في الحلقات الثلاث الماضية تحدثنا عن ماذا يعني التلوث الإشعاعي؟ وتلوث الهواء بالمواد المشعة بسبب التفجيرات النووية وحوادث تصادم الطائرات الحاملة للقنابل النووية، وحوادث الأقمار الصناعية.
واستخدام المواد المشعة في الصناعة وخطورة وتأثير التعرض للأشعة، وأسباب عدم تقبل الناس للقوى النووية واستخدامات الذرة السلمية، وعن استخدام الذرة في الأغراض السلمية وكذلك الصناعات التي تعتمد على استخدام الإشعاعات والمصادر المشعة وان الاستخدام الأكبر للإشعاعات والمصادر المشعة هو في المجال الطبي.
قال: هل المخازن بالدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة التي تستخدم المواد المشعة مصممة لذلك الغرض.
قلت: لا أجد ما أقوله لك إجابة عن هذا السؤال، كما أن لدي شخصيا عدة تساؤلات مثل: هل جميع رجال الجمارك يعرفون كيف يتعاملون مع طرد مشع وصل لأي منفذ من منافذ المملكة العربية السعودية؟ وهل نظم لهم دورات بهذا الخصوص؟ وهل يوجد مكان مخصص في مخازن تلك المنافذ لتخزين مثل تلك الطرود لحين استلامها تتوفر فيه جميع المواصفات الواجب توفرها لتخزين مثل تلك المواد؟ وكذلك هل تخزن تلك المواد المشعة مع المواد الخطرة الأخرى مثل المواد القابلة للاشتعال أو الكيماويات الخطرة والسامة أو الأجهزة الحاوية على ضغوط عالية؟، وهل أمناء المخازن الخطرة سواء المشعة أو غيرها مدربون وحاصلون على تدريب معترف به؟ وهل الأشخاص الآخرين المسموح لهم بدخول تلك المخازن تدربوا على أمور الحماية من الإشعاع؟ وكذلك إذا فتح طرد مشع من قبل الجمارك هل يعاد لحالته الأصلية قبل تسليمه للمرسل إليه؟ وكذلك ما هي الوسيلة لنقل ذلك المصدر المشع؟ وما نوعية وثقافة الأشخاص المصرح لهم باستلام وتسليم ذلك الطرد؟ وعند وقوع حوادث لا قدر الله هل هناك خطط للطوارئ تهدف حماية البشر وتقليل الخطر على الممتلكات والأرواح؟ ومن يتحمل مسؤولية الحماية والأمان أثناء عمليات النقل؟ الراسل أم المرسل إليه أم الناقل؟
قال: يبدو أن التساؤلات كثيرة مني ومنك ومن كثير من المهتمين بذلك الموضوع الخطير عسى أن نجد إجابات لتلك التساؤلات، لكن هناك تساؤل يجب أن أعرف الإجابة عليه وهو ما المقصود بالنفايات المشعة وهل هناك إدارة لذلك؟
قلت: المقصود بالنفايات المشعة المواد المشعة المفتوحة المتبقية بعد الاستخدام في كافة المجالات والأغراض وكذلك حيوانات التجارب التي أدخلت إليها كميات من المواد المشعة وكذلك بول وبراز الأشخاص الذين حقنوا بالمواد المشعة. وكذلك الأجسام الملوثة مثل المحاقن والقفازات والعبوات الفارغة وكذلك المصادر المشعة التي توقف استعمالها لسبب أو آخر.
قال: معنى ذلك أنه يوجد إدارة لتلك النفايات ومقابر خاصة بتلك النفايات؟
قلت: الله أعلم إذا كان هناك إدارة وطنية للنفايات. لكن المفروض أن تجمع تلك النفايات في أوعية خاصة بذلك وتخزن حتى يتم التخلص منها بطرق مختلفة، منها إعادتها للجهة المنتجة أو تسليمها للمختصين بإدارة النفايات المشعة إذا كان لها وجود. ويتم تخزين تلك النفايات المشعة سواء انتظارا لاضمحلال النشاط الإشعاعي أو تمهيداً للتخلص منها طبقا لطرق التخزين الخاص بالمواد المشعة وذلك في مخازن تتوفر فيها نفس متطلبات تخزين المواد المشعة (تسمى مقابر المواد المشعة) والتي يجب أن يتوفر لها نوع من الثبات المستقبلي بحيث لا يتأثر من وجودها سريان المياه الجوفية.
قال: تعني يوجد لدينا مقابر للمواد المشعة
قلت: أرجو ذلك كما أرجو أن يدرك جميع من يتعامل مع تلك المواد المشعة في بلادنا سواء كانت جهات علمية أو بحثية أو صناعية أو زراعية خطورة النفايات المشعة وان يتعاملوا معها بوعي كامل بحيث لا يكون هناك مجال لتلوث بيئاتنا ومياهنا وتعرض البعض منا لأخطار التعرض لتلك النفايات المشعة. والمهم يمنع منعا باتا تصريف تلك المواد للصرف الصحي خاصة المواد المشعة غير الذائبة في الماء أو تصريف المواد المشعة العضوية التي لا تذوب في الماء. وأكرر يمنع ذلك منعا باتا.
قال: هل هناك مرجع يمكن الرجوع إليه للتزود بالمعلومات بخصوص هذا الموضوع.
قلت: المصادر كثيرة منها سلسلة من النشرات المتخصصة أصدرتها اللجنة الدائمة للوقاية من الإشعاعات بجامعة الملك سعود وكذلك مجموعة من النشرات أصدرها معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
قال: هل من اقتراح أو كلمة أخيرة تود قولها
قلت: ما أود قوله إنه يجب أن نخطط للطاقة الذرية في بلادنا ونسرع بوضع قوانين ملزمة لجميع من يتعامل مع الإشعاعات والمواد المشعة. وبودي أن أرى بلادنا الحبيبة بها هيئة للطاقة الذرية على غرار مثيلاتها في الدول الأخرى تتولى جميع الأمور الخاصة بالطاقة الذرية يكون لها دعم لا محدود، لنصبح دولة متقدمة إن شاء الله نستخدم الذرة في جميع الأمور السلمية، نستخدمها بوعي وإدراك بما يكفل سلامة وطننا ومواطنينا. وأرجو أن يلقى هذا الاقتراح القبول من قبل المسؤولين في بلادنا. لأن مقياس تقدم الأمم يقاس بتطورها التكنولوجي والذري.
قال: لكن تلك الأمور تتولاها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ولا داعي لهيئة للطاقة الذرية.
قلت: مدينة الملك عبدالعزيز مثقلة بأمور كثيرة. فأصبحت تتولى رعاية كل أمر جديد لا يوجد من يرعاه ويتولاه. الإنترنت قالوا تتولاها المدينة، الرصد الزلزالي قالوا تتولاه المدينة، قالوا ننشئ مراكز بحوث قالوا تتولاها المدينة. لا أقول إلا الله في عون المدينة والقائمين عليها والعاملين فيها. والخوف أن كل هذه المواليد الجديدة ستعجز وتصاب بالكهولة وذلك لأن كل من تلك الهيئات سواء هيئة الطاقة الذرية أو أي معهد من معاهد البحوث تحتاج إلى دعم ربما أكثر من الدعم التي تتلقاه المدينة بأسرها.
قال: هل من كلمة لمن يتعامل مع المواد المشعة
قلت: بودي أن أُذكر بعض من يتعامل مع المواد المشعة ببعض الأمور البسيطة لكنها في غاية الأهمية، وعلى سبيل المثال عليهم أن يتذكروا دائما ما يلي: كلما قلل الشخص من فترة العمل بالمواد المشعة وازدادت المسافة بينك وبينها واستخدمت الحواجز الواقية المناسبة قل تعرضك للإشعاع. ولا تنسى استعمال أدوات النقل والتداول المناسبة ولا تنقل وتتداول المواد المشعة باليد مباشرة. كما يجب أن تضع علامات التحذير المناسبة على الأوعية الحاوية للمواد المشعة واحفظها داخل حواجز واقية مناسبة ملائمة. كذلك تذكر أنه يجب ألا تدخن أو تتناول أي أطعمة أثناء عملك بالمواد المشعة، كما يجب أن ترتدي الملابس المناسبة وتستخدم الأدوات اللازمة وأجهزة الإنذار والقياس الإشعاعي المناسبة في جميع مراحل عملك. وأخيرا إذا كان لك معمل فتذكر غلقه جيدا في حالة عدم استخدامه وأنه غير مسموح بدخول الأفراد غير العاملين فيه.
قال: لنفرض أن أحد الأشخاص تلوث إشعاعيا فماذا يفعل؟
قلت: إذا حدث ذلك فما عليه إلا أن يجري له إسعافات أولية دقيقة تهدف إلى منع دخول المادة المشعة إلى الجسم. فإذا لوثت المادة المشعة جزءا معينا خارجيا من الجسم فيجب إزالة تلك المادة من على ذلك الجزء فقط فورا وأكرر فوا وذلك بغسله جيدا بالماء الدافئ والصابون بحيث لا يصل الماء والصابون إلى أجزاء أخرى فيلوثها.
ولضمان إزالة المادة المشعة يجب استعمال جهاز الكشف عن التلوث.
قال: هذا بالنسبة للتلوث الخارجي لكن ماذا عن التلوث الداخلي؟
قلت: لما كان وصول المادة المشعة إلى داخل الجهاز الهضمي للإنسان أو تسربها إلى دمه يمثل خطورة بالغة على حياة الإنسان فإنه يجب تفريغ المعدة من محتوياتها باستعمال وسيلة غسيل المعدة. وهذا الإجراء لمنع امتصاص المادة المشعة من الجسم للدم.
قال: وعلى طريقة الإعلاميين هل من قول أخير؟
قلت: بودي أن أرى الأمة العربية والإسلامية تدخل بقوة في هذا المجال ويتعاونون مع بعضهم البعض. وعلى سبيل المثال تدرب بعض الدول الإسلامية قوى بشرية عاملة من دول إسلامية أخرى ليكونوا قوة واحدة مستقبلا يعمل لها ألف حساب بدلا من تشتتهم وضعفهم الظاهر، حيث أصبحوا مثل الغريق يتلمسون التعلق بأي شيء للنجاة من الغرق.
aazk09@gmail.com