الجزيرة - الرياض
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تقوم بجهود كبيرة في خدمة كتاب الله، وإعداد جيل من البنين والبنات حافظ لكتاب الله، عامل بأحكامه، متأدب بآدابه، وقال: إن لهذه الجمعيات آثاراً عميقة في نفوس ناشئة الأمة وشبابها من البنين والبنات من حيث تشجيعهم وحثهم على الإقبال على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتدبر معانيه، والعمل به، فتبنى عقولهم على آداب القرآن وأخلاقه، وبذلك يتم حفظهم من الزيغ والانحراف، ولا سيما في هذا الزمان الذي تنوعت فيه أساليب التشويه، والدس على الإسلام وأهله.
وأوضح معاليه أن المتابع لمسيرة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، والدور النسائية في بلادنا المباركة يجد أن لها أثرها البالغ في حماية النشء من الانحرافات الفكرية والعقدية، والسلوكيات وتيارات الغلو، فهي تربي فيهم الجد والاجتهاد، وتزرع فيهم حب التخلق بمكارم الأخلاق من الرفق، والأناة، والصدق، والورع، والود، والرحمة، والعدل، والإحسان، والعفاف، وتعودهم علو الهمة، واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى أهليهم وأمتهم بالنفع والفائدة، ويعمق في نفوسهم الاعتزاز بهذا الدين.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته مجلة (أهل القرآن) مع معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الصادرة عن الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمناسبة المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تعقد منافساتها في مدينة الرياض.
وطالب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد القائمين على الجمعيات، والمؤسسات، والهيئات المعنية بتعليم كتاب الله وحفظته، توخي الحذر من الحملات المغرضة التي يشنها أعداء الإسلام، والواجب علينا جميعاً أن نعي أولاً ضخامة ما يراد للإسلام ولأهله - وخصوصا حملة القرآن، وجمعيات تحفيظ القرآن - من اضمحلالها، فإذا وعينا ذلك عظمت المسؤولية على الجميع في أن تكون أولاً محافظين على ما تحقق من إنجازات، وثانياً أن نكون على مستوى المسؤولية لسد كل الثغرات التي ربما يدخل منها أعداء الإسلام، وأن نعلم أن الهجمات على الإسلام بشكل عام، وعلى المملكة بشكل خاص، هدفها تهميش مكانة القرآن في حياة المسلمين، باعتباره مصدر قوتهم وعزتهم، فضلاً عن الإشراف الكامل على أداء جمعيات ومدارس التحفيظ.
وشدد معاليه على أن من يطعن في هذه الجمعيات، ولا يعدل في قوله أو قلمه فهو في الحقيقة ينال من هذه الدولة المباركة وولاة أمرها؛ لأنهم يدعمون هذه الجمعيات معنوياً ومادياً كما ذكرت سابقاً، والنقد الذي تعرضت له الجمعيات ليس على مستوى واحد، فمنه ما هو افتراءات وأقاويل وأكاذيب، ومنه ما هو تصحيح لأخطاء إدارية لا يسلم منها بشر استغلها بعض المنتقدين لمآرب معروفة، ومنها انتقادات إيجابية في طرحها واقعية في توصيفها، ونحن نرحب بالنقد الذي يعين على البناء والتطوير، وليس الهدم والتدمير والمصادرة.
وحمل معالي الشيخ صالح آل الشيخ الجمعيات مسؤولية كبيرة في إبراز الجانب المشرق في الجمعيات، والرد على كل التهم والأباطيل والمغالطات التي ترمى بها الجمعيات، فحفظة القرآن الكريم من أشد الناس تعظيماً للحقوق، ورعاية لمصالح الخلق، وتعظيماً لحرمة الدماء، وبعداً عن المظالم، وعلى الجمعيات كذلك العمل على تطوير عملها وتدريب العاملين فيها للنهوض بمستوياتهم على وجه الخصوص، والجمعية على وجه العموم.
وأبرز معاليه - في حواره الذي تصدر صفحات المجلة - أن عناية المملكة بالقرآن الكريم ممتدة عبر قرون، وهذه العناية لها صور كثيرة، وليست منحصرة في جانب واحد، ويأتي في مقدمتها تطبيق كتاب الله في المملكة هدياً وعقيدة وتوحيداً وحكماً وتحاكماً إليه، حتى أصبحت هذه الدولة السنية مضرب المثل في تطبيقها للقرآن الكريم، ونشر هدايته، وتكريم أهله، والحفاوة بحملته من أهل العلم، وعنايتها بكل وسيلة تحقق حفظ القرآن الكريم، وتدارسه، وتفسيره، وما إقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إلا مظهر من مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم وأهله، ومما يذكر - في هذا السياق - حرص ولاة الأمر في هذه البلاد على كل ما يعين على الاهتمام بكتاب الله وتعلمه وتعليمه، وإنشاء المدارس، والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وافتتاح المدارس والكليات المتخصصة في القرآن الكريم وتعليمه، ودعمها مادياً ومعنوياً، وإقامة المسابقات القرآنية التي تشحذ الهمم لتعاهد كتاب الله بالحفظ والتدبر والعمل به.
وقد بلغ عدد صفحات المجلة (88) صفحة من الحجم المتوسط حيث حوت العديد من التقارير، والتحقيقات، والاستطلاعات، واللقاءات، والمقالات، من أبرز عناوينها: (أثر القرآن الكريم في تهذيب السلوك، والقرآن الكريم عز للأمة وسعادتها، والقرآن الكريم وأثره في تهذيب السلوك وتقويمه، والقرآن الكريم أساس الفضائل وقوام الضمائر، والقرآن الكريم ينهى عن التطرف، وفضل تعلم القرآن وتعليمه، ودور حلقات التحفيظ في حفظ الناشئة، والقرآن الكريم كتاب التربية الأول، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المجتمع السعودي، خدمة القرآن الكريم شرف للجميع).