فرحت بحديث أستاذنا الشيخ المحقق والعالم الحبيب إلى النفس الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ودفاعه عن الدكتور غازي القصيبي، وقلت في نفسي: لو كنت أعلم هذا الأمر لأستكثرت من مناكفة الشاعر الدكتور غازي القصيبي حتى نكسب مثل هذه الأحاديث والمداخلات العذبة من أستاذنا أبي عبدالرحمن بن عقيل، فأنا ممن يشتاقون إلى حديثه، خاصة وأنه رجل موسوعي، ولكني كرهت أنه مال كل الميل للدفاع عن الدكتور غازي القصيبي، وجعلني في موقف الجاني، ولم أستطع تفسير ذلك من شيخنا أبي عبدالرحمن بن عقيل!!
|
أهو حب في القصيبي وغيرة على شعره حتى من مداعبات عابرة!!، أم هو حمية أدبية ونصرة لشاعر من ربيعة على فقير من مضر؟!
|
وقلت في نفسي ليت شعري هل يعلم أبو عبدالرحمن مقدار حبي وتقديري واعتزازي لشاعرية أخي الدكتور غازي القصيبي حتى أنني أحفظ من شعره أكثر مما يحفظ هو، وقد عشنا سنوات نستعذب تدفق شعره ونستطيبه ونتلذذ به، ولهذا يا أبا عبدالرحمن إنما كان حديثي حديث المحب المداعب، وقد استغربت من هذا التصدي منك وأنت رجل فذ وناقد موضوعي اللهم إلا أن تكون قد أخذت بظاهر حديثي عنه ولم تلتفت إلى بواطنه!! فأنا عندما كتبت تعليقي على قصيدة الدكتور غازي جعلتها مداخلة أخوية، وأعتقد أنه استقبلها بروح رياضية، ولكن الأخ الأديب حمد القاضي - عفا الله عنه - أشعل فتنة وأوقد نارا وكان مثلك مدافعا عن الدكتور القصيبي، مع أنني ما قلت فيه إلا حقا، حتى أسرف على نفسه فأنكر حديثي عن الدكتور غازي القصيبي وأنه غزل صريح فقال: (إنها مجرد رحلة على جناح الحرف سافر عبرها الشاعر إلى ربيع شبابه عندما سكن القاهرة وأنه كان يتذكر ولا يتغزل ويتحدث ولا يتشوق ولا ضير في ذلك.
|
وقد عتبت عليه وأعترف أن ردي ربما كان قاسيا، ولكنها كانت في إطار المداعبة حين قلت له: إنه رجل قد وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا.
|
وجاءت الأخت حميدة الخالدي لتسير على منهج الأخ حمد القاضي نفسه وقالت: (إنه إنما صور لنا رؤى بصرية لجمال الطبيعة وتلك المليحات)، وعندما رجعت إلى حديثي عن قصيدة الدكتور القصيبي لاحظت أن حديثي كان عابرا وكلماتي تعبر عن استلطاف للقصيدة ومداعبة أخوية للشاعر عندما قلت أخاطب القاهرة:
|
|
أتى يشكو البعاد ابن القُصيبي
|
|
|
|
|
ولكن في التغزل مثل (قبّاني وسندي)
|
|
|
|
|
وكنت أعطيه حقه وأعبر عن مدى إعجابي بشعره عندما قلت صراحة:
|
قصيبي كله فيض بحس |
رقيق دافق عذب المصب |
فلم أشعر بأي حرج فيما قلت، ولم أكن أتوقع ذلك الدفاع غير المبرر، وقلت للأخ الأستاذ حمد القاضي: (لا تحمل نفسك مسؤولية الدفاع والشهادة في هذه الأشهر الحرم حتى دافعت عن نيته فيما كتبه والله يا صاحبي هو أعلم بالنيات)، وقلت لم أجد في القصيدة شيئا من الغزل.
|
|
والدكتور القصيبي منذ أيام علاقتنا الأولى يحب الحوار والمناكفة الشعرية ونتحمله جميعا، وأكثر من تصدى له الأخ الحبيب الشاعر الدكتور أسامة عبدالرحمن عندما تبادل غمزات من هنا وهناك ومنها المساجلة اللطيفة التي قالها يوم تعيين الدكتور غازي رئيسا للسكة الحديد، فكتب د. أسامة يقول:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
فرد عليه الدكتور غازي بقصيدة جميلة يقول فيها:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وخذ يا صاحبي الخبر الأكيد
|
|
|
|
|
|
|
وسار الأمر على هذا النحو ومن يحاول تبرئة الدكتور غازي من الغزل وحب الغزل فأحسب أنه إنما يظلمه ولا يدافع عنه، فهو شاعر غزلي حتى الثمالة ومن يراجع دواوين شعره يعلم مقدار ولعه بهذا اللون من ألوان الشعر، حتى يبدو بعضه وكأنه واقع أو حقيقة أو تصوير لمرحلة من مراحل عمره، فلماذا هذا العتب يا أبا عبدالرحمن حتى طفت بنا في طوق الحمامة وفي مداخلات ابن حزم رحمه الله، وحتى حسبت أن تدخله في رياض الصالحين.
|
وأنا يا أبا عبدالرحمن من الذين يقدرون الدكتور غازي لإنسانيته وأدبه، وأشهد بإيمانه وتقواه وصبره على كثير من النقد القاسي الذي وجه إليه حتى أن بعضهم اتهمه في دينه، ويعلم الله أنني كنت أدافع عنه لأنني أعلم بصدق الرجل وإخلاصه وإن كان ليس له ميول في الحديث عن الدين ولا عن السيرة، ولكنه رجل مؤمن صادق الإيمان، ولا أزكيه على الله، وقد رددت على كثير ممن اتهموه، وحدث ذات مرة أن وجه أحد الرجال المحسوبين على العمل الدعوي التهمة إلى الدكتور غازي وأنه لا يصلي وظللت أدافع عنه لأنني أعلم بصدق من هو غازي القصيبي وأخيرا جاءني هذا الرجل يتأسف بعد عام واحد وذكر لي أنه يأسف على ما وجهه إلى الدكتور غازي فقد اجتمع معه في صالة من صالات وزارة الدفاع وكان الاجتماع بخصوص العلاقات اليمنية السعودية وظل الاجتماع يتواصل ويقول خرجت خلال الاجتماع لأبحث عن غرفة لأصلي فيها وفتحت الباب وفوجئت بالدكتور غازي واقفاً يصلي فقد انسحب من الاجتماع وخشي أن تفوته الصلاة فدخل في تلك الغرفة ليصلي وقال: خجلت من نفسي وشعرت بأنني ظلمت الرجل وأخذت أردد: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، فقلت له اذهب واعتذر إليه واستسمح منه لأنك في هذه الحالة قد بهته ولم تغتبه فقط.
|
وهذا لون من ألوان الدفاع الذي كنت أدافع فيه عن الدكتور غازي القصيبي، فأنا لا أتهمه في دينه ولا في أمانته ولا في تقواه بل أشعر أنه رجل يستحق التقدير ولكني أعتب عليه وأداعبه في بعض غزله بعد أن بلغ من العمر عتياً، وأنا عندما أتحدث عن غزله أتحدث عنه من باب المعجب من ناحية والغيور من ناحية أخرى لأنني لا أستطيع أن أقول مثل ما يقول لا شعرا ولا نثرا ولكن الدعوة التي دعوتها للدكتور غازي هي أن يتوب كما تاب عمر بن أبي ربيعة، وكما تاب شعراء شغفوا بالغزل ثم عزفوا عنه وقالوا قصائد سجلت على مدى التاريخ لمواقفهم هذه، وعندما ننظر فيما كان يقوله عمر بن أبي ربيعة في الحرم من شعر في الحاجات والمعتمرات وقد بلغ عدد من قال فيهن شعرا بلغ حد العشق أكثر من خمسين اسما، وقد كان العرب يتناقلونه، وكل امرأة كانت تفخر بما يقال عنها، ثم تاب بعد قوله قصيدة رائعة وهو في الحرم يرد فيها على وليدته:
|
تقول وليدتي لما رأتني |
طربت وكنت قد أقصرت حينا |
أراك اليوم قد أحدثت شوقا |
وهاج لك الهوى داء دفينا |
وكنت زعمت أنك ذو عزاء |
إذا ما شئت فارقت القرينا |
بربك هل أتاك لها رسول |
فشاقت أم لقيت لها خدينا |
فقلت شكا إلي أخ محب |
كبعض زماننا إذ تعلمينا |
فقص علي ما يلقى بهند |
فذكر بعض ما كنا نسينا |
وذو الشوق القديم وإن تعزى |
مشوق حين يلقى العاشقينا |
وكم من خلة أعرضت عنها |
لغير قلى وكنت بها ضنينا |
أردت بعادها فصددت عنها |
ولو جن الفؤاد بها جنونا |
ثم قال لجاريته: أحصيها ثم دعا تسعة من رقيقه فأعتقهم، لكل بيت من القصيدة واحدا.
|
وما كنت لأعتب عليك يا أبا عبدالرحمن، لولا شعوري ببعض التحيز، وقد كنت أحسب أنك سوف تقف معي ولا تقف ضدي، ولكني شعرت فيها ببعض من الغمز واللمز هنا وهناك فقلت فلأكتب إلى الصديق والعالم أبي عبدالرحمن لأعتب عليه فقد كنت أتوقع أن تقف معي ولا تقف ضدي، فقد شربت أقلامنا من دواة رجل واحد، اشتركنا في حبه واحترامه وتقديره وهو أستاذنا الشيخ أبو تراب الظاهري - رحمه الله - وكأني بذلك وقد صار رحما وإخوة في الرضاع من حبر واحد ومن دواة واحدة، وشربنا من كأس واحدة لبنا سائغا للشاربين، وكما قلت إنني إنما هدفت لإشعاره أننا نستمتع بشعره وأدبه وخلقه، ولكن ننكر إسرافه في هذه السن في هذا اللون الذي قاله في صباه يستوجب أن يتوقف وأن ينطلق إلى منطلقات أخرى ولكنه شاعر والشعراء يتبعهم الغاوون، وأتمنى من كل قلبي أن يخرج إلى فئة الشعراء الذين استثناهم رب العزة فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
|
|
ومما أسرني وأعجبني قصيدة الدكتور غازي القصيبي وكأنها كانت وقفة استغفار ووقفة خشوع عندما زار المدينة المنورة وقال قصيدته التي يقول فيها:
|
فلك الثنيات فاذكر مطلع القمر |
واخشع مع الألق الطافي على الذكر |
في يوم مولده أو يوم بعثته |
أو يوم هجرته ما شئت من عبر |
في سيرة لم ير التاريخ توأمها |
برغم ما أبصرت عيناه من سير |
تلا الرسول كتاب الله فالتفتت |
دنياً بأكملها تصغي إلى السور |
بطيبة الطيب أرسى الحق دولته |
فالكون في موعد ثرٍ مع القدر |
وجنّد الكفر ما للكفر من عدد |
فخر في قاع بدر دونما أثر |
كتائب الله ترعاها ملائكة |
تسير ما بين منصور ومنتصر |
واليوم نحن غثاء السيل ما كذبت |
مقولة نقلت عن صادق الخبر |
فيا أبا القاسم المختار يملؤني |
حب يجل عن التصوير والصور |
إن كنت قصّرت في مدحي فمعذرتي |
أني رُزقت حروفاً لسنَ من دُرر |
لو استطعت كتبت الشعر متشحاً |
ضوء الشموس يحيي أعظم البشر |
إذا رأيت خطاياي التي احتشدت |
أوشكت أهلك من خوفي ومن حذري |
حيناً وأذكر عفو الله تشفع لي |
ستون عاماً من الإيمان ذا عمري |
فيا أبا لقاسم المختار يملؤني |
حب يجل عن التصوير والصور |
صلى عليك إله الكون ما ابتسمت |
شمس وما أجهش الباكون في السحر |
ونلاحظ هنا هذه الأبيات الرائعة وهذه التعابير التي يشعر كل من يقرأها بأن الدكتور يقدم لوحات جديدة ويذكر بملاحم عظمى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ويعرب عن عجزه في مجاراة تلك الروائع مع أن قصيدته هذه رائعة من الروائع.
|
|
فيا أبا عبدالرحمن لا تقسو على فقير من مضر وتحنن علينا كما تحننت على صديقك الدكتور غازي القصيبي، وأنت تعلم أنك أنت شخصيا ممن استعذب ولا يزال يستعذب هذا اللون من الشعر، وبكل من ينشده أو يغنيه، وكلنا نستمتع به، والعارف لا يعرف كما يقولون، خاصة أيام الشاعر الراحل نزار قباني ومن صدح بقصائده حتى استعذبناها ومن كتبها ومن رواها ومن غناها، ولكن آن الأوان لتوبة، وآن أوان الرجوع، ثم لا بأس أن نذكر بعضنا البعض بمثل هذه المواقف في مثل هذه السنوات من خريف العمر.
|
وقد قرأت نقدك لجوانب من محاولتي الشعرية في الوزن وتحدثت أن تفعلن ويفعلن، وأنا يا أبا عبدالرحمن لست بنحوي يُعصم لسانه، ولا سليقي أقول فأُعرب، ولست عروضياً يقيم أوزانه، ولكني جيولوجي أقول فأُعْذَرُ.
|
|
وليست هذه الدعوة وقفا على عمر بن أبي ربيعة، فهذا بيرم التونسي الذي ما ترك شعرا في الغزل إلا قاله بالفصيح وبالعامي وباللهجة المصرية، ولكنه في نهاية الأمر تبتل ذلك التبتل الذي جاء في قصائده الرائعة بعد ذلك، عندما كتب (القلب يعشق كل جميل) ودعنا نراجع معك بعض هذه الأبيات الرائعة لبيرم التونسي، حتى تحس فيها بأن الرجل عاد عن كل تلك اللمحات الغزلية المرحة إلى توبة نصوح وكلام يشعر الإنسان معه وكأنه يرتعش أمام بعض الأبيات عندما يتحدث عن وصوله إلى مكة المكرمة وذهابه إلى جبل النور، وإلى رحاب الكعبة الشريفة، ثم عندما يرحل ويلتقي هناك في المسجد النبوي الشريف بتلك اللمحات الطاهرة ويقول في مطلعها:
|
القلب يعشق كل جميل |
وياما شفت جمال يا عين |
واللي صدق في الحب قليل |
وإن دام يدوم يوم ولايومين |
ثم في أبيات أخرى يشهد بوحدة المولى وهدايته له وكيف اهتدى وتاب:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ثم يتحدث عن دخوله مكة المكرمة والبيت العتيق:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وفي أبيات أخرى يصف زيارته للمسجد النبوي الشريف:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وجاءت هذه القصيدة بعد أن قال الكثير والكثير من غزلياته، وقد تاب حتى بلغ به الأمر أن بنى مسجدا سمي باسمه، وظل هذا المسجد حتى يومنا هذا يعرف بمسجد بيرم التونسي.
|
ثم فلنعرج على صاحب البردة البوصيري وكيف تغزل وترنم وهو رجل لم يكن متوافقا مع عصره ولا مع أهله، وكان شديد الهجاء، ولكن لأهداف نبيلة، ولو رجعنا إلى بعض أبياته وكيف يشعر فيها بأهمية العودة إلى كبح النفس فهو يقول:
|
إني اتهمت نصيع الشيب في عذل |
والشيب أبعد في نصح عن التهم |
فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت |
من جهلها بنذير الشيب والهرم |
والنفس كالطفل إن تهمله شب |
على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم |
ثم نراه في هذه القصيدة البردة التي جاءت توبة عن كل خطاياه وهو يتكلم بلغة التائب والآيب والراجع إلى رحاب الله مستشفعا بمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اخترت بعضا من أبياتها بصورة متفرقة للتعبير عن عظم أمر هذه القصيدة العصماء:
|
فاق النبيين في خلق وفي خلق |
ولم يدانوه في علم ولا كرم |
وكلهم من رسول الله ملتمس |
غرفا من البحر أو رشفا من الديم |
دع ما ادعته النصارى في نبيهم |
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم |
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف |
وانسب إلى قدره ما شئت من عظم |
فإن فضل رسول الله ليس له |
حد فيعرب عنه ناطق بفم |
فمبلغ العلم فيه أنه بشر |
وأنه خير خلق الله كلهم |
سريت من حرم ليلا إلى حرم |
كما سرى البدر في داج من الظلم |
فإن لي ذمة منه بتسميتي |
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم |
يا نفس لا تقنطي من زلة عظمت |
إن الكبائر في الغفران كاللمم |
لعل رحمة ربي حين يقسمها |
تأتي على حسب العصيان في القسم |
ولنعرج على صاحبنا وصاحبك عبدالعزيز خوجة الذي شرق وغرب في قصائده الغزلية ولم يترك القوقاز ولا الترك ولا المغاربة حتى حط رحاله في لبنان فكانت تلك القصائد الرائعة ولكنه عاد فقدم قصيدة جميلة (في حضرة النور) كفرت عن كثير من سابقاتها وهو يعارض بها البردة عندما قال فيها:
|
اليوم أحمل وزرا لا أطيق به |
كالطود ناءت به كواهل الأطم |
فالنفس تصبو وتنساني وتمخر في |
بحر الهوى دونما خوف من التهم |
لعل حب رسول الله يشفع لي |
في النائبات وخوف الله في ندم |
فالله يعلم لم أشرك بوحدته |
والله يمحو بنور أحمد ظلمي |
يا خير ملتجئ في الأرض نأمله |
يوم القيامة أيضا خير معتصم |
يا أحسن الناس في خلق وفي خُلق |
وأرحم الناس في خصم وفي حكم |
ثم قصيدته التي سماها لو أنهم جاؤوك:
|
|
ما شدوا رحالهم إلى جهة ضياع
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
هب لي منك منأى عن غوايتها
|
|
|
خذني إليك ومدني بسلام روحك
|
|
|
|
|
|
فأنا أشعر بتحية خاصة للدكتور عبدالعزيز خوجة على هذه الأبيات الرائعة التي ختم بها مراحل من شعره الذي قاله في صبواته أو شبابه فيا أبا عبدالرحمن لا تلمني إذا طلبت منه الرجوع أو التوقف على الأقل أو الخشوع فإني إنما كنت أدعوه إلى خير وكنت أحسب أنك أول من يعينني على ذلك واستغربت أن تطوف بنا بكل هذه المعالجات لتلقي الضوء على أن ما قلته أنا عن الدكتور غازي القصيبي وكأنه تجن عليه وأنا ما قصدت التجني وإنما هي الدعابة.
|
وقد اعتذرت علنا لأخي الدكتور غازي القصيبي، وبعثت له بكلمات قلت فيها إن عذري في حديثي ربما كان في بعدي عن الشعر ولكن النية مطية كما يقولون وقلت يومها:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وأرجو في ختام حديثي أن أؤكد حبي واحترامي وتقديري لك وفرحي بمداخلتك أيها الدكتور بلا دكتوراه كما قال الشيخ الأديب محمد حسين زيدان يوم تكريمك وأنك قد فقت أصحاب الشهادات، تعلم منك الصغار وحتى الكبار ورحم الله أستاذنا الشيخ أبا تراب عندما قال فيك:
|
|
|
وأتي بالجياد نقبا نقبا ونحتا
|
|
|
|
أشرب الحزم فيه حب ابن حزم
|
|
|
|
وتحية لشاعرنا الدكتور غازي القصيبي، وللصديق المحرِّش حمد القاضي وأؤكد أنني إنما رغبت كعوائدنا السابقة أن نتبادل الدعابة والعتاب والا كما يقول الإخوة في السودان (اللي في القلب في القلب)، وأرجو أن تعلم أيها الأستاذ الحبيب أن هذا إنما كان دفاعاً عما شعرت به من غبن، وإن اكتفيتم اكتفينا والا فكما يقول جماعة الشاعر جورج جرداق (الحبل على الجرار) هذا الشاعر الذي رفعته سيدة الغناء أكثر مما رفعها وهو ممن يعجبني شعره بل وحتى نثره.
|
|
|
|
|
|
وتقبلوا تحياتي واعتزازي وتقديري وإن عدتم عدنا.
|
|