الجزيرة - بندر الرشودي:
أكد معالي نائب وزير التربية والتعليم الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، عضو المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على وقوف المملكة العربية السعودية الدائم والداعم لكل جهد من شأنه تحقيق رسالة (يونيسكو) السامية.
واستعرض معاليه في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء في الدورة (181) للمجلس التنفيذي لل(يونيسكو) في باريس جملة من المواقف والتوجهات التي تقدم للعالم النموذج الخاص للمملكة بداية من مشاركاتها في المحافل الدولية كافة، مروراً بمساهماتها الخيرية المنوعة، والوفاء بالتزاماتها الأخلاقية الثابتة تجاه المواثيق والعهود الدولية الصادرة عن (يونيسكو) منذ انضمامها لها عام 1945م ، وصولاً لدعمها الجهود الدولية الرامية لمواجهة أشكال الإقصاء والتطرف في العالم بكل الطرائق الممكنة، وفي مقدمتها (الحوار) بوصفه أحد أهم موجهات الألفية الجديدة، مشيراً إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات كواحدة من صيغ المبادرات السعودية، موضحاً امتداد مبادرات المملكة لمساعدة فقراء العالم والمعوزين، ومن ذلك دعم خادم الحرمين الشريفين برنامج الغذاء العالمي بمبلغ (500) مليون دولار؛ وتبرعه بإنشاء صندوق لتمويل الأبحاث والدراسات للتغير المناخي والبيئة بقيمة (300) مليون دولار خلال مؤتمر أوبك الذي استضافته الرياض أواخر عام 2007، علاوة على العديد من المبادرات وصيغ التعاون الاقتصادية التي قدمتها المملكة في المحافل الدولية كمشاركتها في اجتماع مجموعة العشرين في فبراير الماضي وما نتج عنه من قرارات..
مشيراً إلى تقدير المنظمات الدولية التي منحت خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - جائزة البطل العالمي لمكافحة الجوع عام 2008م.
وشدد ابن معمر على أن المملكة العربية السعودية خصصت 4 بالمائة من دخلها الوطني للمساعدات وتقديم المنح التى تذهب للعديد من الدول الشقيقة والصديقة؛ وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المستهدفة من الأمم المتحدة تتمسك بثوابتها رغم ما يطرأ من مستجدات. وأعلن معاليه عن تقدير المملكة العربية السعودية لجهود منظمة (يونيسكو) الرائدة للحد من تبعات التحديات الخطرة على التنمية الإنسانية، والتي ظهرت جلية في وثائق الدورة الحادية والثمانين بعد المائة، سيما البنود:
(4 -5 - 6) والبند (18)، حيث تتضح مبادرات (يونيسكو) التاريخية لإشاعة ثقافة السلام، ووقوفها ضد محترفي الحروب والنزاعات العرقية، وجهودها المبذولة؛ لاستنهاض الهمم؛ وتخصيص موازنات للإنتاج والتنمية وصون مظاهر الحضارة، والمساهمة في إنقاذ الأرواح البريئة التي تتعرض للبطش والتقتيل بلا ذنب كما حصل في العدوان على قطاع غزة بفلسطين المحتلة في ديسمبر 2008م..
وثمن معاليه حجم الجهد المبذول في برامج المنظمة الرئيسة كافة، مشيراً بشكل خاص إلى عزم المنظمة التحضير للاحتفال بالسنة الدولية للتقارب بين الحضارات؛ وأعرب عن دعم المملكة العربية السعودية لتنفيذ القرارات ذات الصلة بإسهام (يونيسكو) في صون التراث لمدينة القدس القديمة، ومنحدر باب المغاربة، وأوضاع التعليم في العراق، ومبادرات حقوق الإنسان، كما أعلن تأييد المملكة عن تقرير المدير العام عن استراتيجية دور اللغات في تحقيق أهداف التعليم للجميع في سياق التنمية المستدامة. وأكد معاليه على أن القضايا الملحة التي يواجهها العالم في مواضيع التغير المناخي والأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية، تتطلب تعاون المجتمع الدولي لإيجاد حلول عادلة تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع، مؤكداً على أهمية التأمل الأخلاقي في قيم مجتمع المعلومات الجديد وتأثيرات الأزمة.
وفي ختام كلمته دعا معالي نائب وزير التربية والتعليم، وعضو المجلس التنفيذي ل(يونيسكو) الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، جميع أعضاء المجلس بالتعاون الجاد تحت مظلة منظمات الأمم المتحدة في سبيل إيجاد مناخات صحية لنشر قيم الحوار والتسامح والاعتدال، وبناء علاقات تعاون وسلام بين الثقافات والشعوب والدول، مشدداً على عدم التوقف عن السعي لجعل عالمنا هذا عالماً غير قابل للاشتعال.. الاشتعال بنيران الاحتقان الديني أو بسبب الاحتباس الحراري أو لهيب الأزمة المالية العالمية.