائل على الإنماء؟

استحوذ سهم الإنماء وحده على ما يناهز 13% من إجمالي الكمية المتداولة في السوق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.. أما وجه الغرابة فهو أن هذه الكمية الهائلة المتداولة من السهم لا تعود فقط إلى رغبة المستثمرين إلى الاستثمار أو حتى المضاربة في السهم نفسه بقدر ما تعود نسبة مهمة منها أيضا إلى اتخاذ السهم كوسيلة للاقتراض حسب قواعد الشريعة الإسلامية، وكوسيلة مضمونة ضد عدم الخسارة خلال فترة قصيرة. بمعنى إن رغب أحد المستثمرين في الاقتراض من بعض الجهات مثل البنوك فإنه غالبا ما يشترط الحصول على قرضه في صورة أسهم، غالباً ما تكون لسهم الإنماء؛ لأنه سهم ثقيل وشرعي ويسهل بيعه بدون خسائر كبيرة.

مفارقات السوق

* من بين أسهم العوائد الثقيلة في السوق لا يوجد أي سهم خرج رابحاً خلال العام الأخير سوى سهم عذيب للاتصالات، وبلغ متوسط خسارة السهم الواحد حوالي 50%، وعلى رأسها أسهم قطاع البتروكيماويات.

* ازدادت هذا الأسبوع حدة التطبيل في المنتديات للمسار الصاعد، وبدأت تظهر التكهنات غير المنطقية بصعود المؤشر إلى مستويات وصلت إلى أكثر من 8000 نقطة.. إلا أن تجارب الماضي للمؤشر أثبتت أنه ما إن ازداد مثل هذا التطبيل إلا وارتد عائدا للوراء.

* وصلت قيمة التداول في السوق خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى خمسة تريليونات ريال، وهي قيمة عالية جداً وتتفوق على كافة الأسواق الإقليمية في المنطقة (على سبيل المثال قيمة التداول في السوق المصري خلال نفس الفترة لم تزد على 950 مليار ريال).. ولكن يا تُرى كم قيمة الاستثمار منها، وكم حجم التدويرات المضاربية فيها؟

* بعد تخطي مستوى 6000 نقطة يعتبر مستوى 6767 نقطة أبرز النقاط العالقة في ذهن المتداولين.

* رغم أن المسار الصاعد الحالي أتم شهره الثاني إلا أنه ينبغي جيدا تذكر أن المسار طويل المدى لمؤشر السوق هو مسار هابط حتى الآن.

(*) محلل اقتصادي


hassan 14369@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد