عادة ما تكون المشاريع الكبرى مجرد فكرة.. والمشاريع السياسية بداياتها فكرة تنبع في رأس سياسي.. أو مفكر.. أو حتى شيطان؛ كالفكرة التي اختمرت في رأس الصهيوني هارتزل وتطورت حتى تحولت إلى مشروع.. والمشروع ترجم إلى كيان صهيوني حمل اسم (دولة إسرائيل)..!!
الآن تتداول الأوساط الصهيونية في الكيان الإسرائيلي أفكاراً شيطانية لصنع كيان فلسطيني، كيان مسخ على الطريقة العراقية؛ فقد كشفت صحيفة معاريف العبرية يوم الخميس مشروعاً سياسياً قدمه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس حركة (شاس اليمينية) (إيلي يشاي) لحل الصراع مع الفلسطينيين.
ويرتكز مسار (يشاي) الجديد على محاكاة النموذج العراقي أو كما أطلق عليه (العراق أولاً) ويقضي بتدخل أمريكي ميداني فاعل يستمر حتى ينجح الفلسطينيون في تثبيت كيان سياسي وأمني حقيقي وذلك وفقاً للطريقة الأمريكية المتبعة في العراق..!
ووفقاً لخطة رئيس حزب (شاس اليميني اليهودي) فإنه يجب على الأمريكيين الاشتراك الفعلي في الحكم الفلسطيني والمشاركة بالعمليات الميدانية حتى يشتد ساعد البنية السلطوية الفلسطينية وفقط عند تحقيق ذلك يمكن للأمريكان الانسحاب من المنطقة وحينها يحصل الفلسطينيون على كيان قومي إلى جانب إسرائيل حسب توصيف (يشاي) الذي امتنع من وصف الكيان المقترح بالدولة الفلسطينية ولكن مقربين منه أكدوا أن تفسير مصطلح الكيان يشبه إلى حد ما الدولة.
وقالت صحيفة (معاريف) العبرية: إنه رغم عدم إعداد بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية مشروعه السياسي الذي سيعرضه على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اللقاء المرتقب بينهما الشهر القادم، إلا أن (إيلي يشاي) رئيس حركة (شاس) سبقه بذلك وأعد مشروعاً سياسياً.
وهذا يعني أن الإسرائيليين يطالبوا أن تنفذ الجيوش الأمريكية غزواً أمريكياً لفلسطين وتنصيب حاكم أمريكي ولا يهم في أن يكون (فلسطينياً) ولكن بعمالة أمريكية، ولا يعدم الأمريكيون في الحصول على مثل هذه النوعية الشبيه بأحمد الجلبي العراقي وحامد كرزاي أفغاني، فأمثالهما كثر..!!
هذه الأفكار الشيطانية ليست بدعة، فغزو العراق ومن ثم احتلاله، وتقديم العراق على طبق من ذهب لأعداء العرب بدأ بفكرة في دهاليز المحافظين الأمريكيين الجدد.. وقد نشطت السفارات الأمريكية منذ حماقة صدام حسين باحتلال الكويت، وعقدت اجتماعات مع معارضي صدام لتحصل على بغيتها في تكوين عصابة شكلت غطاءً عراقياً لتحقيق فكرة المحافظين الجدد وتنفيذ المشروع الذي أصبح حقيقة واقعة.
