Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/05/2009 G Issue 13376
الاربعاء 18 جمادى الأول 1430   العدد  13376
حق يأبى النسيان!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

في (15 آيار - مايو 2009م)، قبل واحد وستين عاما من الآن بدأت نكبة فلسطين. ففي 15 - 5 - 1948م، أعلن قيام دولة الكيان اليهودي بقرار من دولة بريطانيا، ليعطي من لا يملك من لا يستحق. وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وضعف الامبراطورية العثمانية التي أعلن سقوطها رسمياً في (13) آيار عام 1924م، على يد (اليهودي) مصطفى كمال أتاتورك. وإذا أرخنا باحتلال الإنجليز لفلسطين عام 1918م، يكون قد ....

....مضى على النكبة الفلسطينية واحد وتسعون عاماً. إلا أن فكرة إقامة دولة الكيان اليهودي بدأت منذ أن كانت فكرة في عقل (تيودور هرتزل)، ثم ورقة عمل في مؤتمر (بال) في سويسرا سنة 1897م، وأعلنت أن هدفها الهجرة إلى فلسطين باعتبارها أرض الميعاد.

حرب (48)، أو ما يسميه الفلسطينيون النكبة، وما يسميه الإسرائيليون قيام دولة في قلب الأمة. كانت سجلا حافلا بالمعاناة والألم واستخدام شتى الأساليب الإرهابية، بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من مجازر جماعية، وممارسة التطهير العرقي في أبشع صورة. ومنها: إزالة (351) قرية من الخريطة الفلسطينية تماما. إضافة إلى المجازر الإسرائيلية التي ترتكب اليوم تحت سمع وبصر العالم، مما يعكس الحجم الحقيقي والمرعب للكارثة، والتخطيط لما صار يسمى بأزمة (الشرق الأوسط).

رقم (61) لا يختلف عما سبقه من أرقام إلا من حيث عدد أرواح الشهداء والصمود أمام الحصار، وعدد الانتهاكات الإسرائيلية للقرارات الدولية. فتحولت فلسطين إلى جرح لا يندمل، وشمس لا تغيب، وحلم لا يفارق المخيلة، تتناوله الأجيال جيلاً بعد جيل، يداعبهم حلم العودة إلى مسقط رؤوسهم، وإلى الأمكنة التي ولدوا فيها.

وتشير إحصاءات وكالة غوث اللاجئين في: 6 - 3 - 2006 م، إلى أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها على الشكل التالي: في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة بلغ عددهم (4349946) لاجئا، يقطن من بينهم (1278678) لاجئا في مخيمات اللجوء. فاللاجؤون إلى لبنان يبلغ عددهم (404000) لاجئ، يعيش جميعهم في مخيمات لبنان البالغ عددها (12) مخيما. ويبلغ عدد المسجلين لاجئين في الأردن حسب وكالة غوث: (1827000) لاجئ، يعيش منهم (288000) في (10) مخيمات. أما سوريا فيبلغ عدد اللاجئين فيها نحو: (432000) لاجئ، يعيش منهم (116000) في (10) مخيمات.

ورغم صدور أكثر من خمسين قرارا عن مجلس الأمن تنص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ومن أبرزها: قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194)، الصادر بتاريخ (11) كانون الأول 1948م. إضافة إلى القضايا المتعلقة بالقدس والدولة الفلسطينية المستقلة ارتباطا بحدود الانسحاب، إلا أن العصابات الإسرائيلية تتنكر لكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. فهجرت سكان البلاد الأصليين بإرهاب المجازر والتهديد والوعيد، واستمرار أعمال البناء في جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وتشديد الحصار وإغلاق قطاع غزة.

إن جاز لي أن أختم بشيء، فهي الإشارة إلى أن التجربة الفلسطينية مهددة بالتبديد على أيدي أصحابها. فالوضع الحالي الفلسطيني وضع متأزم، ينذر بكارثة وضياع فلسطيني جديد. مما يتطلب الحرص على إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، ومعالجة الانقسام داخل البيت الفلسطيني عن طريق تكريس مبدأ الحوار، وتناسي الخلافات الشخصية. فهذا أهم سلاح يواجه به الشعب من أعدائه الغاصبين، وأمله في كسب قضيته في نهاية المطاف. وحتى لا نكون مهددين بنكبة جديدة ولكن هذه المرة على يد أصحابها.

ثم إن التأكيد على أن الوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم يتطلب إنهاء الاحتلال، والمحافظة على الحقوق الفلسطينية ككل متكامل وعدم تجزئتها. ومن ذلك: تعزيز الهوية الوطنية للاجئين، وإسناد مطالبهم بحق العودة إلى وطنهم.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد