المؤرخ المغربي مصطفى عديلة، من خلال كتابه المكتوب باللغة الإسبانية (مختارات تاريخية إسبانية مغربية) الصادر مؤخراً عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، يطل من خلاله علينا ليكشف أغوار فصول المد والجزر بين الضفتين الإسبانية والمغربية.
هذا الكتاب هو جامع لأربع عشرة مداخلة شارك بها على مدى عقدين من الزمن في مختلف الملتقيات والمؤتمرات التي تناولت موضوع العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
هذا العمل انتصر للفكرة التي مفادها أن المصادر الشفوية يمكن أن تكون ذات قيمة استثنائية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتاريخ الحديث أو المعاصر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها والاكتفاء فقط بالمراجع والوثائق ذات الطبيعة المادية.
فكرة الكتاب ككل هي رصد أبرز المحطات التي مر بها البلدان منذ طرد المويسكيين إلى مشكل الهجرة السرية.
كرونولوجيا يمكن تقسيم المواضيع إلى قسمين:
1- مواضيع تصب في خانة القرن السادس عشر.
2- مواضيع تسلط الضوء على أهم ما ميز العلاقات في القرن العشرين.
انطلاقا من هنا فإن العناوين السالفة الذكر، ما هي إلا بعض ألوان تاريخ العلاقات بين البلدين اللذان لطالما استبد بهما هاجس إبراز جانب الصراع والتوتر.
فالمؤرخ مصطفى عديلة اعتمد على منهجية تنصرف إلى سرد الوقائع، الأحداث، المفاهيم، المعاني والدلالات وربطها ربطا يعيد الاتصال إلى مقوماتها الأساسية وماهية هذه العلاقات القوية والمتينة التي لها من العراقة والصلابة ما يجعلها صامدة أمام تحديات الألفية الجديدة.
نور الدين البكراوي