تظاهرة علمية بحق مدعمة ببحوث مميزة للجغرافيين العرب من المحيط إلى الخليج في المؤتمر الذي نظمته الجمعية الجغرافية الكويتية بالتعاون مع قسم الجغرافيا بجامعة الكويت
|
وبرعاية من سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، في الفترة من 9 إلى 11 ربيع الثاني.
|
اجتمع الجغرافيون ليسلطوا الضوء في أبحاثهم حول محور رئيس للملتقى (الأبعاد الجغرافية للتنمية البيئية والاقتصادية المستدامة في الوطن العربي). الجغرافيون في المشرق والمغرب العربيين تبرز بينهم التنوع في المصطلحات العلمية، المنحوتة أحياناً، ومن ذلك ما استخدمه أحد الباحثين: (التسحل)، ليس (التصحر)، بل السكنى على طول السواحل، ومن ذلك ما هو حاصل في الجزائر حيث يعيش ما مجموعه 60 في المائة من السكان الحضريين على ساحل البحر المتوسط للجزائر الممتد بطول حوالي 1200 كم من الشرق إلى الغرب، وبعرض لا يجاوز 150 كم في المتوسط، ولك أن تتصور تأثير هذا التركز العظيم على البيئة الساحلية. قدمت أوراق في الملتقى المذكور مهمة وشيقة في الوقت نفسه، وما تم تناوله من قضايا في الأوراق البحثية في حاجة إلى آذان صاغية من لدن صانعي القرارات.
|
لم تعد الجغرافيا ولم يعد الجغرافيون يلقنون الطلاب في شتى المراحل أسماء المدن وعواصم الدول وسلاسل الجبال والمنتجات الزراعية والصناعية، بل يسهمون مع علوم أخرى عديدة في محاولة فهم التغيرات التي تطرأ على الأرض وعلى البيئة التي يعيش فيها الإنسان، ومن ثم دراسة تداعيات هذه التغيرات وما يترتب عليها من تبعات. لقد آن الأوان أن يسمع صوت الجغرافيين العرب. أما توصيات الملتقى فتضمنت العديد من النقاط منها: العمل على دعم وحماية الموارد الطبيعية في الوطن العربي، ضرورة تبادل الخبرات بين الدول العربية فيما يخص تجارب التنمية المستدامة للحفاظ على المعالم الطبيعية والتاريخية ذات الفاعلية البيئية والاقتصادية، التأكيد على ضرورة مساهمة الجغرافيين في صنع القرارات التخطيطية ومشاركة الجغرافيين في تنفيذ المشاريع التنموية في الدول العربية.
|
أما الجغرافيون في بلاد الغرب فصوتهم مسموع في مؤتمراتهم وفي ندواتهم، قبل مؤتمر الكويت كنت مشاركاً في مؤتمر الجغرافيين الأمريكيين الخامس بعد المائة في مدينة لاس فيقاس بولاية نفادا الأمريكية. سجل في ذلك الملتقى العلمي ما يزيد على ستة آلاف مشارك، من بين حضور ومقدمي أوراق بحثية، التي تتناول الأرض من الناحيتين الطبيعية والبشرية. أسجل ملاحظة هنا تتعلق بمشاركة طلاب وطالبات الدراسات العليا في مجال الأبحاث، يعرض هؤلاء الطلاب خطط رسائلهم وأطروحاتهم ليستفيدوا من آراء الحضور في المؤتمرات العلمية ووجهات نظرهم حول ما يعزمون على تقديمه من رسائل للماجستير والدكتوراه. أما الموضوعات التي يتم يتناولها فحدث ولا حرج، إذ تتراوح من التحولات الحضرية في مدينة برلين بعد إزالة الحائط الذي شطرها إلى نصفين، شرقي وغربي، إلى أبحاث تتناول التركيب الكيميائي والفيزيائي لمياه البحر الأحمر للزميل الدكتور عساف الحواس.
|
وبعد عودتي من بلاد الإفرنج والشقيقة الكويت اغتبطت بعبق مناسبة دعيت إليها لتكريم زميل يحبه الكثير، نظمت تلكم المناسبة عمادة كلية الآداب بجامعة الملك سعود، لعميدها الدكتور فهد الكليبي الشكر والتقدير، بمناسبة حصول الزميل الدكتور عبدالعزيز المانع على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال اللغة العربية والأدب. حضرها ضمن من حضر الشيخ عبدالرحمن بن عقيل وكان له مداخلة حدد له فيها دقيقتان، وكنت أتمنى لو كانت ساعتين، فلقد قال في الوقت المحدد له كلاماً جميلاً بليغاً في حق المكرم. وعطرت الحفل قصيدة جميلة للدكتورة مباركة بنت البراء، عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود. لقد أطربت الحضور بقصيدتها الجميلة، أورد لك أيها القارئ الكريم الثلاثة الأبيات الأخيرة منها:
|
سنية هي من أعطاكها رجل |
ومثل فيصل من أعطى ومن وهبا |
جارى أباه وإخوانا له نجبا |
لا غرو إن كرموا، كلا، ولا عجبا |
مجد توارثه قوم، به عرفوا |
من عانق المجد أغنى العلم والأدبا |
أما في خميسية الجاسر بمناسبة تكريم الدكتور المانع فلقد قال أحد الإخوة أن له من اسمه وأبيه وأسرته نصيب: من حيث العزة والنصر والمنعة، إن تكريم أحد العلماء هو تكريم للعلم وللمنتسبين إليه، هذا المجتمع كريم وهذا البلد كريم وولاة أمره كرماء لتكريمهم للعلم وللعلماء، أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان وجعلنا من الشاكرين لنعمه، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
|
|