الطائف - فهد سالم الثبيتي - عبد الله عايض الوهبي
تحتفل الطائف غداً بانطلاق مهرجان الورد الخامس والذي سيستقطب كعادته سنوياً أعداداً كبيرة من المُحبين حيث يشهدون جماليات الورد والذي اشتهرت به الطائف. وستتاح الفرصة للتعرف على كيفية تصنيع الورد وتقطيره وتحويله لمادة عطرية عن طريق تواجد أشهر المزارعين بالطائف والذين سيقدمون شروحاً تفصيلية عن طريقة التصنيع.
وكان قد تم تأسيس أول معمل زراعة أنسجة في المنطقة الغربية بمحافظة الطائف عام 1428هـ وذلك بقسم الأحياء كلية العلوم فرع الطالبات بقروى التابعة لجامعة الطائف، وبعد نجاحه الباهر في إنتاج الشتلات المحسنة من ورد وعنب ورمان الطائف أبدى مدير الجامعة أ.د عبد الإله باناجة رغبته في تحسين ورد الطائف، وتم وضع إستراتيجية علمية ومشروع بحثي بعنوان (تحسين الخلفية الوراثية لورد الطائف وإنتاج الهجن الجديدة منه) للباحث الرئيسي أ.د ناريمان محمود أبو النصر، أستاذ تربية النبات بقسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الطائف، وتتمثل هذه الدراسة في برنامجين: البرنامج الأول وهو قصير المدى والهدف الأساسي منه رفع درجة الاخضرار وتحسين اللون الأخضر للأوراق بالإضافة إلى تثبيت البتلات وعدم سرعة تساقطها لأطول فترة ممكنه وقد تم استخدام عدة مواد هرمونية طبيعية بشرط أن لا يكون لها أي تأثير على الرائحة المميزة لورد الطائف، وقد أثبتت النتائج نجاح باهر من حيث زيادة حجم الأوراق وأيضاً رفع نسبة الكلوروفيل (درجة الاخضرار) وكذلك تثبيت البتلات على الأزهار لأطول فترة ممكنة بالمقارنة بالمعاملة الضابطة والتي لا تعامل بأي معاملة حيث تساقطت البتلات فيها بمجرد قطفها.
والبرنامج الثاني وهو طويل المدى ويهدف إلى نقل الصفات الوراثية الهامة إلى ورد الطائف والتي منها زيادة سمك البتلات وتثبيتها وإطالة مدة الزهرة بعد القطف إلى أطول فترة ممكنة مع الاحتفاظ بالرائحة المميزة لورد الطائف بالإضافة إلى إدخال الألوان الجذابة لورد الطائف ومنها الأحمر الداكن والزهري وذلك من خلال برنامج تهجين بين الآباء المتمتعة بهذه الصفات وورد الطائف كأم وبعد نجاح التهجين والحصول على الجيل الأول من البذور الهجين والذي سوف يتم إكثاره بتقنية زراعة الأنسجة وأيضاً بالطرق التقليدية العادية في الزراعة، وسوف يتم استخدام أساليب فنية في الزراعة لسرعة تتبع الخصائص الخضرية والزهرية للجيل الأول من هذه الهجن والذي سوف يتم إنتاجها على نطاق واسع وتوزيعها على المزارعين كحل علمي مدروس لأكبر المشاكل التي يواجهونها في ورد الطائف، وسوف تكون زراعة الأنسجة هي السبيل الذي يستخدم في إكثار هذه النباتات المحسنة وراثياً.