«الجزيرة» - فيصل الحميد
ما أن تضع ندى عباءتها بعد عناء يوم دراسي في سنتها التحضيرية بالكلية الجامعية بالجبيل إلا وتنهمك في مشوار آخر حافل بالاستثمار.
فتبدأ بتصفح موقعها على الشبكة العنكبوتية لترد على استفسارات وطلبات زبائنها من مختلف دول العالم.
ندى يوسف العجيل ذات التسعة عشر ربيعا لم تعرف سوى الطموح الموازي لتلك المنطقة الصناعية المجاورة للجبيل البلد والتي تشم منها رائحة مكائن مصانعها وهي تسابق الزمن لتكون واحدة من اكبر المدن الصناعية على مستوى المملكة بعد ضخ نحو300 مليار ريال في شرايينها خلال العشر سنوات الماضية.
فمن بدايات الرسم على قمصان أشقائها ثم التوسع خارج حدود المنزل وتزيين قمصان أقربائها وجيرانها بمقابل مادي بسيط فتحت ندى نافذة كبيرة جدا مطلة على قرية العالم الكبير وأسست موقعا على الإنترنت استوحت اسمه (حقي مقي) من شخصيتها وبدأت الاتصال مع عالم بعيد قربته الأزرار وكيابل غاصت في أعماق البحر.
تقول ندى العجيل ل(الجزيرة): بدأت مرحلة الاستثمار في المرحلة الثانوية برسم أشكال وخط الكلمات على التيشيرتات ولكن حاولت أن أكبر بمشروعي الصغير وقمت بتأسيس رابط على الإنترنت خرجت به عن محيط الجبيل القابعة شمال المنطقة الشرقية إلى حدود تجاوزت الوطن إلى البحرين والإمارات بل بدأت أتواصل مع زبائن من بيروت ولندن.
وبسؤال عن طريقة التواصل مع عملائها، بينت ندى العجيل أنها تأخذ تفاصيل التصاميم عن طريق الرابط لمشروعها (x7mx.wordpress.com) وبعد استلام المبلغ المتفق عليه عن طريق حوالة إلى حسابها المصرفي تقوم بعمل التصميم ومن ثم إرساله عن طريق البريد.
فتاتان تتجاوزان مسؤولية بعض الشركات الاجتماعية: تجاوزت ريم البراري وشدن بشارة بعض شركات القطاع الخاص في المسؤولية تجاه المجتمع فأسست ريم وهي من منطقة القصيم أول موقع إلكتروني ومنتدى متكاملا عربياً يهتم بالحياة الفطرية والبيئة تحت مسمى (طبيعي) تستعرض من خلاله الطبيعة والحياة الفطرية والبيئة بالإضافة إلى أقسام تخص الأحوال الجوية, والفلك, والتصوير والرحلات.
ويهتم الموقع بالدرجة الأولى برصد أوجه الحياة الفطرية في المملكة والخليج والعالم العربي ومتابعة أخبار الحياة الفطرية والأنشطة الخاصة بها.
بدورها بدأت شدن بشارة بموقع إلكتروني تسويقي متخصص في البازارات لمساعدة عدد كبير من النساء العاملات من المنزل مجاناً لاقتناء أفضل التحف الفنية والاحتياجات التسويقية دون عناء من خلال شبكة الإنترنت.
وقالت شدن: إن موقعها يهدف الوصول إلى50 ألف أسرة منتجة على مستوى المملكة لعرض أعمالها ونشاطاتها في البازار الإلكتروني مجانا، حيث يتكون من أقسام عديدة مختلفة، مثل المأكولات، الحلويات، المنتجات وغيرها من المستلزمات النسائية. الموقع يعمل على مساعدة الأسر العاملة على عرض أعمالها ومنتجاتها، وفي المقابل يقدم خدمة للمتسوق للوصول إلى الأعمال اليدوية والتحف الفنية والمنتجات المختلفة بسهولة ويسر.
11.5 مليار ريال إنفاق السعوديين على التجارة الإلكترونية:
قدرت شركة (سوق.كوم) التي أطلقت الأسبوع الماضي النسخة المحدثة لموقعها للتجارة إنفاق 3.4 مليون سعودي على تداولات التجارة الإلكترونية الموجهة من الشركات إلى العملاء بنحو 3.24 مليار دولار (أكثر من 11.5 مليار ريال) في العام 2008م.
وبين مختصون في التجارة الإلكترونية أن المملكة تتصدر الدول العربية في نمو التجارة الإلكترونية البالغة 300% في الوطن العربي خلال العامين الماضيين بسبب انتشار استخدام البطاقات الائتمانية ودخول قطاعات جديدة للتجارة الإلكترونية كشركات الطيران، والألعاب الإلكترونية وارتفاع مستخدمي الإنترنت خاصة من الشباب.
وتم تصنيف المملكة مؤخراً ضمن أفضل أربعة اقتصاديات شبكية في منطقة الشرق الأوسط، وجاء الإعلان عن هذه الخطوة خلال معرض (جيتكس السعودية 2009م).
وأشارت شركة هوستنغ داتا فورت (لخدمات تعهيد واستشارات تكنولوجيا المعلومات إلى أن المملكة تمكنت من تحقيق نتائج متميزة في (مؤشر جهوزية الشبكات) ضمن (تقرير تقنية المعلومات العالمي 2008-2009م)، والذي سلط الضوء على (التقدم المحرز على نطاق شامل) في المملكة في مجال تعزيز قدرتها التنافسية الوطنية من خلال تبنيها الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتقدمت المملكة ثمانية مراكز في قائمة (مؤشر الجاهزية الشبكية) لهذا العام لتحتل المرتبة40 عالمياً، في حين حققت الإمارات المركز 27 عالمياً، وقطر في المركز 29، ثم البحرين في المركز 37، وتقدمت هذه الدول على كل من الصين التي احتلت المرتبة 46، والهند التي حققت المركز 54 عالمياً.
وكشفت الشركة بأن جهود المملكة المكثفة الرامية إلى التسريع في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدى إلى ارتفاع الطلب على خدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات، بما فيها خدمات الاستضافة المدارة، وتصميم وبناء مراكز البيانات، واستشارات أمن تكنولوجيا المعلومات، وخدمات استرجاع البيانات المفقودة الناجمة عن حالات الكوارث، والخدمات الإعلامية مثل توزيع المحتوى الرقمي، حيث تعتبر هذه الخدمات بعض المجالات الرئيسية للشركة.
ومن بين المعايير الرئيسية التسعة الخاصة بالتقرير، تم تصنيف السعودية في مرتبة متقدمة من حيث (جهوزية الأعمال)، حيث احتلت المركز 28 ضمن قائمة تضم 134 دولة شملها (تقرير تقنية المعلومات العالمي). كما جاء (استخدام الأعمال) كمعيار آخر حيث احتلت المملكة المرتبة 39 ضمن التقرير، وقد ساهمت الحكومة بشكل كبير في عملية التحول نحو استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث حققت المملكة المرتبة 36 فيما يخص (الجهوزية الحكومية) والتي غطت جوانب مثل (تفضيل الحكومة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات) واعتماد الحكومة على منتجات التكنولوجيا المتقدمة وأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالنسبة لرؤية الحكومة.
من جهة أخرى، تم التأكيد على التطور المطرد الذي يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة بشكل مستقل من قبل مركز (مدار) للأبحاث في تقريره الخاص بمؤشر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي للعام 2007م، والذي حدد مدى الإقبال على تبني هذه التكنولوجيا في 18 دولة عربية.
وقد صنف المركز المملكة في المرتبة الرابعة ضمن مؤشر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات صعوداً من المركز الخامس في العام 2006م.