عندما يصر الوالدان على ارتكاب جرائم في التربية وهم لا يشعرون، نحتاج أن نتكلم عن الوعي بالذات!
عندما يقصر الأبناء في برهم بوالديهم وهم لا يظنون أنهم قد قصروا، يلزمنا الحديث عن ضرورة الوعي!
عندما يتحدث الجهلة فيما لا يحسنون من العلم فيراهم الناس (حكماء) فيصدِّقون وهم موقنون - في قرارة أنفسهم - أنهم ليسوا كذلك لابد من أن نكتب عن صناعة الوعي!
نعم..
صناعة الوعي، وليس (أهمية الوعي)، فنحن لا نحتاج أن نسطر الكتب ونسود الأوراق من أجل أن نقتنع بأهمية الوعي؛ لأنه تحصيل حاصل إذ الكل مقتنع بذلك (نظرياً)، غير أنّ الكثير منا يرغبون أن يعرفوا أنفسهم (عملياً)، ولكن لا يهتدون إلى ذلك سبيلاً، لماذا؟!
وقبل الجواب نحتاج أن نعلم ما المقصود (بالوعي) أصلاً؟
إننا عندما نُسأَل: هل أنت واعٍ بسلبياتك؟ هذا يعني أننا نحتاج أن نعدد ما لا يقل عن ثلاثة سلبيات محددة لا أن نقول على وجه العموم: (لسنا معصومين من الخطأ) ثم لا نعرف ما أخطاؤنا؟
كما يعني أننا نحتاج أن نعرف مكمن القوة فينا الذي يقودنا للنجاح لا أن نقول: (أشعر أنّ حياتي ناجحة) ثم لا نستطيع أن نحدد ما النجاح الذي حققناه في حياتنا؟
وعوداً للسؤال الأول: لماذا الكثيرون لا يعون بأنفسهم؟
الجواب في ظني - القاصر - أنّ الوعي بنفسك يحتاج أن تضعها في اختبار حقيقي ثم تفحص نتيجة الاختبار: هل هي ممتازة، أو جيدة أو مخفقة! يعني قد تقول لنفسك في مادة خلق الصبر (راسب)؛ لأنها سريعة الغضب! وفي مادة الثقافة والاطلاع (جيد) لأنها تقرأ ساعة في اليوم، وفي مادة تضييع الأوقات (ممتاز)، لأنها تحب اللعب واللهو وتمارس العلاقات الاجتماعية ك(جلسات السمر) أو الإلكترونية ك(الدردشة والشات) لأوقات طويلة!
ومن منا يستطيع ذلك إلاّ من وفقه الله؟ وللحديث صلة.
محمد عبدالله العبدالهادي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
aboanus@hotmail.com