د. حسن الشقطي
من العلاقات غير المفهومة في السوق هي العلاقة بين مسار المؤشر العام بالسوق إذا كان صاعدا أم هابطا.. وطرح أو عدم طرح اكتتابات جديدة.. ففي بعض الأحيان تختفي الاكتتابات الجديدة نهائيا لعدة شهور، في حين انها تظهر فجأة وبشكل متوال ومكثف.. أيضاً مسار المؤشر العام للسوق أحيانا نلحظ أنه مسار صاعد يلقى كل الدعم والتأييد، من خلال قرارات أو تلميحات أو تأكيدات بأن السوق جذاب بما يدفع المستثمرين على التجرؤ والشراء والتجميع بقوة، في أحيان أخرى نجد أن السوق مهمل ومتروك للأهواء والشائعات من هنا أو هناك.. لكي تحركه العشوائيات تجاه قاع تلو قاع دونما تدخل أو تعليق من أحد.. وهنا نتساءل هل فعلا توجد علاقة بين مسار المؤشر والاكتتابات الجديدة؟ ومن منهما يسير بالآخر؟
الكثيرون يعتقدون في أن الأطروحات الجديدة تؤثر على السوق سلبا وأن هذه الأطروحات هي التي تكون سببا في ضعف السيولة وبالتالي انحدار المؤشر هبوطا.. ولكن الجدول (1) أعلاه يوضح أن هذا الافتراض قد يكون ضعيفا، حيث إن مسار المؤشر هو المحدد لعدد الأطروحات الجديدة وليس العكس.. فمسار المؤشر من الواضح أنه عنصر مستقل يرتبط بعناصر أخرى مستقلة ربما لا يكون للأطروحات دخل فيها، بل إن هيئة السوق من الواضح أنها تستغل فترات الرواج والانتعاش لمؤشر السوق، وبالتالي تقوم بضخ أطروحاتها الجديدة استغلالا لحالة التفاؤل وانتعاش السيولة وبالتالي ضمان نجاح هذه الاكتتابات.
ويوضح الجدول (1) أنه عندما كان أداء السوق سيئا (مسار هابط) تقلصت عدد الأطروحات الجديدة بشكل واضح مثلما حدث خلال الفترة من سبتمبر 2008 إلى مارس 2009، حيث إن مسار السوق هابط وكانت خسائره كبيرة، هنا لم يكن هناك اكتتابات جديدة، على النقيض خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من عام 2008 كانت الأطروحات كبيرة ومتتالية لأن المؤشر العام للسوق كان يتخذ مساراً صاعداً.
أي أننا نؤكد هنا أنه عندما يكون هناك مسار صاعد، تظهر الاكتتابات الجديدة، وأن تجارب الماضي تؤكد أن هذه الاكتتابات تختفي عندما يكون مسار السوق هابطا. إلا أن ذلك يدفعنا للتساؤل: هل يمكن أن تسعى هيئة السوق إلى دعم مسار المؤشر إذا كانت ترغب في نجاح طرح كبير وملح في السوق؟
(*) محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com