Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366
الحمل والولادة مع التلقيح المجهري

 

الهدف من التلقيح المجهري هو التغلب على العقبات التي تعترض الحمل الطبيعي ولذلك تقوم مراكز المساعدة على الإنجاب باستخدام هذه التقنية، وذلك باختيار حيوان منوي، وتستخدمه لتلقيح البويضة، وتوضع هذه البويضة في حضانات خاصة لمدة محددة ثم يتم إرجاع هذه البويضة إلى الرحم، هذه ببساطة تقنية التلقيح المجهري الحديثة. والأحدث الآن في أنه يمكن عمل ترجيح لجنس الجنين ويمكن التخلص من الكثير من الأمراض الوراثية التي يحملها كل من الأب والأم وولادة طفل لا يحمل الجينات المرضية لهذا المرض.

وهناك بعض الأسئلة المتعلقة بالتلقيح المجهري تطرح نفسها على ذهن كل زوج وزوجة عن كيفية وماهية التلقيح المجهري، وهل نسبة الحمل بالتلقيح المجهري أعلى من نسبة الحمل بالطرق الطبيعية؟ هل يوجد اختلاف بين الحمل الطبيعي والحمل من خلال التلقيح المجهري؟ هل يمكن اختيار أو تحديد جنس المولود؟ هل نسبة حدوث تشوهات تزيد مع أطفال الأنابيب؟ هل نسبة الحمل في توائم تزيد مع أطفال الأنابيب؟ هل تختلف طرق متابعة الحمل بأطفال الأنابيب؟ هل الولادة لابد أن تكون قيصرية؟ هل يمكن ولادة طفل خال من الأمراض الوراثية التي يحملها كلا من الزوج والزوجة؟ وهذه أمثلة فقط على بعض الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن كل امرأة تبحث عن الإنجاب وتتخذ من التلقيح المجهري وسيلة لتصبح أم.

ويجيب د. أشرف يونس استشاري النساء والتوليد بمراكز د. سمير عباس على هذه الأسئلة وتقول بالطبع نسبة الحمل بالتلقيح المجهري أعلى من نسبة حدوث الحمل بالطرق الطبيعية في حالات تأخر الحمل حيث أن التلقيح المجهري يتغلب على قلة الحيوانات المنوية وضعفها وتستخدم هذه التقنية أيضا للتغلب على التصاقات الحوض وانسداد الأنابيب وضعف القدرة على التبويض بمعنى آخر تستخدم هذه التقنية للتغلب على عدم قدرة كل من الرجل والمرأة على الإنجاب بالطرق الطبيعية.

أما بالنسبة لمتابعة الحمل بالطرق الطبيعية لا يختلف كثيراً عن متابعة الحمل بالتلقيح المجهري ولكن الاختلاف يكون في أهمية هذا الحمل بالنسبة للزوجين حيث إن التلقيح المجهري عادة ما يستخدم بعد فترة عقم طويلة نسبياً ومن هنا تكمن أهمية الحمل وأهمية الجنين وتتم متابعة الحمل بنفس الوسائل المساعدة من حيث المتابعة بالموجات فوق الصوتية لمعرفة وضع الجنين واستقرار الحمل وخلافه.

ويضيف د. أشرف يونس أنه من الجدير بالذكر أنه عند حدوث الحمل بالشكل الطبيعي يتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي ذاتياً وبذلك لا يكون هناك تدخل في نوع الجنين ولا يتم ترجيح جنس على حساب الآخر ولكن الحمل عن طريق التلقيح المجهري في بعض المراكز الرائدة يمكن من معرفة جنس الجنين وذلك بعد تلقيح أكثر من بويضة وحفظ البويضات الملقحة داخل الحضانات الخاصة وبعد حدوث الانقسام يتم سحب خلية واحدة من كل جنين لمعرفة جنسه، كما أن التقنية ذاتها يتم استخدامها لمعرفة هل الجنين يحمل جينات بعض الأمراض الوراثية مثال أنيميا الخلايا المنجلية أو الثلاثيميا ويتم إرجاع الجنين الذي لا يحتوي على جينات وراثية وبذلك يتم تنقية النسل الجديد من الأمراض الوراثية الموجودة بالعائلة أو من كثير من التشوهات الجنينية.

وفي السابق كان الحمل بالتلقيح المجهري ينتج عنه ولادة عدة توائم (أكثر من ثلاثة توائم) وذلك بسبب محاولة الأطباء التغلب على حالات الإجهاض التي تحدث بعد إرجاع البويضات أو الأجنة نتيجة لأسباب غير معلومة منها على سبيل المثال التشوهات الموجودة بالحيوان المنوي بحيث يتم إرجاع 4 أجنة أو أكثر داخل الرحم وفي حالة حدوث إجهاض لجنين أو أكثر تبقى البقية ويكتمل الحمل ولذلك ارتفعت في بعض الأحيان نسبة الحمل بأربعة توائم وثلاثة ولكن الآن مع التقنيات الحديثة ووجود التليسكوب المجهري الحديث والذي يكبر الحيوان المنوي آلاف المرات ويمكن أطباءنا من اكتشاف العيوب الموجودة في الحيوانات المنوية والتي لم تكن تظهر باستخدام طرق التكبير المستخدمة في معامل أطفال الأنابيب الأخرى أو أجهزة الفحص السابقة حيث يتم اختيار أفضل الحيوانات المنوية وبالتبعية تحسنت جودة الأجنة التي يتم إرجاعها للرحم بأقصى قدر ممكن بالنسبة للزوجين.

ومنذ بداية الثمانينات ومع بدايات التلقيح المجهري ومع ولادة أول طفلة باستخدام تقنية التلقيح المجهري ظهرت بوادر أمل للأزواج غير القادرين على الإنجاب بالطرق العادية وفي السنوات الأخيرة تقدم العلم وظهرت بوادر أمل أخرى للرجال خاصة الذين يعانون من قلة عدد الحيوانات المنوية أو عدم وجود حيوانات منوية ولكن التعامل مع غير المتخصصين يعتبر واحداً من أهم مخاطر التلقيح المجهري حيث إن عدم الإلمام التام بكيفية تحفيز المبايض على إنتاج البويضات قد يؤدي إلى زيادة تحفيز للمبيض عن الطبيعي واختلال في نسب بعض العناصر بالجسم ووجود ماء على الرئة وأحياناً قد تؤدي إلى الوفاة وقد تحدث زيادة في تحفيز المبايض في السيدات بنسبة من 3 إلى 4%.

وينبه د. أشرف يونس أنه من المخاطر الأخرى حدوث الإجهاض بعد الحمل بالتلقيح المجهري والذي قد تصل نسبته من 10 إلى 16% وهذه النسبة العالية نتيجة لعوامل منها وجود خلل في الكروموسومات وعمر الأم أثناء الحمل بالتلقيح المجهري وتعدد الأجنة كل هذا يلعب دور هام في حدوث الإجهاض. كما أن الحمل خارج الرحم قد تصل نسبته من 2-4% وهي نسبة تزيد قليلاً عن نسبة حدوثه مع الحمل التلقائي ومن أسبابه وجود التصاقات بالجدار الداخلي للرحم نتيجة لوجود التهابات بالرحم أو نتيجة لجراحات سابقة. كما أن تعدد الأجنة تعتبر من أهم مشاكل التلقيح المجهري حيث أن نسبة 15-25% تحدث فيها حمل متعدد الأجنة ومن أهم مشاكل تعدد الأجنة حدوث مضاعفات لهذا الحمل مثل تسمم الحمل ونزيف ما بعد الولادة والولادات المبكرة ولتقليل نسبة حدوث هذه المشكلة من الأفضل تقليل عدد الأجنة المرجعة إلى الرحم بعد التلقيح ولذلك صدرت بعض التوجيهات العالمية في بعض البلدان كفرنسا وإنجلترا وأستراليا بتقليص عدد الأجنة المرجعة إلى الرحم بعد التلقيح وذلك لتجنب المضاعفات قدر المستطاع.

ومن المضاعفات المحتملة أيضاً في التلقيح المجهري وجود اضطرابات جينية في الأجنة أو الأطفال بعد الولادة وعلى الرغم من أن كثير من الدراسات أثبتت أن نسبة حدوث الأمراض الوراثية المحتملة مع التلقيح المجهري لم تتعد النسب الموجودة مع الحمل بالطرق المعتادة إلا أن البعض مازال يعتقد أن السبب في ذلك هو التلقيح المجهري ولكن السبب الرئيسي لذلك هو في الغالب وجود اضطرابات أو اختلال بالكروموسومات في الرجل وبالتالي وجود عيوب في الحيوانات المنوية المستخدمة في التلقيح وبذلك يولد طفل يحمل هذه الاضطرابات الكروموسومية والعيوب الجينية الموروثة عن الأب. ولذلك ظهرت الحاجة لاستخدام التقنيات الحديثة لدراسة الكروموسومات من خلايا الجنين قبل إرجاعه إلى رحم الأم والتيقن من أن الجنين خالي من بعض الأمراض الوراثية أو العيوب الخلقية المحتملة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد