Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/05/2009 G Issue 13372
السبت 14 جمادى الأول 1430   العدد  13372
الهلال أمام سابا الإيراني فاق المريض ولكنه بحاجة لعملية..!!
خالد الدلاك

 

الفوزالذي حققه فريق الهلال الأول لكرة القدم أمام نظيره سابا باتري الإيراني في تصفيات دوري المحترفين الآسيوي هو تأهيلي ومعنوي في الوقت نفسه، ويتمنى محبوه وعشاقه أن يكون دافعاً لتقديم الأفضل والتخلص من حالة انعدام الوزن ودوامة الترنح التي يعيشها الفريق الأزرق بعد رحيل مدربه الداهية كوزمين.. وكمستوى فني وأداء تكتيكي وعطاء جماعي لم تكن المباراة بالمستوى المأمول من الجانبين، ومن المؤسف أن تكون مباراة مثل هذه ضمن دوري المحترفين الآسيوي، بل إن مباراة الفيصلي الأردني والمحرق البحريني التي أقيمت ضمن الفئة الثانية ضمن كأس الاتحاد الآسيوي كانت أفضل منها بمراحل، فالعشوائية في العطاء والاجتهاد في الأداء والاعتماد على مهارات اللاعبين الفردية في بناء الهجمات وصدها كان سمة المباراة الفقيرة فنياً وجماهيرياً.

والهلال فاز بالمباراة وكان الأفضل خلالها ليس تميزا منه بقدر ما كان الوضع يعكس سوءا في الفريق المقابل، ولو كان الهلال بكامل عافيته ونجومه لكانت النتيجة تاريخية في المرمى الإيراني.. هذا مع تقديرنا واحترامنا لكل الاجتهادات والتغييرات والحماس الذي يبديه مدرب الطوارئ عبد اللطيف الحسيني مع الفريق الأزرق، ولا يلام فيما يفعل من محاولات التغيير و(الترقيع) التي يقوم بها؛ لتعديل حال الفريق لعل وعسى أن يوفق في إصلاح ما يمكن إصلاحه.. وإن كان ما يؤخذ عليه حرصه على الاستعانة بالحرس القديم الذين أكل عليهم الدهر وشرب حيث مكانهم الحقيقي خارج أسوار النادي لا داخل الملعب بمستوياتهم الهزيلة التي تشكل عبئاً على زملائهم الذين يصلحون أخطاءهم ويعدلون من هفواتهم، كما يرفعون من ضغط جمهورهم ويحرمون من هو أحق منهم بتمثيل الفريق الذي أرى أن مستقبله في خطر بسبب بقاء الجيل المنتهي فنياً والمفلس كروياً في الواجهة وفي التشكيلة الأساسية على حساب شباب المستقبل الأبطال الذين غابوا جميعاً عن تشكيلة الفريق؛ بسبب قيام أي مدرب جديد بفتح التوابيت المغلقة وهو ما تسبب في غياب أو بروز وجه جديد، حيث بقي من قطع الطريق عليهم واحتل مكانهم بدون أحقية فنية أو منطق كروي.

وبعيداً عن هذه الإشكالية والجدل البيزنطي الدائم حولها أحب أن أشير إلى أن فوزاً واحداً يجب ألا يحجب عن الهلاليين واقع وحاضر فريقهم الفني الذي ما زال مريراً ومستقبله الذي ما زال مجهولاً، فوضعه في المباراة وفوزه بها كان أشبه بمريض فاق من غيببوته وظن من ظن أنه تماثل لعافيته، وبدون نظرة تشاؤمية فأنا متأكد أنه سيعود إليها من جديد وهذا أمر يؤكد أن الفريق بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة وشاملة لعلها تخرجه من حالته المحيرة وتعيد توهجه المفقود وبريقه المختفي.



khalid-dlak@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد