الرياض- حازم الشرقاوي
لم يستبعد مختصون في قطاع السياحة حدوث تراجع حاد للسوق السياحي العالمي هذا العام في ظل تداعيات الأزمة العالمية الراهنة وقال أمين عام منظمة السياحة العالمية المكلف الدكتور طالب الرفاعي إن (الأزمة) تدق ناقوس الخطر علي القطاع هذا العام على السياحة وبشكل خاص منطقة الشرق الأوسط وأوضح أن 94 دولة من بين 116 دولة نامية بدأت تتأثر بالأزمة وأضاف: الجميع سيتأثر خصوصا وان أمد الازمة غير واضح المعالم مبينا أن إجمالي دخل السياحة العالمية بلغ 900 مليار دولار في 2008 مشيرا إلى أنها تمثل 6% من توفير فرص العمل ويتوقع زهير جرانة وزير السياحة المصري تأثيرات سلبية على السياحة في مصر بانخفاض عدد السياح القادمين لمصر من 11.6 مليون سائح إلى نحو 10.6 مليون سائح في 2009 بانخفاض مليون سائح وذكر أن مصر تواجه هذه الازمة من خلال خطة متكاملة تتعلق بتخفيض أسعار الفنادق والخدمات المقدمة للسائح العربي والأجنبي.
ووفقا لتقرير ل(ماس) فإن عدد السياح السعوديين المغادرين إلى الخارج بلغ العام الماضي أكثر من أربعة ملايين سائح سعودي، أنفقوا خلال رحلاتهم السياحية الخارجية 22.2 مليار ريال وتأمل السياحة الداخلية في جذب جزء من هذه المبالغ التي تنفق خلال رحلات السياحة في الخارج حيث تعزز الأزمة من التوجه للسياحة الداخلية في ظل ارتفاع أسعار الخدمات السياحية الذي خلقت الازمة العالمية ويرى رئيس لجنة السياحة بغرفة الرياض ماجد الحكير أن مثل هذه الأزمات لا بد أن تستثمر تداعياتها لصالح السياحة الداخلية لتنعكس إيجابا على اقتصاد المملكة ككل وبلغ عدد سياح الداخل في المملكة خلال 2008م أكثر من 28.7 مليون سائح سعودي، أنفقوا 37.5 مليار ريال خلال رحلاتهم السياحية في مناطق المملكة، فيما ارتفعت القيمة المضافة إلى السياحة في الناتج المحلي من 36.4 مليار ريال في 2004م إلى 47 مليار ريال في 2008 بنسبة 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي، و6.9% من الناتج المحلي غير النفطي، كما ارتفعت عدد المؤسسات السياحية في المملكة من 29.196 ألف مؤسسة في 2004م إلى 41.642 ألف في 2008م.
تحذير السعوديين من مكاتب تروج للسياحة الخارجية
وقبل حلول موسم العطلات الصيفية حذرت غرفة الرياض السعوديين من وكالات سفر وسياحة معروفة تستخدم نفسها كغطاء لتمرير عمليات احتيال على المسافرين حيث تستأجر جزءا من مكاتبها او طاولة لمكاتب وهمية لمدة شهرين فقط تكفي لتغطية موسم السفر، مع استغلال اسم وهاتف هذا المكتب للترويج لبرامجها السياحية التي تعلن عنها عبر أسعار زهيدة وغير منطقية غالباً ما تكون أقل من سعر تذكرة الطيران، وهو ما يمثل مصيدة لسقوط الضحايا الباحثين عن أرخص الأسعار وقالت الغرفة: مع الأسف فإن أصحاب هذه المكاتب الوهمية يفرون هاربين بعد أن يكونوا قد جمعوا مبالغ طائلة ويقع المسافرون ضحايا للنصب.
وحذرت الغرفة المواطنين الراغبين في السفر إلى خارج المملكة هذا العام، من التعامل مع مكاتب سفر وهمية، والتنبه إلى عدم الوقوع في شراك إعلاناتها عن برامج سياحة مغرية تسوق لها عبر الصحف ودعت هيئة الطيران المدني بتعقب المكاتب الوهمية ومعاقبتها وكشف إعلاناتها الخادعة في الصحف المحلية.
تراجع معدلات نمو قطاع السياحة
وأكدت دراسة شاملة لمجلس السياحة والسفر العالمي أنه بعد 4 أعوام من النمو المتواصل, فإن صناعة السياحة والسفر تراجعت معدلات نموها بشكل كبير العام الماضي، وتوقع أن تعاني هذه الصناعة من عامين شديدي الصعوبة 2009 و2010 وأشارت الدراسة إلى أن هناك ثقة كبيرة في أن مستقبل صناعة السياحة والسفر علي المدي الطويل واعد ومبشر وأنه ما إن تنتهي الأزمة الحالية حتي تعود هذه الصناعة بقوة وبشكل خاص من خلال الدول البارزة في مجال السياحة والتي استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية زيادة عدد السياح الزائرين لها.
وذكرت الدراسة أن هذه الصناعة استطاعت ايجاد مليوني وظيفة خلال 2008 لكنها واجهت بشكل خاص مشاكل كبيرة في النصف الثاني من العام مع انهيار ثقة المستهلك وكذلك ثقة المستثمرين ورجال الأعمال.
وقالت: لقد ظل معدل زيادة السياح الأجانب لدول العالم في تزايد بنسبة 2.3% عام 2008 مع بدء عودة الأمريكيين للسياحة مرة أخري ومع استقرار نسبي للأوضاع في عديد من مناطق العالم وارتفع معدل الانفاق للسياح الأجانب سواء علي السياحة أو شراء تذاكر السفر بشكل كبير مع انخفاض قيمة الدولار الأمريكي إلا أن الانفاق الرأسمالي الحقيقي علي السياحة والسفر تراجع لأول مرة منذ عام 2002 كما أن نمو انفاق الشركات علي السياحة انخفض أيضا للنصف وأدي كل ذلك إلى انخفاض مساهمة السياحة والسفر في الناتج المحلي الاجمالي للعالم إلى09.6%.
تقلص الناتج الاجمالي
وتوقعت الدراسة أن يتقلص نمو الناتج المحلي الاجمالي لاقتصاد السياحة والسفر خلال العام الجاري بحوالي3.5% أي أنه سيكون نموا سالبا ومن المتوقع أن يستمر في حالته الضعيفة تلك عام2010 مع نمو إيجابي مقداره 25. 0% ومن المتوقع أيضا أن تقل مساهمة صناعة السياحة والسفر خلال العامين المقبلين في الناتج المحلي الاجمالي العالمي إلى 9% كما أن الخسارة في الوظائف في هذه الصناعة ستكون حوالي 10 ملايين وظيفة خلال 2010 و 2009 ليصل إجمالي عدد العاملين في صناعة السياحة والسفر عام2010 حوالي 210مليون شخص ثم تعود الصناعة للانتعاش مرة أخري بعد 2010م.