في صباح، أي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، من يوم 4-4-1430هـ، الموافق 31-3-2009م وأمامي شاشة قناة (الرسالة) سمعت الدكتور صلاح مطبقاني يتحدث لمدير الحديث، عن التعليم والبعثات التي نصدرها إلى جامعات الغرب وإلى الدول العربية للتزود بالمعارف، ثم يعود المغتربون بما حصلوا عليه من زاد، للمشاركة في نهضة الوطن بتحصيلهم الدراسي في مختلف شؤون المعرفة، والدولة تنفق الكثير على التعليم في داخل الوطن، التعليم العام وكذلك التعليم الجامعي والعالي، وهذا التوجه أساس نمو كل أمة تريد وتتطلع إلى الرقي، لأننا في زمن أصبح فيه سباق التعليم بعيد المدى والأهداف، وأن الأمة التي لا يتزود بنوها من الجنسين من منابع المعرفة في كل معطياتها، أمة يفوتها الركب الحضاري في سباقه غير المحدود، فذلك متطلبات الأمم والحياة بعامة، فالزمن المندفع إلى المضي في سيره، أدرك أن متطلبات الحياة المتجددة - معارف شتى - هي من أسلحة اليوم والغد القريب والبعيد نحو التقدم والرقي!.
وأعود إلى قناة - الرسالة-، وحديث الدكتور صلاح المطبقاني إلى مقدم البرنامج الذي أزعم أنه عن التعليم وشؤونه، لأني لم أتابع البرنامج من بدئه، إلا أن الذي أثارني، قول الدكتور المبطقاني إلى المذيع، أنه أي الدكتور صلاح، لاقى طالباً سعودياً في بريطانيا، يحضر للدراسات العليا، ومن خلال حديثهما: الدكتور والطالب السعودي، أن الطالب قال: إن الشعر الجاهلي والقرآن شيء واحد! قلت في نفسي: يا للهول، كما كان يعبر عميد المسرح يوسف وهب! طالب من هذا البلد المسلم، يحضر للدراسات العليا في بريطانيا، يوحد بين وحي السماء دستور الأمة المسلمة، الجامع والصالح لكل زمان ومكان، والشعر الذي هو معطى بشري قبل بدء الرسالة الخاتمة، أنهما شيء واحد! قلت في نفسي: إن هذا الوصف كارثة حين يقوله طالب مسلم ينتمي إلى هذا التراب، وعاش مراحل حياته في تعليمه العام لسنوات تتجاوز العشر، وربما - لا أدري - درس مراحل جامعية هنا، وأنه عاش في وسط إسلامي وتعليم التوحيد والفقه وخالط مجتمعه، وقبل ذلك وبعده، أنه عاش في بيت مسلم، وفي مدارس معطياتها عربية إسلامية، وتقام فيها شعائر صلاة الظهر تحديداً، وخالط معلمين درس على أيديهم ما يلقى في مدارسنا، وما حوله كل مناخ إسلامي وعربي، ودرس وامتحن فيما درس، وما إلى ذلك من سبل الوعي خلال حياته ولكن المدهش إن صح هذا التعبير، من قال له وبصيغة أخرى: أين وعيه التعليمي الذي غزاه هذا الخلط؟ الحق أن أمامي أسئلة كثيرة، لا أجد من يجيب عنها!، وإذا كانت وزارة التعليم العالى أو أي جهة مسؤولة، تريد الوصول إلى هذه الواقعة، فإنها تستطيع الوصول إلى الدكتور صلاح مطبقاني، ومنه تعرف اسم هذا الطالب وجهة ابتعاثه، حتى تقف على ما قال له من مقارنة خاطئة بل ظالمة، وأن طلابنا وطالباتنا الذين يذهبون إلى الغرب وحتى إلى البلاد الأخرى.. فإني لن أذهب بعيداً إذا قلت إن الطلبة والطالبات الذاهبين للدراسة خارج الوطن ينبغي أن يعوا الضرورات من أمور دينهم، أعني الذين على شاكلة هذا الطالب الذي التقى به الدكتور المطبقاني! ولعلي أقول إنها فضيحة بجلاجل أن يخرج من بلادنا طلبة أو طالبات لا يفقهون في أمور دنياهم الضروريات، فهذا النمط يمكن أن يسمى مسلماً بشهادة الميلاد! نعم! إنها كارثة أن يقول مسلم يحضر لشهادة عليا: أن لا فرق بين الدين والشعر الجاهلي! أقول: يا للهول أجل إنها كارثة! من المسؤول عنها؟ الآباء والأمهات! إنهم مشغولون! حتى الفراغ يحسب عند الفارغين انشغالاً، لقد أدركت من حديث الدكتور المطبقاني، أن في بريطانيا وحدها عشرة آلاف طالب وطالبة يتلقون تعليمهم الجامعي والعالي، ولا حول ولا قوة إلا بالله..