Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/05/2009 G Issue 13372
السبت 14 جمادى الأول 1430   العدد  13372
جهود الصناعيين تخفف إجهاد المصرفيين
العملات الأوروبية طاقة عالية في التداول وأرقام صناعية تبعث على التفاؤل

 

في ذات الوقت الذي تمر فيه البنوك والمصرفيون القائمون عليها في أمريكا باختبارات فحص الجهد التي تكشف عن مدى استمرارية تجاوب المصارف مع خطط الإنقاذ ومدى حاجتها الملحة لها, نجد أن الصناعيين في القارة العجوز يبلون بلاء حسناً ويجتهدون في تلبية حاجات ورغبات مستهلكيهم من فئة المشتري الصناعي والمدعومة بالمؤشرات التي ظهرت بشكل إيجابي ومطمئن ويتبقى علينا فقط متابعة سلوك المستهلك هناك. بل ذهب المستثمرون والمضاربون حتى إلى ما هو أبعد من ذلك وهو الزخم العالي الذي تلقته أسواق الأسهم والعملات خلال الأسبوع الماضي, وبلا شك أن صناع أسواق العملات ونقصد المؤسسات المالية بالذات تعقد صفقاتها الحالية وفق تطلعات مستقبلية استثنائية قد تشهدها الأسواق من جديد.

الدولار الأمريكي

كان الثبات هو سمة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري لشهر مارس مع تراجع طفيف للدخل الشخصي عند - 0.3% أما طلبات الإعانة في الأسبوع الثالث من شهر إبريل فقد تراجعت ليصبح عددها 631 ألف طلب؛ ما يوحي بأن معدلات البطالة المقبلة ستشهد بعض التحسن, أما نصيب المشتري الصناعي من البيانات الاقتصادية الأسبوع الماضي فقد كان ارتفاع مؤشر شيكاغو لمديري المشتريات لشهر إبريل إلى مستوى 40.1 بشرى لمديري التسويق وتطور جيد يصب لصالح القطاعات الصناعية هناك، فيما بلغت الطلبات الصناعية لشهر مارس ما نسبته - 0.9% متراجعة عن القراءة السابقة عند 1.8%؛ حيث ما زال الضعف يتأرجح على هذا المؤشر, ومع تحسن نفقات البناء لشهر مارس إلى 0.3% صعدت مبيعات المنازل تحت الإنشاء لشهر مارس لتحقق ما نسبته 3.2% مقارنة بالقراءة السابقة عند 2.1%.

أما بشأن نتائج فحص الجهد (الملاءة المالية) للبنوك فقد ظهرت تقارير تفيد بأنه من الممكن أن يحتاج (بنك أوف أمريكا) إلى ما يقارب 34 مليار دولار كرأسمال إضافي، إضافة إلى ذلك أن (سيتي جروب) قد يكون من القائمة أيضاً, وعلى الرغم من ذلك لم يكترث المستثمرون في أسواق الأسهم الأمريكية لذلك مع وجود أنباء ببراءة بنكي (جولد مان ساكس وأميركان إكسبرس من هذه القائمة أيضاً).

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

عندما يخترق الزوج منطقة 1.34 سيتم الإعلان رسميا عن ولادة اتجاه صاعد قد يكون بعيد المدى وذا نفس طويل, والتفوق المنتظر لليورو على حساب الدولار من المتوقع حدوثه بشكل كبير ولاسيما أن المؤشر الذي يقيس الزخم قد سبق مؤشر الزوج بتحديد اتجاهه الصعودي وأولى محطاته مستوى 1.38 على المدى القريب.

الجنيه الإسترليني

مقابل الدولار الأمريكي

يتسم هذا الزوج بطول النفس والتريث في تأسيس القواعد السعرية التي ستستهدف مستويات بعيدة جداً قد تصل إلى منطقة 1.93 خصوصاً أن الزوج حالياً لا ينقصه الزخم بل يحتاج فقط إلى تكوين قاع صاعد جديد فوق مستويات 1.48، بالإضافة إلى انفراج زاوية الاتجاه الصاعد فوق مستوى 45 درجة حتى يتمكن من مغادرة القناة السعرية الأفقية الحالية.

الدولار الأمريكي مقابل الين اليابانييبدو أن الحليف الوحيد لهذا

الزوج هو مرض إنفلونزا الخنازير وأية أخبار سلبية متناثرة هنا وهناك تطرأ على الأسواق وخصوصاً في الأسبوع الفائت الذي تلقى فيه الدولار خسائر فادحة أمام سلة من العملات ونيل واضح للعملة اليابانية من قبل اليورو والجنيه, تم إثر ذلك كسر الاتجاه الصاعد بعد إصابته بانحراف سلبي للزخم وتم أيضا تأكيد للكسر بعودته إلى مستويات 98 وعدم الثبات عليها؛ ما يرجح زيارة منطقة 88 و87 في الأسابيع القليلة القادمة.

اليورو

يتطلع رواد العملة الموحدة إلى قرار المركزي الأوروبي الذي قد يخفض من سعر الفائدة ربع نقطة مئوية؛ لتصبح عند مستويات نقطة مئوية واحدة؛ ما قد يستفيد من ذلك المضاربون فيما لو تشبعت الأسواق المالية شرائيا وبدأت شهية المخاطرة في الهبوط. أما فيما يتعلق بالبيانات التي صدرت بخصوص هذه القارة فقد ظهرت توقعات لأسعار المستهلكين بالمقياس السنوي لشهر إبريل عند 0.6% نفس مستويات القراءة السابقة؛ ما يدل على أن اتجاهات المستهلكين نحو الإنفاق تميل للصعود أكثر، وتلقت ألمانيا ذات الاقتصاد الأكبر أوروبيا نبأ نتائج مبيعات التجزئة لشهر مارس بشكل سلبي على الرغم من أن أخبار المنتجين غالبا ما كانت جيدة في الستين يوماً الأخيرة؛ حيث ظهرت متراجعة لهذا الشهر بنقطة مئوية ساهم قطاع صناعة السيارات في جزء كبير منها. وكان مديرو المشتريات الصناعيون في ألمانيا محظوظين كالعادة بالأرقام المتنامية مع شهر إبريل التي بلغت 35.4، أما المشتريات الخدمية فقد ارتفع مؤشرها إلى مستوى 43.8 لنفس الشهر, والمعروف أن المنتجين والمشترين الصناعيين هم من يؤسس دورة حياة المنتجات أما استمراريتها فهي مرهونة بحاجات ورغبات وأذواق المستهلكين فيمكن الاعتماد على هذه البيانات للتنبؤ بالحالة الاقتصادية المرتقبة.

الجنيه الإسترليني

نالت العملة الملكية بيانات إيجابية ومحفزة للمستثمرين كان من أبرزها مؤشر مديري المشتريات الصناعي لشهر إبريل بتحقيقه مستوى جديدا عند 42.9، ويبدو أنه يقترب شيئا فشيئا لمستوى الخمسين معلناً بداية الدخول الحقيقي في مرحلة الانتعاش, أما مؤشر مديري المشتريات للبناء فيما يتعلق بشهر إبريل فوصل إلى مستوى 38.1 مرتفعا بنسبة كبيرة جدا؛ ما يدل على أن العقاريين دخلوا في مرحلة التقاط الأنفاس.

من جهة أخرى جاءت بيانات مديري المشتريات للخدمات في شهر إبريل متميزة بوصولها عند 48.7 بالقرب من حاجز الخمسين, ويبدو أن الطريق مفروش بالورود لهذه العملة التي تلقت ضربات قاسية من الدولار مطلع الأزمة المالية.



waleed.alabdulhadi@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد