ما الذي ينبغي في الشخص الذي يتصدى للعمل في الإعلام؟ سؤال كبير بسعة أدوار الإعلام، جرياً على ما اتفق عليه من إشراع الفضاء ملموساً ومحسوساً للصوت والصورة والكلمة لأن تكون جميعها وجبة دسمة على كفوف وليس طاولات المرء مذ يفتح في الصباح عينيه، وإلى أن يغلقهما، وربما أيضا وهو يفعل عند إشراعهما أو إغلاقهما يظل ذهنه يفكر لا ينام، ويفكر ولا يتخلص مما سمع ورأى وقرأ...
الإعلام إن لم يكن بلسم فإنه مصدر للإيلام...
هو ناقل محرك للضمير وهو غطاء له أيضا, يُدخل تحت غطائه ضمير المتلقي بالصورة والكلمة والعنوان والمؤثرات بأنواعها وألوانها، بأساليبه المبتكرة والمستفيدة من كل تقانة جديدة ووسائل ميسرة لمن يمسك بالقلم، وبالريشة، وباللاقطة التصويرية، وبالآلة الموسيقية...
والمحرك الفاعل في كل ذلك الكاتب والصحفي والمحرر والمجيز وواضع الخطة، ومنفذها، في البرنامج، المذاع أو المشَهَد، وفي التقرير والخبر والتحقيق والمقال المقروء والمسموع،.. عليه، فكل من يكون فرداً متصدياً للفعل الإعلامي يرتجى أن يتسم بصفات لا نقاش في أولويتها، ومعياريتها، وضرورتها، بل وجوبها، تبدأ بالصدق وتنتهي بالحقيقة, لا تعبث البتة بأمر الضمير, وتقف به على منتجع اليقظة، ركائزه التقوى، ودعاماته النزاهة، وجدرانه طمأنينة الحق, ونوافذه تنفرج على أهداف الخير والفضائل والجمال والحياة النقية، والسلامة التامة الشاملة...
لذا فأول ما يسأل في المجال هو: ما الذي ينبغي في الشخص الذي يتصدى للعمل في الإعلام؟ وتأتي الإجابة بالذي قلت...