توجد في المملكة أكثر من عشرين جامعة تضم الآلاف من أعضاء هيئة التدريس من السعوديين والعرب والأجانب، تنفق عليها الدولة آلاف الملايين من الريالات وشيدت مباني لبعضها ولبعضها الآخر تعد العدة لإنشاء مبانيها، والملاحظ أن هذه الجامعات تقوم إلى اليوم بمهمة تعليمية، فكل نشاطها يدور في الغالب على إعداد الجداول والقاعات وقبول الطلاب ومتابعتهم، وملاحظة أداء هيئة التدريس.
ولا شك أن هذا مكون أساسي من أعمال الجامعات وهدف رئيسي من أهدافها لا جدال في ذلك، ولكن المعروف أن الجامعات هي المكان الذي تنطلق منه البحوث والدراسات النظرية والتجريبية، وجامعات العالم المتقدم في الشرق والغرب تقدم لنا نماذج واضحة في هذا المجال حيث نجد أن الدراسات المميزة تخرج عنها والدليل أن أكثر الذين يحصلون على جوائز علمية مثل جائزة نوبل وجائزة الملك فيصل هم من الأساتذة الذين ركزوا على قضايا البحث وحصلوا على الدعم من جامعاتهم.
إن السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا هو متى تتحول جامعاتنا إلى جهات بحثية كما هو مطلوب منها؟ ومتى نراها تدعم بسخاء البحوث والدراسات؟ وتشجع ماديا ومعنويا الذين يتميزون في هذا المجال؟ وتوفر لأعضائها ومنسوبيها المناخ العلمي الصحيح؟
إن محور الحضارة المعاصرة ومحور التقدم هو البحث العلمي الذي من خلاله تقدم الكثير من المعلومات، وتحل كثير من المشكلات وتتحقق فوائد كبيرة للبشرية عامة.
إن فخامة المبنى ووفرة الأثاث وكل المكونات الأخرى التي قد تتوفر في الجامعات السعودية تظل ناقصة ما دام الاهتمام بالبحث العلمي على نحو فعال لا يزال غير متكامل وغير متفاعل مع متطلبات الحياة المعاصرة.
لعلنا في فترة التصحيح الراهنة نعطي موضوع العناية بالبحوث والدراسات ما يحتاجه من اهتمام مادي ومعنوي حتى نلحق بركاب العالم المتقدم.
ولا يفوتني هنا أن أشير إلى جامعة الملك عبدالعزيز التي أنشئت بدعم مباشر من خادم الحرمين لتكون جامعة بحثية تهدف إلى إنتاج ما يفيد المملكة والبشرية بشكل عام.