في رسالة ماجستير في تربية وتعليم الصم للباحث (أحمد بن عبد الله الزهراني)، مترجم لغة الإشارة بالتلفزيون السعودي.. أشار إلى عدم وجود جهة إشرافية تتابع أعمال المترجمين، واعتبرها مشكلة ضمن عدة مشكلات تطرق لها في رسالته تلك.
وبما أن العالم العربي يحتفل الآن ب (أسبوع الأصم في الوطن العربي الرابع والثلاثون) ما بين 20 و27 نيسان - أبريل، رأيت التعرض لمشكلات أخرى أشار إليها الباحث الزهراني التي منها:
1 - الاختلاف في بيئة لغة الإشارة بين المدن والمناطق والمرحلة التعليمية المختلفة.
2 - انعدام القواميس المعبِّرة.
3 - إهمال قواعد الترجمة للغة الإشارة كضعف الإضاءة وصغر المربع المخصص للترجمة في التلفاز.
رغم وجود (اللجنة السعودية لخبراء ومترجمي لغة الإشارة بالسعودية.. والاتحاد السعودي لرياضة الصم) برئاسة الأستاذ: سعيد بن محمد القحطاني.. فما هو دور هذه اللجنة؟ وهل من ناطق إعلامي فيها يسهم في اتساع نطاق تواصل الجمهور معها أو تفاعلهم في المؤسسات التعليمية والتجارية والشركات أو في وسائل الإعلام المتعددة بشكل أكثر كثافة ووضوحاً؟
***
وأنا في مراحلي الدراسية الأولى، حينما كنّا نسكن (العدامة) كانت تجاورنا أسرة ثلاثة من أبنائها يعانون الصمم.. الآن أحد هؤلاء الثلاثة يشغل منصب (رئيس مجلس إدارة نادي الصم بالمنطقة الشرقية) الأستاذ: خالد بن عبد العزيز الحمود.. كنت في تلك الأيام ألمس مدى معاناة أسرته في تعليمهم أو العثور على جهة تعليمية تهتم بالصم وتعتني بهم!! وإن لم أُخطئ فقد تمَّ تعليمهم خارج المنطقة!!
مضت بنا السنون، وانتقلنا من (العدامة) ولكن صفحة الأيام وإن طويت، الحرف فيها باقٍ.. فها أنا أرى (خالد) في منصب هو الأجدر به وقد تمَّ تهيئته في البدء من قِبل أهله ثم مواصلته الارتقاء بقدراته وعدم انكفائه على (الصم) الذي يُعتبر في نظر المجتمع إعاقة!! في حين قد نكون نحن أكثر إعاقة منهم رغم امتلاكنا كافة حواسنا!!
***
الأصم وضعه وضع أي معاق فَقدَ حاسة أو عدة حواس، يحتاج اهتماماً لا يقل عن الاهتمام بالصحيح والمعافى، أو أشد منه.. وقد يستفيد من اندماجه مع أقرانه الأصحاء إذا ما تمت توعيتهم وتوجيههم على كيفية التعامل معه بعيداً عن نظرة الشفقة أو الرأفة القاتلة والمؤلمة أحياناً.. بل كثيراً!! ويكفي أن الاهتمام بهم جاء متأخراً جداً وحينما أتى، أتى حبواً!!
والتأخر ليس في منطقتنا وحدها!! فقد اشتكت أم، في دولة عربية، لولدين من الصم والبكم أنه حتى الدراما العربية لا تعبّر عن مشاكل الصم عدا فيلم (الصرخة) لنور الشريف الذي عبّر عن بعض واقع الصم.. وحدث أن تخيّل أصم نظارة تحوِّل له كلام البشر المنطوق والمسموع إلى كتاباتٍ يستطيع أن يعرف من خلالها ماذا يقولون.. وماذا يريدون؟!!
خلاف ذلك من مشاكل ومعاناة الصم الذين لو أُعطوا الاهتمام المضاعف وعمل مسح شامل لهم على مستوى الوطن العربي أمكن معالجتها أو تجاوزها أو شيء منها.. وإدراج لغة الإشارة ضمن مناهجنا الدراسية.. علماً بأن آخر دراسة اطلعت عليها عام 2007م أفادت بوجود 17 مليون أصم في العالم العربي وأن عددهم في السعودية يقدّر بنحو 88 ألف أصم!!
هذا في السعودية وفي الوطن العربي.. فماذا عن نسبتهم في العالم ككل ونحن قد وقفنا كثيراً على مشاهير أُصيبوا بالصمم ولم يقفوا دون شهرتهم في وجود الإرادة والعزيمة القويّة من هؤلاء: الموسيقار العالمي بيتهوفن، الشاعر والموسيقار ديفيد رايت، الشاعر الكميت بن زيد الأسدي، العالم محمد بن سيرين الذي قال فيه الأصمعي: إذا حدث الأصم بشيء فاشدد يدك، مصطفى صادق الرافعي، هيلين كيلر.. وغيرهم.. ولمن يود الاستزادة يمكن الرجوع إلى سيّر هؤلاء كي يقف على أرض معاناتهم وكيفية تجاوزهم لها حتى غدوا مشاهير.. فهل من اهتمام مضاعف من أجلهم ودعم أصدق.!!؟؟
ص.ب 10919 - الدمام 31443
Happyleo2007@hotmail.com