|
ما الذي ننتظره من عمالقة عانقوا المجد على مدى الأجيال التي احتضنت إبداعاتهم وأصبحت أنشودة لعشاق الفن الأصيل دأب على ترديدها حتى الصغار الذي فطروا على المسمع الأصيل والعذب من منبعه الدائم.
|
عندما (عطّر) فنان الأجيال محمد عبده بألبومه الأخير والذي انفردت الجزيرة بمتابعته كان لنا مع الأصالة موعد جديد ولكن من منبعها الأصلي الذي لم يكن ليصدر إلا بمجموعة من الأغاني التي تمثلت كعقد لؤلؤ اصطفت به من الكلمات أجملها ومن الألحان أعذبها وبقيت أصالة الصوت الشجي محافظة على تجدد حيويتها.
|
الشاعرة ثريا قابل ما كانت لتختفي فترة ليست بالقصيرة إلا أنها عاقدة العزم على العودة لطريق المجد من أوسع أبوابه فتعانقت كلماتها الأخيرة مع الحنجرة الأصيلة مرددة أجمل وأعذب الكلمات التي خضعت للألحان المميزة من أنامل محمد شفيق التي كانت على موعد (معتاد) مع التميز خاصة في تعاوناته العديدة مع (الأصيل) محمد عبده.
|
الحديث عن هذا العمل له طابع خاص ففيه تجددت في أذن المتلقي الكم الهائل من أغاني فنان العرب محمد عبده حتى لتظن انه صوت جديد رائع تتهافت عليه رغبة المتذوقين للفن الحالي ولكنهم للوهلة الأولى يعلمون أن هذا الفن ما هو إلا فن أصيل امتد لأكثر من ثلاثة أجيال من الزمان محافظة على الأصالة كالذهب الذي مهما أخذته دوالات السنين حافظ على أصالته ومعدنه وقيمته ومكانته لدى الناس.
|
عندما يدور الحديث عن (الاشتياق) فإن الكثيرين لابد أن تأخذهم الكلمات في عالمهم الخاص ليجدوا في جمالية أغنية محمد عبده (واحشني زمانك) خير مساعد لاسترجاع أجمل اللحظات وأجمل الذكريات...
|
جاءت البداية لرغبه صادقة من محب لاختيار المكان الذي يفضله لدى محبوبه (جوى عيونك) وهي إشارة إلى الرغبة الأكيدة في الالتقاء الدائم بعد فترات طويلة من الغياب:
|
حطني جوا بعيونك |
شوف بيا الدنيا كيف |
أحلا من شوقي وجنونك |
لما جيلك يوم ضيف |
والله واحشني زمانك |
جلستك حضنك حنانك |
وما أجمل رسالة العشاق عندما الأمر يتعلق بالاشتياق وما أجمل الأداء عندما يصدر من فنان العرب وتأخذنا روعته وأصالته إلى معايشة الأمر بواقعية، فبعد الحديث عن الاشتياق والحب والجنون.
|
عرج بالحديث إلى الحب الكبير الذي طال به الأمر وضاقت به الدنيا من مداره لهذا لاشتياق الذي طال أمده وبحث عن الوسيلة التي يتجدد بها العناق في وصف مميز وأداء باهر:
|
يا منى روحي وقلبي |
تعبت أداري فشتياقي |
زحمة حولي ومنَي لاقي |
وقت وفرصة للتلاقي |
والله واحشني زمانك |
جلستك حضنك حنانك |
ومن مرحلة إلى أخرى لابد أن تكون على يقين انك تستمع إلى عمل (متعوب عليه) فثريا قابل اتجهت في هذا المقطع المميز إلى حديث آخر، حديث يعانق أحلام العشاق الذي كثيرا ما نتلذذ به عندما تأخذهم نشوة الحب إلى الأماني والأحلام التي تجعل من الحب أجمل واصدق، المخاطرة دائما (لأجلها) هي أمنية العاشق فكانت عبارات رائعة مميزة بخاصة عندما نقف قليلا عند الإحساس المميز لفنان العرب وهو يتعايش معه في هذه الصورة التي - لن ولن ولن - يتمكن من إظهارها غيره:
|
ودي أشيلك وأسافر |
وأترك العالم وأهاجر |
حتى تعرف لجل عينك |
قد إيه أقدر أخاطر |
والله واحشني زمانك |
جلستك حضنك حنانك |
في الحديث عن أعمال محمد عبده لن تقل الكلمات بل ستنتثر أمام فنان له وزنه وثقله لدى جمهوره الذي غطى أرجاء المعمورة، لكن في هذا العمل وجدتني اكتب بكل (تقشف) حتى أتمكن من رصد جمالية عايشتها لوهلة مع فنان خطف القلوب قبل أن يخطف المسامع، ولأنه محمد عبده فسنظل دائما وأبدا على موعد مع الأصالة وحدها.
|
|