الجزيرة - خالد العيادة
المتجمهرون أشد خطورة على المجتمع من المفحطين لأنه لولا تجمهرهم لما وجد المفحط فهم الأساس في عملية التشجيع والدعم للمفحط.. بهذه الكلمات تحدث ل(الجزيرة) الرائد ناصر الثنيان الذي التقيناه بسجن المرور بالناصرية.. بالرغم من العقوبة إلا أن توقيف مرور الناصرية يعج بعدد كبير من الشباب أعمارهم تتراوح ما بين 22-26 عاماً أدخلوا السجن بسب التجمهر حول ميادين التفحيط.. فقال أحدهم: أدخلني الضحك إلى سجن الناصرية الذي يبدو فارهاً ويخيل لداخله أنه في إحدى الشقق السكنية أو الفنادق فالمكان صحي ونظيف ومنظم وواسع رصفت أرضيته بالسيراميك وأجهزة التكييف الباردة مما أغرى بعض السجناء على عدم الخروج من السجن.
وذكر الرائد فيصل القحطاني مساعد رئيس توقيف الناصرية أن هؤلاء الشباب أدخلوا السجن قبل خمسة أيام بسبب التجمهر وعرقلة حركة السير فعقوبتهم السجن لمدة أيام وغرامة ألف ريال، مشيراً إلى أن العقوبة تتضاعف مع تكرار المخالفة حسب المادة 69.
إن بعض المفحطين يدعي أنه مصاب بفشل كلوي أو أي مرض آخر فإذا كان معه تقارير يرسل إلى المستشفى للعلاج تعاطفاً من المرور معه فيطلق سراحه. وأضاف الرائد الثنيان: إن أي مفحط يعرض على هيئة الفصل في المخالفات والمنازعات المرورية بصفتها هي الجهة الفاصلة. وذكر الرائد فيصل القحطاني أن في مرور الرياض 3 عنابر؛ العنبر الأول مختص بالحوادث ويوجد به 32 موقوفا والعنبر الثاني مختص بالمخالفين ويوجد به 31 موقوفا والعنبر الثالث للمفحطين وعددهم 6 ومجموع الموقوفين بالعنابر 96 موقوفا، وأشار القحطاني أن المرور يقدم للنزلاء ثلاث وجبات يومية فطور وغداء وعشاء بالتنسيق مع السجن العام عن طريق إدارة الأمن العام.
وذكر الموقوف فايز المطيري أنه أدخل السجن بسبب التزلج على الطريق العام وهو طالب في كلية الطب وقال: إنني أخذت درسا من هذا التوقيف ولن أعود له مرة أخرى.
أما عايض العتيبي فذكر أنه دخل السجن حيث كان يبيع (حاشي في وادي لبن) واتضح بعد ذلك أنه كان من المتجمهرين حول ساحة التفحيط.
والتقت (الجزيرة) بالمواطن منصور العتيبي قائلاً: إنني أقترح على إدارة مرور الرياض أن الشباب المتجمهر بدلا من إيداعه في التوقيف يرسل إلى المستشفى ليساعد المصابين وإلى جمعية الهلال الأحمر للمساعدة في نقل المصابين وكبار السن أي لابد من الاستفادة منهم بدلاً من التوقيف في سجن المرور، وأضاف العتيبي أن وجودهم في سجن المرور لا يستفاد منهم بشيء وهو مضيعة لأوقاتهم.
كما أوضح منصور العتيبي أنه يجب على المرور وضع تلفزيون وفيديو ليظهر على شاشاته الحوادث المؤلمة الناتجة عن التفحيط وأضراره البشرية والاقتصادية على المجتمع.
وذكر الرائد ناصر الثنيان أن التفحيط يعد مخالفة مرورية تنص عليها المادة التاسعة والستون من نظام المرور ويعاقب مرتكب مخالفة التفحيط في المرة الأولى بحجز السيارة خمسة عشر يوما وغرامة مالية قدرها 1000 ريال، وأضاف الثنيان أنه في المرة الثانية حجز السيارة لمدة شهر وغرامة مالية مقدارها 1500 ريال ومن ثم يحال إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حقه، وأشار الثنيان أن النظام ينص بمعاقبة من قام بإغلاق الطريق عمداً أو السير في مواكب أو عرقلة الحركة بقصد اللهو واللعب والاستعراض فيطبق بحقه العقوبة المترتبة على ارتكاب مخالفة التفحيط.
والتقت (الجزيرة) بالمقدم علي عبدالله الدبيخي مدير شعبة السير بمرور الرياض الذي أكد أنه ترد إليهم يوميا من هيئة تطوير مدينة الرياض الخطة الإستراتيجية اليومية للحملات المرورية وتوضح الاختناقات المرورية وكثافة السيارات في مدينة الرياض وعلى ضوئها تقوم بالحملات المرورية ووضع الدوريات في الأماكن المختنقة بالسيارات لتسهيل عملية السير في الشوارع.
وأكد المقدم علي الدبيخي أنهم يقومون بإلقاء محاضرات في المدارس الثانوية بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم وكذلك في المستشفيات عن السرعة ونتائجها الوخيمة.
وأضاف أنه مستقبلا سوف توضع شبكة متكاملة للتوعية سواء كان عن الحوادث المرورية أو المفحطين المخالفين وكذلك توزيع بروشورات عن السلامة المرورية والتعاون مع وسائل الإعلام وتم التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في حث الشباب في خطب الجمعة على تجنب التفحيط، وقد قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وأوضح المقدم الدبيخي أن يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم ومراقبتهم وتوجيه النصح والإرشاد لهم.
وفي نهاية جولتنا نشكر العقيد عبدالرحمن المقبل مدير إدارة مرور الرياض الذي ساعدنا وسهل لنا الدخول إلى توقيف مرور الرياض.