تستهويني كثيراً فكرة الاحتفاء بالعواصم العربية، سواء بتتويجها عاصمة ثقافية.. أو عاصمة للكتاب أو الشعر في القريب العاجل، لينتشي الشعر كما الثقافة والكتاب فتعود له سيرته الأولى..
لا بد أننا نتفق على بيروت أنها العاصمة الأبدية للثقافة والكتاب والشعر والجمال والحب ولنا، حين نقصدها نصاحب بحرها وسهلها وجبلها وحزنها أيضا وأناسها الطيبين، وقريبة أيضا حين ينزف جرحها فيؤلمنا ونفر من حرائقها كالطيور التي لا تغادر إلا لتعود في موسم قريب للدفء والحياة، فكما لبيروت رائحة (مناقيش) الزعتر والشاي بالنعناع والقهوة السمراء.. لها أيضا رائحة الورق والحبر.. والفكر الخارج للتو من أفران المطابع والأحرف الحاضرة بلغات العالم على أرض أصيلة عريقة.
لبيروت منابرها وملتقياتها وصالوناتها الأدبية وشعراؤها الغنائيون وأولئك الخارجون منذ زمن عن نهج القصيدة القديمة وقانونها.. لبيروت مدرجاتها المنتشية بالشمس ومسارحها وجمهورها وعشاق فنونها.. لها فيروزها وأنغامها الجبلية والدافئة.. لها كل هذا الحضور برغم كل شيء.
مَن منا لم ينتظر موسم الحبر والفكر ولقاءات الكتاب وصناع الكتابة في ديسمبر من كل عام؟
من الذي يذهب إلى بيروت ولا يعود محملاً بالكتب.. بالعشرات منها: واسيني الأعرج ولوركا وألفونس دي لامارتين وشوقي وبغازي القصيبي وسعاد الصباح وسلطانة السديري والمقالح وبالسياسة والاقتصاد والكتب الدينية حتّى!
مرحى لبيروت عاصمة لهذا الصديق الذي طالما عشقها ولا يزال.. فهي وجهتنا قبل وبعد هذا التتويج الجديد.. الذي أثبتت بيروت وأثبتت الرياض بمعرضها الدولي وبكل من قصدها وحضره واجتهد لنجاحه بأن الكتاب الورقي ظل يتربع عرش التواصل الثقافي قبل وبعد الطباعة.. فقد حظينا بمجد مماثل في معرض الكتاب الدولي بالرياض فصرنا قبلة للكاتب والناشر والطابع والمثقف والعاشق لعالم الفكر والمعرفة.
فمرحى.. ألف مرحى للكتاب.
* * *
سياحة سعودية
في البرنامج الاجتماعي الأسبوعي الذي يقدمه الزميل علي الضاحي على القناة الحبيبة الأولى، وأكرر الحبيبة لأنها نافذة الوطن وصوته ونبضه، وهذه دعوة لتوثيق الصلة بيننا وبين إعلامنا المحلي المرئي لنلمس الفرق والجهد المبذول فيها.. فقد تناول البرنامج السياحة في المملكة، الذي فتح الشهية للسياحة الداخلية فكانت الدمام هي الخيار الموفق لقضاء الإجازة بين البحر والنوارس الصديقة.
آه للمنطقة الشرقية، تلك الحبيبة التي عاشت بهجتين.. بهجة تشريف سيد البلاد لها وتدشينه مشاريع الخير فيها، وبهجة اجتماع هذا العدد الكبير من أبناء الوطن الذين احتفلوا على أرضها بعرس حقيقي لسياحة سعودية بامتياز.
قدمت هذه المنطقة كل خدماتها ومفاتنها لزوارها وعلى مدار الساعة، مقومات سياحية فوق العادة وجمال ساحر لطبيعتها؛ مما تظهر جهود القادة والمسؤولين واضحة جلية في كل شبر منها، التي كان لا بد أن تواكبها جهود من أصحاب وملاك الأجنحة والشقق المفروشة وذلك في مراعاة شروط النظافة والصحة فيها نظراً للإقبال الكثيف عليها.
سياحة سعودية بامتياز.. وعشق حقيقي تجلى باحتضان هذه الأرض لأهلها وإقبالها عليها.
دمت أيها البلد آمنا.. نستظل بأمنك وخيرك.. شامخاً نفتخر بك.. رائعاً وبهياً تضمنا رباك.
* * *
من آخر البحر ل(يانيس ريتسوس)
أنا وراء الأشياء البسيطة.. أختبئ كي تجدني
وإن لم تجدني ستجد الأشياء..
ستلمسُ ما لمست يداي
وستتقارب مسالك أيدينا
......
إن كل كلمة منطلق
للقاء مؤجل غالبا
الكلمة حقيقة عندما تصر على اللقاء
Maysoonabu baker@yahoo.com