شكراً أمانة مدينة الرياض.. على كل اللمسات الجمالية التي تضيفها الأيدي المخلصة على ميادينها.. وشوارعها.. وأرصفتها.. ومتنزهاتها، وهذه الرعاية التجميلية المستدامة لمربعات ورودها وخضارها.
شكراً لهذه الأيدي التي تحاول وتنجح كي تخفف عن قلوبنا قساوة الصحراء... وهجمات الرمال، التي كانت عنيفة وقاسية في الآونة الأخيرة. ومن وجهة نظر إدارية أن الشخص المناسب في المكان المناسب حين ننظر على وجه التحديد إلى الميادين التي بدأت تتوسط عناوين مدينة الرياض الجغرافية، لتكون بديلاً (للدواوير) خاصة وأن كلمة ميدان فيها من المعنى الشيء الكثير فهي إضافة إلى استلهام معنى العزة والكبرياء.. والفروسية، فإنها تعطي معنى جمالياً يتماشى مع الجهود الطيبة الجميلة التي تبذل على مدار الساعة تحت إشراف مخلص محب من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض.. ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز يحفظهما الله، وقد لفت نظري هذه الأسماء التي تطلق على تلك الميادين، التي تتمثل في العواصم العربية ما يبعث على اللحمة والأخوة والتذكير دائماً بوحدة الأرض والمصير، لتكتمل الوحدة الحقيقية المتمثلة في العقيدة واللغة والتاريخ، وهو ما نلمسه ونقرؤه في المفردات التي تتكون منها مواقف مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- والذي تتجسد في مبادراته كل معاني الوحدة والأخوة والإخاء.
هذه تبعث فينا الزهو والفخر، وتذكرنا دائماً بأننا جزء من هذه الأمة، وأن ترابنا جزء من تراب الوطن العربي الكبير، وهو إحساس جيد تتربى عليه الأجيال.
ومع ذلك فإن من حقنا على أنفسنا أن نرى أسماء مدننا وأعلامنا على مثل هذه الأماكن ليستشعر المواطن والمقيم والزائر أنه فعلاً على واقع أرض الرياض اسما ومسمى..
زرنا معظم العواصم العربية والعالمية، لم نجد اسم الرياض أو مكة المكرمة، أو المدينة المنورة على ميدان رئيسي في أي منها.. نعم هناك شوارع أو ضواح ربما أطلقت عليها أسماء هذه المدن، وبخاصة مكة والمدينة كونهما مدينتين ترتبط بهما قلوب العرب والمسلمين كمكانين مقدسين أكثر من كونهما مدينتين سعوديتين.
فلماذا.. إذاً لا نطلق على أكبر ميدان في الرياض والذي يتوسط قلبها اسم العاصمة نفسها.. ويكون باسم ميدان الرياض، وهي إحدى العواصم العربية التي لها الحق بل الأولوية في هذه التسمية؟! فإذا كنا نحب الإيثار، ونقدم عواصم أشقائنا على عاصمتنا، فلنطلق أسماء تلك العواصم ليس على أكبر وأوسع ميدان يتربع في قلب الرياض، دفعاً للوهم واللبس على الأقل، فلا يظن المرء أنه من حيث لا يدري وصل إلى القاهرة بينما هو في الواقع في مربع الوشم.. وتاليتها؟!!