من المبادئ الأساسية لحوكمة الشركات وجود لجان منبثقة عن مجلس الإدارة لتسهيل مهمة المجلس في القيام بدوره الإشرافي والرقابي على أداء الشركة وإدارتها التنفيذية، فدور المجلس ولجانه دور إشرافي ورقابي بحت، ويفترض عدم خوضهم في المسائل التنفيذية التي هي من صلب عمل الإدارة التنفيذية للشركة. والملاحظ أنه عادة ما تقع الشركات السعودية في خلط للأدوار والمسئوليات بين المجلس والإدارة التنفيذية للشركة وهو خلط عادة ما يأتي بنتائج عكسية لانعدام الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه عملية التقييم خصوصاً ناحية أداء الشركة وإدارتها التنفيذية لتوجه الإدارة التنفيذية نحو إلقاء اللوم على تدخل المجلس في عملها عند الإخفاقات.
ولأن مسئوليات المجلس تتركز على لعب دور المراقب والمشرف والموجه لعمل الشركة فهو يلعب دور خط الدفاع الأول الذي يعول عليه أصحاب المصالح في التأكد من حسن إدارة الشركة ومواردها بالشكل الذي يخدم مصالح الشركة وديمومتها. ولأن المهمة كبيرة وتتطلب توزيعاً للأدوار بين الأعضاء بحيث يمكن للمجلس من تفعيل دوره، فإن تشكيل لجان متخصصة منبثقة من مجلس الإدارة يعتبر أمراً غاية في الأهمية لكي تقوم تلك اللجان بأدوارها الجزئية، وهي الضرورية لتكامل الدور الكلي للمجلس. ولكي تحقق تلك اللجان الهدف الرئيسي من تشكيلها، فمن الضروري ان يتم اختيار أغلب أعضائها من المتخصصين وذوي الخبرة المستقلين ومنح تلك اللجان الصلاحيات اللازمة لممارسة مهامها، وفقاً للأدوار والمسئوليات المحددة لها وضمن إطار عملية الإشراف والرقابة والتوجية. ولجان المجلس عادة ما تتكون من اربع لجان وتأتي على رأسها اللجنة التنفيذية، ولجنة المراجعة، ولجنة المرتبات والمكافآت، ولجنة إدارة المخاطر التي توجد بشكل أكبر في البنوك وبعض الشركات. واللجنة التنفيذية مسئولة بشكل مباشر عن توجيه أعمال الشركة وإقرار الخطط الاستراتيجية للشركة ومتابعة تنفيذ الخطط والتعامل مع القضايا الحساسة التي تحتاج إلى تدخل المجلس. أما لجنة الرواتب والمكافآت فاختصاصها ينحصر في التعامل مع القرارات المتعلقة بالرواتب والمكافات والموارد البشرية، ولهذا فمن المهم جداً أن يكون أغلب أعضاء هذه اللجنة من الأعضاء المستقلين تحقيقاً لأكبر قدر من الشفافية والعدل في قراراتها.
أما لجنة المراجعة فهي من اللجان المهمة كونها المسئولة المباشرة عن تطبيق مبدأ الإشراف والرقابة على أنشطة الشركة وممارساتها، والتأكد من ان الشركة تدار وفقاً للخطط والأهداف والسياسات والضوابط والإجراءات التي تحكمها حفظاً لحقوق المساهمين وأصحاب المصالح. ولتكون اللجنة فاعلة فمن الضروري، وخصوصاً في الشركات غير المدرجة، ان ترتبط اللجنة بشكل مباشر بإدارات المراجعة والمراقبة الداخلية في الشركة من خلال تلقي التقارير الدورية والاجتماع الدوري بمسئولي تلك الإدارات، لكي تكون اللجنة على اطلاع متواصل وقريب لتفادي أية مشاكل قد تحدث. كما أن من الضروري أن يكون للجنة اتصال مباشر مع المراجعين الخارجين للشركة من خلال تلقي التقارير والاجتماع بشكل دوري بهم زيادة لفعالية عمل اللجنة وحماية لموارد الشركة ومكتسباتها.
وآخر اللجان هي لجنة إدارة المخاطر، وهي من اللجان الرئيسية والضرورية جداً وخصوصاً للبنوك او الشركات التي لها استثمارات كبيرة ومنتشرة، وتتعامل مع منتجات وأسواق عالية المخاطر. فلجنة إدارة المخاطر في البنوك على سبيل المثال هي من نتاج توصيات ومقررات لجنة بازل الثانية Basel II والتي أكدت على أهمية قيام مجالس الإدارة بالبنوك بإنشاء لجنة مستقلة تابعة له تسمي لجنة إدارة المخاطر من صلاحياتها وضع الأسس والإجراءات اللازمة للتعامل مع كافة فئات المخاطر التي قد تواجه البنك او الشركة وعملاءهم.
استشارات
* ما زلنا رغم الأزمة نرى التنفيذيين للشركات يحصلون على المكافآت الكبيرة رغم عدم تقديمهم للأداء المطلوب، فمتى نرى ارتباط الرواتب والمكافآت للتنفيذيين بالأداء؟
(محمد - الرياض)
- الحقيقة أنا أتفق تماماً مع آخر شق من سؤالك وأتمنى أن أرى اليوم الذي تربط رواتب ومكافآت التنفيذيين بالأداء فإن هم حققوا الأداء المطلوب والأهداف المتفق عليها فيستحقون المكآفات المجزية، أما اذا لم يحققوا ما هو مطلوب منهم فيجب ان يواكب ذلك حجب للمكافآت. المكافآت وضعت اصلاً لمكافأة التنفيذي على تحقيقه الأهداف وتنعدم الفائدة منها عند منح المكافأة لتنفيذي لم يحقق الأهداف المتفق عليها، وبهذا يجب ان تسمى راتباً وليست مكافأة لأن المكافأة تعطى عند تحقيق المستويات المتفق عليها من الإنجاز. الأهم من كل ذلك انه يجب ان تكون لدى الشركات وسائل محاسبة لأداء التنفيذيين لكي تحقق تلك المكافآت الهدف المنشود.
* ما هو دور السيرة الذاتية في الحصول على الوظيفة المناسبة وخصوصاً الوظائف التنفيذية؟
(سليمان الراضي - الرياض)
- إعداد السيرة الذاتية بشكل نموذجي وعملي هو احد أبرز الجوانب التي يجب على المرشح القيام بها قبل التخطيط للتقديم على أي وظيفة وخصوصاً عندما تكون الوظيفة تنفيذية، لأن السيرة الذاتية هي المفتاح او النافذة التي يطل بها المرشح على مسئولي الشركات، فإن كانت السيرة الذاتية ليست معدّة بالشكل المطلوب فغالب الظن ان المسئولين لن يحرصوا على مقابلة المرشح، وان كانت معدة بطريقة نموذجية وعملية فسوف تكون محفزاً للمسئولين للاتصال ومقابلة المرشح. اذاً من المهم جداً والضروري أن يستثمر أي شخص وقتاً كافياً لإعداد سيرته الذاتية بشكل سليم ومتكامل ووفقاً للمعايير المهنية المعروفة.
وقفات
* استعجال النتائج سمة أراها في الكثير من التنفيذيين وخصوصاً من المديرين في الإدارة المتوسطة بالشركات ولا أدري أهو نتاج لمؤثر بيئي ام تصرفات فردية. القليل تجده ذا صبر وجلد وتركيز على عمله ومشاريعه ويعطيها الوقت اللازم لإنجازها بالشكل المطلوب، ولذا تجد ان الناجحين قله.
* متى نرى الإدارات العليا بالشركات وقد تواصلت بشكل دوري وقريب من موظفيها لكي تحقق التفاعل اللازم بين قيادة الشركة ومن يحملون العبء الأكبر في تسيير أعمالها وهم الموظفون.
ترسل الأسئلة إلى alammash@yahoo.com