الجزيرة - أحمد القرني
أوضح الرائد الدكتور المهندس الجيولوجي عبدالعزيز بن صالح الزهراني رئيس الفريق العلمي بالدفاع المدني أن الاهتزازات الأرضية التي رصدت خلال الأيام الماضية في مركز العيص والرويضات وقرى القراصة والهدمة ونويبع التابعة لها ما هي إلا اهتزازات مصاحبة لحركة الصهير الداخلي في الحرة المعروفة بحرة ليونير، وأن معظم الاهتزازات رصدت في أو حول جبل أبو النار، وهو تكوين بركاني يقع ضمن الحرة الأساسية. موضحا أن الصهارة أو الصخور المنصهرة هي جزء من تكوين الأرض الداخلي التي قدرها الله سبحانه وتعالى، وهي تقع تحت ضغط ودرجة حرارة عاليتين؛ فلذلك هذه الصهارة تحاول النفاذ إلى أعلى عبر الفوالق والتراكيب الجيولوجية لتخفيف الضغط المحتبس، وهي تقاوم أثناء حركتها حمل الصخور الصلبة التي تعلوها والضغط المتولد عنها، ومن ذلك تنشأ الاهتزازات الأرضية نتيجة المقاومة المتبادلة بين قوة دفع الصهير للأعلى وقوة ضغط وحمل الصخور للأسفل. وأوضح في معرض تعريفة العلمي أن الأمر لا يدعو إلى الرعب والهلع، وعلينا أن نتعامل معه كجزء من طبيعة أرضنا التي حبانا إياها الله، وأن هنالك بالمقابل دول عدة تقع بكاملها على جزر بركانية كما في معظم دول شرق آسيا وهم متعايشون معها واعتادوا على التعامل معها، وأن أمر انبعاث البراكين أو ثورانها هو أمر مقدر أولاً بمشيئة الله سبحانه وتعالى ولا يمكن لأي شخص أو جهة الجزم بحدوث مثل ذلك أو نفيه، ولكن يحاول المتخصصون الاستفادة من بعض الدلائل المصاحبة لحركة الصهير أو انبعاثه على سطح الأرض، ومن أهمها تغير نمط الاهتزازات الأرضية وقياس معدل بعض الغازات في محاولة للاستدلال بوقت على احتمالية حدوث انبعاثات بركانية.
وأكد من جانبه أن من خلال الطلعات الجوية والأرضية التي قام بها مع باقي أعضاء الفريق الجيولوجي على كامل امتداد الحرة البركانية وكذلك الموقع الذي تمركزت فيه الهزات الأرضية لم يكن هنالك أي انبعاثات بركانية، وأكد أن الوضع يتابع بدقة وهنالك تنسيق تام مع هيئة المساحة الجيولوجية بشأن عمليات الرصد ومتابعة نمط الاهتزازات باستمرار. ودعا المواطنين إلى عدم الفزع أو القلق، وأن كل ما اتخذ هو إجراءات احترازية، وأن هنالك تعليمات وإرشادات ميسرة وسهلة نشرت للعموم وفي أجهزة الإعلام المختلفة تبين كيفية التصرف في حال حدوث انبعاثات بركانية، وهي معلومات تثقيفية تفيد أي إنسان في هذا الموقع وغيره.
هذا، وقد قامت المديرية العامة للدفاع المدني بتوفير كافة الاستعدادات من المعدات الثقيلة والخفيفة والقوى البشرية؛ لمواجهة أي احتمالات لا سمح الله.
