كان قراراً صائباً واختياراً موفقاً وعملاً أصاب كبد التوفيق، من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتعيين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، فالأمير نايف -كما يشهد على ذلك القاصي والداني- شخصية لها حضور في شتى الجوانب، حيث يتميز بالحكمة والبصيرة، ونفاذ الرأي، والقدرة العالية على التحليل والتفسير ومن ثم اتخاذ القرارات التي تصب بشكل مباشر في مصلحة الوطن والمواطن.
وحقيقة الأمر إن مملكة يتولى زمامها - بعد الله- قائد ملهم بحجم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لا بد وأن تتطلع نحو الأفق البعيد لما فيه خير الوطن والأمة السعودية وتحقيق المزيد من الخير والطمأنينة والرقي على الرغم من الأزمات العالمية التي حمانا رب العزة والجلال من جروحها بفضل منه ثم بحنكة قادة هذا الكيان.
لقد جاء أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز في هذا المنصب تقويماً لجهود هذا القيادي الفذ في كافة المهام والمسؤوليات التي اضطلع بها سموه عبر مسيرته الحافلة، حيث تدرج في مناصب قيادية عديدة أدارها بكل اقتدار وتفوق، فهو رجل متمرس وقيادي مشهود له بالكفاءة والحكمة وبعد النظر ويمتلك بصيرة متقدة ولا شك أن مسؤولياته كنائب ثان لرئيس مجلس الوزراء هي إضافة كبرى إلى مهام جليلة هو قادر -بإذن الله وتوفيقه- على النهوض بها، فرجل أدار دفة الأمن في المملكة لأكثر من ثلاثين عاماً في أوقات عصيبة شهدت موجة إرهاب مقيتة من فئة قليلة ضالة يدل على ما يتمتع به الأمير نايف بن عبدالعزيز من فن إدارة وحسن قيادة وإدارة للأزمات بشتى أنواعها.
لا شك أن قرار خادم الحرمين الشريفين يعكس رغبة صادقة وقوية في استثمار جهود وخبرات سمو وزير الداخلية ونجاحاته المتلاحقة وتوظيفها في خدمة الوطن على كافة المستويات؛ سواء محلياً أو خارجياً، مما يؤكد أن سموه رجل دولة من الطراز الأول.
وقد جمع سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز فوق كل هذا، الصبر اللامتناهي والإصغاء الجميل والوجه البشوش وعدم مقاطعة من يتحدث إليه، بل يستمع، ثم يعلق على الحديث، مفسراً، وموضحاً، وكاشفاً، لدرجة أن حضور مجلسه -لشدة إعجابهم بطريقة سموه في إدارة الحوار- لا يريدون مغادرة المجلس، كونهم ينهلون من معين الحكمة والمعرفة والعلم الوفير.
كما أن محبة المواطن السعودي للأمير نايف بن عبدالعزيز تعكس رصانة فكر ونبل سموه لكل مواطن، فهو ليس بمستغرب عنه وقفاته مع الجميع، فالرجل عودنا على ترتيب أفكاره وعذوبة كلماته، وبالتالي فلسنا بحاجة أن نتحدث عن إنسانية الأمير نايف بن عبدالعزيز الجمة، ولكن تركيز الجميع على الإنجاز الهائل للأمير نايف بن عبدالعزيز بشأن إعمال وترسيخ مفهوم الإعلام الأمني وما كان لهذا المفهوم من أثر فعال وإيجابي وتواصل بين رجل الأمن السعودي والمواطن السعودي.
ولو عرجنا إلى الإنجازات الأمنية التي تحققت في عهد سموه، فقد نجح سموه باقتدار في قيادة سفينة المملكة الأمنية إلى بر السلام في الوقت الذي كانت فيه الفتن والخطوب تعصف بدول العالم، وهذا مرده الوعي الكامل بالمسؤوليات الملقاة على عاتق سموه، والمتمثلة في صون أمن المواطن ودفع الأذى عن الوطن وحماية ما يمكن تسميته ب(الجبهة الداخلية)، حتى شهد القاصي والداني له بأنه صمام أمن وأمان المملكة.
والحقيقة أن الأمير نايف بن عبدالعزيز، فيما يتفرد به، هو استشفاف آمال المواطنين ورغباتهم ومعرفة مطالبهم وطلباتهم، والعمل الدؤوب على حل مشاكلهم، ولهذا له في كل قلب محبة وود وتحية ودعاء خالص من الأعماق بالصحة والعافية وطول العمر.
في هذه السطور، سأتطرق إلى نقطة مهمة وهي خاصة بدعم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- للشباب السعودي ووقوفه خلفه في المحافل الرياضية كافة، وكيف أن سموه دائم السؤال عن الرياضة والرياضيين، وعما إذا كانت رعاية الشباب بحاجة إلى مساندة أو دعم حتى يتيسر لها قيادة مسيرة الرياضة السعودية نحو آفاق رحبة، وفضاءات متسعة من النجاح، الأمر الذي يعكس ما وصلت إليه الرياضة في المملكة من مكانة رفيعة، حيث وصلت المنتخبات والأندية السعودية إلى مكانة متقدمة خليجياً وعربياً وعالمياً.
وتحضرني هنا مواقف عديدة لسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، من ذلك ما وجه به سموه من ضرورة الرعاية بالنشء وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والآراء المنحرفة، كون هؤلاء الشباب هم عدة المجتمع وسنده ومستقبله، وأن أمة بلا شباب واعد هي أمة بلا مستقبل، وأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الناجح ذو المردود الإيجابي الذي يجب أن نسارع في دعم وشد أيدي القائمين عليه وهو ما يمكن أن يطلق عليه الأمن الفكري.
إن مآثر سيدي النائب الثاني على الرياضة والشباب في المملكة أكثر من أن تحصى أو تضمها سطور أو حتى كتب، فسموه حريص كل الحرص على ترسيخ الأمن الفكري للشباب بكل السبل، إضافة إلى الاستقرار والسلم الاجتماعي، ويأخذ على عاتقه تنفيذ هذه المهمة، فنعمة الأمن لا يشعر بها أو يدركها، إلا من اكتوى بنار الفتن وعايش التقلبات والمشكلات المختلفة، وهي مهمة لا يقدرها حق قدرها سوى أبناء المملكة الأوفياء الذين يسهرون من أجل أن ننعم بالهدوء والراحة والاستقرار، فهم العيون الساهرة على حماية البلاد والذود عن كل من يحاول العبث بأمنه أو حرمته.
لقد نجح سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في نشر مفهوم.. كل مواطن رجل أمن، الذي يعني أن الأمن ليس منوطاً برجال الأمن فقط، بل هو مسؤولية ملقاة على عاتق كل مواطن يعرف معنى المواطنة الحقة، وما تفرضه عليه من واجبات والتزامات تجاه مجتمعه، من حرصه على استقراره وصونه ودرء الأذى عنه.
وإذا تركنا هذا واتجهنا، إلى سمو الأمير نايف وخدمة كتاب الله والقائمين عليه، لوجدنا عطاءً لا ينقطع وخيراً وفيراً، فيكفي سموه أن هناك جائزة باسمه -حفظه الله- للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، وهي تبرهن -بما لا يدع مجالاً للشك- تشرُّف سموه بخدمة السنة المطهرة، وحث الباحثين وطلبة العلم على تقديم دراسات في الركن الثاني من التشريع، توضيحاً ونشر معرفة، وإزالة التباس ورفع غموض، وتبياناً لمكانتها في الشريعة الإسلامية، وإماطة اللثام عن الكثير من المقاصد النبوية الشريفة.
ولا ننسى الواجب الوطني الكبير الملقى على عاتق سموه وهو توفير الأمن والراحة لزوار المملكة من الحجاج والمعتمرين، وتلك مهمة شاقة وعسيرة، غير أن تصدي سموه لها يكسبها نجاحاً ملحوظاً، بما يعكس صورة مشرفة ومشرقة لمملكة الخير والعطاء والإنسانية، كون سموه رئيساً للجنة الحج العليا ووتد خيمة الحج.
ولو تطرقنا إلى أيادي سموه البيضاء في غير ذلك من المهام لما استطعنا الحديث هنا في هذه العجالة، فصحيفة سموه الخيّرة مليئة بكل ما من شأنه الكشف عن التسابق في عمل الخير والسعي إلى غوث المحتاج، وإعانة ذي الحاجة والمعوز.
إن شعوراً غامراً بالسعادة والفرحة والغبطة، ينتابنا وينتاب -بلا أدنى شك- كل مواطن سعودي على تعيين سمو الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، حيث يعني هذا تواصل واستمرارية الإنجازات المتميزة في شتى الميادين وفي القلب، منها المهمة الأمنية التي هي في عين وقلب سموه وقيادتنا الحكيمة -يحفظها الله- بجانب تواصل العطاء المثمر واليانع في المجالات كافة، وهذا بلا شك يعد أمراً محموداً يمهد الطريق لتوالي مسيرة العطاء والمنجزات الملموسة.
الشاهد أننا نعيش أزهى عصور التطوير والنهضة الحديثة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ونمارس حياتنا العملية والخاصة وبيننا وبين أولي الأمر سياج هائل من الحب والولاء والانتماء والتواصل، وأصبحنا حكومة وشعباً منفتحين على الآخر، متحاورين معه، دون أن تتأثر قيمنا وعاداتنا الاجتماعية، محافظين على شريعتنا السمحاء وديننا الإسلامي الوسطي.. فهنيئاً لنا نحن في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي أرجاء المملكة كافة بتعيين سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وهو ما يجعلنا نقف احتراماً أمام فكر وقلب سموه؛ بما نملكه في أعماقنا من حب كبير لا ينتهي لقادة هذا الكيان العزيز الذي شرفنا المولى -عز وجل- بحمل مسؤولياته العظيمة في خدمة ورعاية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة وطيبة الطيبة.
وفي الختام، ندعو الله بأن يوفق سمو النائب الثاني في مهامه، وأن يكلل جميع جهوده بالنجاح البيّن، وأن يبارك في عمله ووقته، وأن يمنحه الصحة وطول العمر، حتى يتحقق على يديه الكثير والكثير من الآمال، فهو -دون شك- رجل الثقة والمسؤوليات الكبرى.
* الرئيس العام لرعاية الشباب