الجزيرة – الرياض:
نتيجة للقلق والخوف اللذين أثارهما مؤخراً نشر معلومات عن نعناع المدينة المنورة وعن احتمالات تسببه في الإصابة بالسرطان، فلقد أصدر مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بياناً تفصيلياً يوضح فيه كل الحقائق. وفيما يلي نص البيان:
- (حسب المعلومات المتوفرة، فإن هناك أنواعاً متعددة للنعناع تصل إلى تسعة عشر نوعاً، من أشهرها (نعناع الحقول Mentha Arvensis)، (نعناع الماء Mentha Aqualica)، (نعناع بوليو Mentha Pulegium)، (النعناع المستدير Mentha Rotundfiolia)، (والنعناع الفلفلي Mentha Piperita)، (نعناع الظفيرة Mentha Longifolia)، وهذا النوع الأخير يعرف محلياً بالنعناع البري أو الحبق. ويجب التنويه إلى أن هذه الأسماء قد تختلف محلياً من منطقة إلى أخرى ومن الأفضل الأخذ بالاسم العلمي لها.
النوعان الأخيران من النعناع هما من أكثر الأنواع شهرة في المملكة العربية السعودية، حسب المعلومات المتوفرة. وينمو الحبق بشكل طبيعي في وديان الطائف والباحة وعسير، وتشتهر بزراعته المدينة المنورة، ويستخدم استخدامات كثيرة منها إضافته إلى الأطعمة للحصول على نكهته المميزة، كما يستخدم كمطهر للمعدة وطارد للغازات ومهدئ للأعصاب.
وتحتوي فصيلة النعناع على زيت عطري طيار يشتمل على عدة مركبات منها مركب (المنثول Menthol) و(البوليجون Pulegone) الذي تتفاوت كمية وجوده من نوع إلى آخر. ففي بعض الأنواع يوجد بكمية كبيرة وفي أنواع أخرى يوجد بكمية قليلة، كما تتفاوت نسبة تركيز هذه المادة في النوع نفسه وفقاً للمنطقة الجغرافية وموسم الزراعة، في حين لم يتم التمكن من تحديد كمياتها في بعض الأنواع أو المناطق الجغرافية.
واستناداً إلى الأبحاث المنشورة حتى اليوم، فإن مركب البوليجون قد يسبب تسمماً كبدياً إذا أخذ بجرعات عالية جداً، تصل إلى 0.44 مغم/كجم ولمدة طويلة تصل إلى 90 يوماً، وهذه الكمية تعادل عشرة آلاف ضعف الجرعات العادية عند استخدامه كمادة منكّهة. ولا توجد أي معلومات أو تقارير تشير إلى أن مركب البوليجون قد يسبب مرض السرطان في الإنسان أو الحيوان على حد سواء. ومن جهة أخرى، فإن منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر عام 2000م بخصوص المواد المضافة للطعام، أوضحت أن مركب البوليجون آمن إذا استخدم في الجرعات الاعتيادية المصرح بها.
أما فيما يتعلق بما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة مؤخراً عن العلاقة بين النعناع المديني (الحبق) ومرض السرطان، فإن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وبعد دراسة مستفيضة لجوانب الموضوع العلمية المختلفة من قِبل لجنة استشارية شكلها الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي، يود أن يؤكد ما يلي:
أولاً: إن البحث المنشور في (مجلة التخصصي) العدد 13 الصادر في المحرم 1430هـ (يناير 2009م) ليس بحثاً، ولكنه تحليل معملي نوعي غير كمي لخلاصة أوراق أحد أنواع النعناع المديني (الحبق)، حيث تم الكشف عن وجود مادة البوليجون ومادة المنثول. ووجود هاتين المادتين لا يعني أن تركيزهما مرتفع، إذ لم يجر تحديد كمياتهما. كما أن الكميات العالية لا توجد إلا في الزيت العطري والذي يعد مركزاً بالنسبة لأوراق النعناع بمئة مرة أو أكثر حسب نوع النعناع.
ثانياً: إن ما نُشر لا يعبر عن أي استنتاجات طبية أو بحثية من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ولا يمت بصلة لأي أبحاث قام بها المستشفى، فهذا النوع من الأبحاث ليس مدرجاً في البرامج الرسمية لأبحاث المستشفى.
ثالثاً: لا توجد أي أبحاث علمية منشورة في مجلات علمية محكمة تبين وجود علاقة بين النعناع المديني (الحبق) ومرض السرطان، كما أنه لم تجر أي دراسة علمية في المستشفى على هذا الموضوع.
رابعاً: لا يوجد دليل علمي على تسبب النعناع المديني (الحبق) بالتسمم الكبدي إذا أخذ بجرعاته العادية كمادة منكّهة للطعام أو الشراب، كما أن التقارير العلمية المنشورة التي تشير إلى احتمالية تسببه بالتسمم الكبدي، هي بجرعات عالية جداً تعادل عشرة آلاف ضعف الجرعات المستخدمة يومياً ولمدة طويلة تصل إلى 90 يوماً.