حري بوزارة الشؤون الإسلامية وقيّمها الأول سليل أسرة الدعوة الإصلاحية العظيمة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن تفكر في إقامة برنامج دعوي أو معرض بعنوان: (الدين المعاملة).
** وكانت قد نفذت فيما سبق معرض: (كن داعياً) ولقي إقبال الناس واهتمامهم بغض النظر عن النتائج والمخرجات.. والوزارة بفضل وعي وزيرها وقيادته الفتية تتلمس وسائل وإجراءات ومناشط.. من شأنها مقاربة قضايا أكثر مباشرة للناس واقتراباً من شؤون حياتهم..
** واقتراح منشط أو برنامج وعظي وإرشادي ودعوي ك(الدين المعاملة) والتعرض لقضايا وموضوعات وإشكالات تمس هذا الجانب من خلال خطب الجمع.. أمر يقتضيه واقعنا المحلي المعاصر أكثر من أي وقت مضى..
** كما أن (عنوان كهذا) يمس جوهر الدين وتجلي مبادئه العظيمة في التعامل بين الناس.. فأمانة العمل وإلزاماته الوظيفية ومسؤولياته الأخلاقية أضحت رهناً للأمزجة والنفسيات المتغيرة..
** ورعاية الأسرة وحقوق الجار والتكافل والتعاطف والتعاون والتراحم.. أمست في (خبر كان) وحقوق الأُجراء والخدم ومن في حكمهم.. صارت مطية التساهل والتهاون.. إن لم تصل إلى مرحلة الجحود والنكران..
** و(التي هي أحسن) صارت إلى (الأسوأ أقرب)..والبيع والشراء وما في حكمهما من تعاملات.. أضحت نهباً للتطفيف والاستغلال وتدني مستوى الذمة.. ناهيك عن الملهيات من (برامج فضائية وأقنية إعلامية).. لا يشغلها إلا تغييب الجاد والقيِّم والهادف في حياتنا.. وترسيخ كل ما يرسف بالقيم في درك مهين أثيم......! والكيانات المؤسسية.. مشغولة بما يقيم أود واجباتها التخصصية الأساس..
** فمن يحفل إذن.. ببرنامج ينعش ما كان يحرص عليه ويرسخه ويدعو إليه رسول الأمة ومعلمها وهاديها عليه أفضل الصلاة والسلام.. من نظم التعامل وآداب المعاملة.. في قضايا كالتي ننعي حالها فيما سبق.... وإذا كان حمل الناس على الصلاة في المساجد جماعة.. ورعاية الآداب العامة في التجمعات والأسواق.. مسؤوليات مناطة بجهاز رسمي آخر.. فمن يرعى (معاني الصلاة) واشتراطاتها ونتائجها في سلوك الناس وتعاملاتهم..؟ إلا الشؤون الإسلامية..
** لقد كانت (المعاملة) بمعاييرها الدينية وتجلياتها السلوكية المثلى.. سبباً في دخول الشعوب في الإسلام أفواجاً.... وكان تمثلها ورعايتها في التصرفات سبباً في اقتناع الناس بخيرية الإسلام وعظمته.. ولكن.. إلى أين وصل مستوى هذه المعاملة اليوم..؟.. وإلى أي كيفية صار حالها.. ؟.. لا أظنه اليوم جدير بأن يكون مثالاً للتأسي والاقتداء.. ومن ثم فالعودة إلى نماذجه المضيئة صار ملحاً وحتمياً.. لتكون صورة مجتمعنا بمستوى الأداء المؤسسي الرسمي، الذي يقيم حدود الله ويحكم بشريعته.. ويقدم من خلال أدائه ذلك صورة الإسلام النقية القويمة التي نباهي ونفاخر بها أمم الأرض..
ولله الأمر من قبل ومن بعد.