الجزيرة - عبد الرحمن السهلي - عبد الله البراك
بعد هدوء عاصفة النتائج المالية للشركات خلال الربع الأول لا تزال السوق المالية السعودية تحاول تجاوز نتائج شركة سابك التي مثَّلت صدمة لكثير من المتداولين والمراقبين.. (الجزيرة) سعت لقراءة القوائم المالية الربعية لسابك في محاولة للوصول بالقارئ إلى فهم واقع هذه النتائج وانعكاساتها المستقبلية.. فالمستعرض لقائمة الدخل الربعية لشركة سابك لا تكاد تخطئ عينه تراجع المبيعات بنسبة تفوق الـ50% حيث انخفضت المبيعات إلى 19.8 مليار ريال مقارنة بـ39.9 مليار ريال لنفس الفترة من عام 2008م (الرسم البياني الخاص بانخفاض المبيعات).. كما تشير قائمة الدخل إلى ارتفاع حاد في تكلفة المبيعات كنتيجة حتمية لتراجع المبيعات، ويتبين ذلك من خلال الانخفاض الحاد في مجمل الربح الذي وصل خلال هذا الربع إلى 3.6 مليار ريال مقارنة بـ13.7 مليار ريال خلال الفترة المماثلة من العام السابق.. وعلى الرغم من تحميل هذا الربع لتكاليف (الشهرة) الناتجة عن صفقة الاستحواذ على وحدة البلاستيك في شركة جنرال إليكتريك - التي أصبح اسمها بعد الاستحواذ سابك للبلاستيكيات المبتكرة - البالغة 1.1 مليار ريال إلا أن انهيار المبيعات أدى إلى ارتفاع التكاليف الحدية للإنتاج (الرسم البياني بانخفاض تكاليف المبيعات).
وذكرت الشركة في الإفصاحات المرافقة للقوائم المالية أن الشهرة تمثل السعر المدفوع بالزيادة عن القيمة العادلة لصافي الموجودات المشتراة حيث اشتملت الموجودات غير الملموسة على صافي شهرة بلغ 13.2 مليار ريال كما في نهاية الربع الأول من هذا العام، وبناء على اختبار الشهرة الذي أجرته سابك مؤخراً تبين أن قيمة الشهرة انخفضت بمبلغ 1.1 مليار ريال حيث استخدمت الشركة طريقة القيمة الحالة لتحديد قيمة الشهرة القابلة للاسترداد وذلك على أساس التدفقات النقدية المخصومة.. هذا على صعيد الشهرة.. أما على صعيد تحليل المبيعات وفقاً لقطاعات الأعمال نلاحظ أن مبيعات قطاع البتروكيماويات تراجعت إلى 21.8 مليار مقارنة 43 مليار ريال للفترة المماثلة من العام الماضي.. وكان تراجع هذا القطاع الذي يُعتبر العصب الرئيس لنشاط سابك وقعاً كبيراً على النتائج المخيبة لآمال كثير من مساهمين الشركة والمتداولين بالسوق، كما تراجعت أرباح قطاع المعادن من 3.5 مليار ريال في الربع الأول من 2008م إلى 2.5 مليار ريال خلال الربع الأول من 2009م كما انخفضت مبيعات الأسمدة (القطاع الوحيد الذي حقق صافي ربح بلغ 665 مليون ريال) من 1.7 مليار ريال خلال الربع الأول من العام الماضي إلى 1.3 مليار ريال خلال الربع الأول من 2009م.
أما على صعيد الأرباح والخسائر نجد أن جميع قطاعات الأعمال في سابك (البتروكيماويات، المعادن، المركز الرئيس) حققت خسائر عدا قطاع الأسمدة.
وعلى الصعيد الجغرافي لمناطق المبيعات نجد أن الأسواق الرئيسة للمنتجات البتروكيماوية تتركز في أوروبا وأمريكا وآسيا والشرق الأوسط ودول الباسفيك.. في حين أن مبيعات قطاع الأسمدة تتركز بشكل رئيس في جنوب شرق آسيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا.. أما مبيعات قطاع المعادن فتتركز في المملكة ودول مجلس التعاون.. ومن خلال الربط الجغرافي لمناطق المبيعات مع الأرقام المتحققة نجد أن قطاع البتروكيماويات الذي يسوّق في أمريكا وأوروبا بشكل رئيس هو أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة العالمية التي تعاني منها بشكل رئيس هذه المنطقة الجغرافية من العالم.
في حين نجد أن التراجع في قطاعي المعادن والأسمدة يمكن تصنيفه على أنه تراجع سعري بسبب طبيعة منتجاتها ومناطق مبيعاتها.
أما على صعيد القروض نجد أن سابك تواجه تحدياً حقيقياً نتيجة ارتفاع معدلات الفائدة حيث قامت الشركة بإصدار مجموعة من الصكوك على ثلاث دفعات بمعدل عائد (فائدة) يساوي سايبور (معدل الإقراض بين البنوك في المملكة) زائداً هامش ربح.. ومن المعروف أن أسعار الفائدة في تصاعد خلال المدى المنظور مما يعني استمرار تصاعد فوائد خدمة الدين، جدير بالذكر أن إجمالي قيمة الصكوك خلال الإصدارات الثلاثة قد بلغ 16 ملياراً.
أما على صعيد الشركات المدرجة في قطاع البتروكيماويات فنجد أن حال سابك على الرغم من كبر حجمها إلا أنه لا يختلف عن بقية الشركات المدرجة في نفس القطاع حيث تُبيّن النتائج المالية لهذه الشركات تراجعاً كبيراً في مستوى الأرباح.