Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366
ضعف حركة الحيوانات المنوية (الأسباب والعلاج)

 

من المعروف أن السائل المنوي للرجل يحتوي على الحيوانات المنوية اللازمة لتلقيح بويضات الزوجة، وهذا السائل المنوي له سمات خاصة من ناحية الكمية والعدد والحركة والأشكال الطبيعية وتقوم منظمة الصحة العالمية WHO دوريا بإعداد كتيب عن طريق تحليل السائل المنوي والمواصفات الطبيعية للسائل المنوي المخصب.

وعن المقاييس الأساسية لتقييم السائل المنوي يقول د. شريف غازي (استشاري أمراض الذكورة وبمراكز د. سمير عباس الطبية) أن هذه المقاييس الأساسية أن تكون الكمية أكثر من 2 مل والعدد أكثر من 20 مليون/ مل والحركة أكثر من 50% والنوع السريع منها أكثر من 25% وهذه المقاييس مهمة كي يكتسب الحيوان المنوي القدرة على تلقيح البويضات. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نقص حركة الحيوانات المنوية في تحليل السائل المنوي منها ما قد يحدث بطريقة الخطأ أثناء إجراء التحليل نفسه مثل طول الفترة الزمنية بدون جماع أو استخدام ماء أو صابون أثناء جمع العينة أو تعريضها لدرجات حرارة منخفضة أو مرتفعة (فيجب أن تحفظ في درجة حرارة الجسم) أو فحصها بعد فترة زمنية طويلة ومنها ما هو له علاقة بصحة الرجل مثل تعرضه لحمى أو ارتفاع في درجة الحرارة (مثل أدوار البرد والأنفلونزا) ولكن هناك أسباب مرضية هامة وأهمها وجود الأجسام المضادة في السائل المنوي.

وحيث إن عملية البلوغ تحدث بين سن 12 و14 عاماً وفي هذه الفترة يكون جهاز المناعة في الجسم اكتمل نموه وتكون الحيوانات المنوية غير معروفة بالنسبة لجهاز المناعة. وهناك حاجز أو غلاف يمنع جهاز المناعة من التعرف على الحيوانات المنوية لأنه لو تعرف عليها يظن أنها أجسام غريبة أو جراثيم فيبدأ مهاجمتها وهذا الحاجز قد يحدث خلل في وظيفته في العديد من الحالات مثل عند حدوث ضربة في الخصية أو التهابات في الجهاز التناسلي وأحيانا بدون سبب واضح يحدث هذا النشاط في جهاز المناعة فيبدأ في إطلاق أجسام مضادة لمحاربة الحيوانات المنوية ظناً منه بأنها جراثيم خارجية وهذه الأجسام المضادة تؤدي إلى نقص شديد ومزمن في حركة الحيوانات المنوية أو قد تؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة عند المرأة مما يؤدي لرفض الحيوان المنوي أو إلى إنقاص فرص تكون الجنين أو ثبات الحمل.

ويضيف د. شريف غازي أنه من المهم التعرف على هذه الأسباب وعلاجها خاصة أن معظمها يمكن تلافيه وعلاجه أما إذا تكونت بشكل مرتفع فلابد عندئذ من اللجوء للوسائل المساعدة للإخصاب مثل أطفال الأنابيب.

ولكن إذا كانت الأجسام المضادة للحيوان المنوي سلبية أي ليست موجودة وبريئة من ضعف الحركة أو قلتها فلابد من التأكد من العديد من الأشياء المشهور عنها إضعاف حركة الحيوانات المنوية وأهمها وجود دوالي في الخصية، التهاب البروستاتا والجهاز التناسلية الأمراض المزمنة مثل أمراض الكبد والكلى والحمى والأنفلونزا.

أما إذا كانت نسبة الحركة أقل من 5% ففي هذه الحالة يجب التأكد من أن هذه الحيوانات المنوية حية أو ميتة Viability test) )ويمكن هذا بإجراء بعض الفحوصات البسيطة مثل استخدام بعض الأصباغ في تحليل السائل المنوي ولكن للأسف استخدام هذه الصبغة يمنع استخدام هذه الحيوانات المنوية في عملية أطفال الأنابيب ولكن يوجد اختبار آخر سهل وبسيط يعتمد على قدرة الحيوان المنوي على التأثر بالمياه وهو اختبار Hypo(smotic Swelling test) وهذا الاختبار قادر على تمييز الحيوانات المنوية الحية من الميتة ويساعد على اختيار من يصلح منها لعملية الحقن المجهري وهذا الأمر له أهمية قصوى في مرضى Immotile Cilia Syndrome) ) أو متلازمة عدم تحرك الحيوانات المنوية وهو نتيجة خلل في تصنيع جهاز الحركة في الحيوان المنوي وهؤلاء المرضى فرصتهم الوحيدة في الإنجاب عن طريق عملية الحقن المجهري (أطفال الأنابيب).

أما إذا كانت الحيوانات المنوية ميتة فمعنى هذه الحالة أنه لابد من البحث عن سبب ذلك وهذا يتم عن طريق تصوير بالموجات فوق الصوتية للقنوات القاذفة والبروستاتا والحويصلات المنوية لمعرفة هل يوجد انسداد جزئي في هذه المناطق أم لا وهل هناك تليف أو التهابات أو أي شيء آخر أم لا.

وبالتأكيد فإن التشخيص الدقيق للسبب هو المفتاح لاختيار العلاج الناجم والملائم حيث إن علاج سبب المشكلة قد يؤدي إلى شفاء المريض وحدوث تحسن كبير في حركة الحيوانات المنوية وينعكس ذلك على فرصة الحمل بشكل طبيعي. وهذا خصوصا مع الأسباب التي يمكن علاجها بسهولة مثل التهابات الجهاز التناسلي أو دوالي الخصية أو غيرها من الأسباب.

ويتم ذلك أيضا مع استخدام العديد من العقاقير الطبية التي تساعد على زيادة نسبة الحركة وسرعة الحيوانات المنوية.








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد