قلت ذات كتابة: إن أحسن (وصفة) لراحتك عندما لا تستطيع الحصول على ما تريد، وأنجح علاج لارتياحك من قلق ما فات عليك هو أن تتوشَّح ببياض الرضا.
هنا فقط تشعر بغدير من الارتياح تسبح فيه نفسك وآمالك.
ألم يقل الشريف الرضي في وصفة علاجية سليمة:
ومثلي لا يأسى على ما يفوته
إذا كان عقبي ما يُنال زوال
وما أندى وما أصدق تعليله على عدم ندمه على ما فاته عقبى ما يتم نواله الزوال من مال أو جمال أو عقار أو أسهم أو سندات..!!
كم هم رجال الأعمال والمال خاصة بحاجة إلى معايشة وتجسد هذه الحكمة الذهبية الصادقة، ترى كم من (مضارب أسهم) اقتات الألم من نفسه لفوات صفقة عليه.. ولكن لو فكر وتدبر وعرف أن (عقبى ما ينال زوال) لارتاح وأراح..!
وكم تاجر فاتت عليه فرصة تجارية أو عقارية، فتسرب الندم إلى نفسه ولكن لو أدرك أن كل ما ينال إلى زوال.. لخيمت القناعة في مضارب نفسه، وسعد بما لديه من خير ومال.
وكم من شخص عاث به الشجى في مسارب ذاته لعدم نيله منصباً، ولكن لو وضع في نفسه أن المنصب سوف يتسرب كما يتسرب الظل لنام قرير العين هانيها!!
وبعد..!
إن هذه الرؤية للحياة ليست دعوة للقنوع أو التبلد، أو عدم الطموح ولكنها دعوة إلى الرضا والقناعة وعدم افتراس أنياب الألم لنفوسنا عندما لا نظفر بما نريد بسبب أو حكمة قد نعلمها.. وقد لا نعلمها..!
فقط..!
إنها دعوة لانكماش الندم في نفوسنا وانتعاش الراحة بين حدائق ذاتنا، عندما لا نظفر بما نريد، أو يفوتنا شيء مما نريد.
ولكن السؤال:
من كل يقدر على ذلك؟
إن من يقدرون هم أولو العزم من المطمئنين الراضين.
* * *
-2-
الثوب في مناسبات العلم والفضاء
* إجابة ذكية شدتني في حوار صحفي قديم تم إجراؤه مع سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.. لقد سئل عن سبب تمسكه في لبس الثوب في المناسبات والمؤتمرات العالمية التي يحضرها، فكان جوابه الجميل المضمخ بالواقعية والصدق: (إنني أريد أن أسهم في تغيير الصورة عن لباسنا الأصيل، والتي تشكلت لدى بعض العرب والأجانب.. إذ إن بعضهم - وبسبب بعض منا - يقرنه بالمواقف غير الجيدة.. ولهذا فأنا أظهر به في المناسبات العلمية والفضائية.. لأسهم في تغيير الصورة نحوه.. ليقترن الثوب في مناسبات التقدم والعلم التي نفخر بها.. وإنني أطلب من شباب بلدي الإسهام جميعاً في ارتداء ثيابنا عندما نكون في مواقف تشرف بلادنا). إجابة منطقية جميلة لا تحتاج إلى تعليق.
* * *
-3-
مرتاح..!
* أحياناً عندما تتصل على منزل صديق أو أي شخص في ساعات النهار وبخاصة فترة القيلولة ثم لا يرد عليك وتسأل عنه يقال لك: (مرتاح)!.
وكم توقفت عند هذه الكلمة!.
هل يعني الإنسان أنه لا يرتاح إلا عندما يكون (نائماً)! وما عدا ذلك فإن كل ما يشغله في ساعات النهار والليل من عمل أو لعب فإنه غير جالب للراحة له بل قد يكون جاذباً للشقاء!.
آخر الجداول..
(كم قاعد في الظلال الفيح حاجته
تسعى إليه.. وكم ساع له الحجر
أوامر القدر المكتوب نافذة
يوفي بها الرزق والأعمال والعمر)
الرياض 11499 ص ب 40104
فاكس 4565576-01
hamad.alkadi@hotmail.com